خبراء العمل والتوظيف يناقشون سوق العمل وأخلاقياته في «المنتدى 2 لأخلاقيات العمل» بجدة

TT

يعكف خبراء العمل والتوظيف في السعودية من خلال «المنتدى الثاني لأخلاقيات العمل» بجدة، على نشر مبادئ قيمة تكاد تكون مفقودة في الوقت الحالي، أو أنها غير موجودة مع تطور النمط الوظيفي وتعدد الجهات والمهام، وهذه المبادئ التي جعلت الغرفة التجارية الصناعية في جدة وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن (شرق البلاد) تحشد لها خبراء التدريب والتوظيف وأيضا أساتذة علم الاجتماع والسلوك الانساني، لشرح أهمية أخلاقيات العمل التي بدأت تتلاشى تدريجيا مع تغير النمط السلوكي بين الموظف والجهة التي يعمل فيها.

وعلى مدى ثلاثة أيام وهي مدة إنعقاد المنتدى الثاني لأخلاقيات العمل، يطرح المشاركون من خلال أوراق العمل والجلسات المخصصة للمنتدى الرؤى المستقبلية بالنسبة لسوق العمل والشروط التي يجب أن تتوفر في الموظف وصاحب العمل في ظل المتغيرات الجديدة. وأيضا لترقب سوق العمل في السعودية لدخول أكثر من مليون موظف في القطاع الخاص خلال السنوات المقبلة، مما يعني أن هذا النشاط يتطلب توعية شاملة لصاحب العمل وطالب الوظيفة. واعتبر الامير عبد المجيد، أمير منطقة مكة المكرمة، الذي افتتح فعاليات المنتدى مساء أول من امس في فندق هيلتون جدة، المنتدى مهما لمناقشة القضايا المتعلقة بأخلاقيات العمل في البيئة السعودية، حيث قال «إن المنتدى يطرح واحدة من اهم القضايا التي تهم جميع المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص وهي قضية اخلاقيات العمل في المنشآت الاقتصادية المختلفة، وهو ما يعني مناقشة السبل والآليات المثلى للارتقاء بأخلاقيات العمل نظرا لما يمثله ذلك من اهمية كبرى بالنسبة للاقتصاد الوطني فضلا عما يشكله ذلك من وسيلة فعالة للتسريع في عملية توطين الوظائف».

وأكد امام نحو أكثر من شخصية من الأكاديميين والباحثين والمفكرين وذوي علاقة بالتوظيف، ان الخطط التنموية في السعودية جاءت على مدى العقود الثلاثة الماضية لتعكس اهتماما خاصا بأهمية الانسان العامل والمشارك في عملية التنمية لتؤكد على النهج التنموي الذي تتبناه هذه الخطط والمتمثلة في اعطاء الاولوية لتنمية الموارد البشرية، وطالب باعادة تأهيل وتدريب العاملين السعوديين وتطوير سلوكياتهم في العمل للارتقاء بانتاجيتهم وزيادة فعاليتهم في ادارة عجلة الانتاج بما يحقق الاستفادة القصوى من التقنيات والتجهيزات المستخدمة في الانشطة التنموية. وشدد على ان القطاع الخاص مطالب اليوم اكثر من اي وقت مضى باستثمار جهوده وتسخير طاقاته لمواجهة هذه القضية الحيوية المتمثلة في حفز العاملين على العمل الجاد والمخلص وزيادة اندماجهم في المنشآت التي يعملون فيها على اعتبار ان ذلك هو الوسيلة الفعالة لتمكين المجتمع السعودي من بلوغ مستويات مرتفعة من الانتاج والرفاهية الاقتصادية.

وينتظر أن يتناول النقاش خلال الجلسات أخلاقيات العمل واستراتيجيات تطبيقها وذلك من خلال تشخيص مشكلات ومرجعية أخلاق العمل عند القادة الاداريين والمهنيين وأخلاقيات العمل من المنظور الاسلامي، في حين تكرس مناقشات المحور الثاني لدور التعليم في تفعيل أخلاقيات العمل ودور ثقافة المنشأة والتدريب كاستراتيجية للارتقاء بسلوكيات العمل، إضافة إلى آليات تطبيق أخلاقيات العمل من خلال تجارب المنشآت المحلية.

ووصف الدكتور على بن إبراهيم النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية، التفاعل الكبير من قبل المشاركين في المنتدى، على أنه موضوع مهم يرتبط ارتباطا وثيقا بحقوق وواجبات العامل وصاحب العمل وهو بالتالي مرتبط بالتوظيف بشكل عام وتوظيف الشباب السعودي بشكل خاص، موضحا ان اخلاقيات العمل ومدى توافرها لدى العامل ولدى صاحب العمل والمسؤولين في المنشآت تنعكس بصورة مباشرة على حجم فرص العمل المتاحة للشباب ومدى اقبالهم على العمل واستمرارهم فيه، مطالبا بضرورة زيادة التوعية بموضوع اخلاقيات العمل من خلال عدة قنوات منها الاعلام بجميع انواعه والمناهج التعليمية والتدريبية وكذلك المؤتمرات والندوات. من جهته أعلن عبد الله زينل رئيس غرفة جدة، عن توجه الغرفة لانشاء مركز التجارة الرابحة تحت رعاية الغرفة التجارية الصناعية في جدة وبالتعاون مع الغرف التجارية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ليكون مركزا للمعلومات والدراسات يعنى بترسيخ القيم الاسلامية ونشر الاخلاق الفاضلة في العمل التجاري وتحفيز رجال الاعمال وكذلك العاملين على الالتزام باخلاقيات العمل من منظور اسلامي.

ومن الواضح أن الشركات الكبرى سعت للاستفادة من المنتدى لتسويق برامجها التوظيفية سواء خلال فترة الصيف أو المرحلة المقبلة، ووزعت في هذا الخصوص كتيبات ونشرات تتعلق بالفرص الوظيفية، كما وزعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كتيبات تشرح كيفية الحصول على الوظيفة بالنسبة للمعاقين.

=