السعودية: توقيع عقد تصميم مشروع تجريبي للنقل العام في الرياض مع شركة «دورنيه» الألمانية

تنفيذ المشروع يستغرق 7 أشهر ويشمل تقويم بدائل قطارات الأنفاق والحافلات بأنواعها المختلفة

TT

وقعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وشركة «دورنيه» الاستشارية الألمانية بالتضامن مع دار الدراسات العمرانية أمس، عقداً لتنفيذ تصميم المشروع التجريبي للنقل العام في مدينة الرياض خلال مدة تستغرق سبعة أشهر، والذي سيتم تنفيذه على أحد المحاور الرئيسية ذات الكثافة السكانية العالية والجذب المروري بالمدينة بعد تقويم بدائل النقل العام المتاحة وتشمل قطارات الأنفاق والقطارات الخفيفة والحافلات بأنواعها المختلفة، ليتم اختيار الوسائط المناسبة من حيث الجدوى الاقتصادية والمظهر وطريقة التشغيل والسلامة البيئية وملاءمة الاستخدام للتشغيل في المشروع.

وأوضح المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ عضو الهيئة رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة في بيان أمس أن المشروع التجريبي للنقل العام يعد أحد توصيات الورشة المرورية التي نظمتها الهيئة مؤخراً، وتعتزم الهيئة البدء في أسرع وقت ممكن في تطوير مشروع تجريبي للنقل العام يقوم على أحد محاور المدينة أو أحد مناطقها باستخدام الوسائط المناسبة بهدف التعرف على أفضل السبل الادارية والتقنية والاستثمارية الكفيلة بتوفير نظام نقل عام آمن وفاعل مستديم في العاصمة السعودية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان كلفة دراسة المشروع تصل لاكثر من مليوني ريال (حوالي 550 الف دولار). وتابع المهندس آل الشيخ أن هيئة تطوير الرياض، نظمت حلقات نقاش حول هذا الموضوع تناولت أهداف وفوائد ومواصفات ومتطلبات تصميم المشروع والشروط المرجعية له، ومن ثم دعوة عدد من المكاتب الاستشارية المتخصصة في هذا المجال لتقديم عروض فنية ومالية لإعداد دراسة وتصميم المشروع، مبيناً أن من بين أهداف المشروع جذب أكبر عدد من مستخدمي السيارات الخاصة لاستخدام وسائل النقل العام كبديل لاستخدام السيارات الخاصة بما يساعد على تقليل حجم الحركة المرورية بالمدينة حيث تبين الدراسات التشخيصية لخصائص التنقل في الرياض أن ما يزيد عن 93% من الرحلات اليومية تتم بواسطة السيارات الخاصة.

ويضع المشروع المنتظر خطة لتيسير مشاركة القطاع الخاص وتقليل الاعتماد على القطاع العام في تمويل المشروع وتشغيله، وذلك عبر تقويم مجموعة من البدائل التمويلية والاستثمارية، بالاستفادة من التجارب العالمية المميزة والسبل الإدارية المبتكرة والتي تساهم في إنجاح ورفعها كفاءة نظم النقل العام بالمدن الكبرى.

وأضاف رئيس مركز المشاريع والتخطيط بهيئة تطوير الرياض، بأنه سيتم في مرحلة التصميم تقويم البدائل المكانية للمشروع بين محاور المدينة الرئيسية أو في إحدى مناطق المدينة ذات الكثافة السكانية العالية أو في مناطق الجذب المروري مثل مطار الملك خالد الدولي وجامعة الملك سعود، كما يمكن دمج أكثر من خيار ليتم اختيار البديل المكاني الأفضل لتحقيق أهداف المشروع. وأشار إلى أنه سيتم أيضاً تقويم البدائل التقنية المتاحة مثل قطارات الأنفاق والقطارات الخفيفة والحافلات بأنواعها المختلفة، حيث سيتم اختيار الوسائط المناسبة من حيث الجدوى الاقتصادية والمظهر وطريقة التشغيل والسلامة البيئية وملاءمة الاستخدام للتشغيل في المشروع التجريبي.

وبين المهندس آل الشيخ أن مشروع النقل العام التجريبي يتماشى مع الدراسات الحضرية التي أجرتها الهيئة ضمن أعمال مشروع المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض والتي أشارت إلى أنه من المتوقع أن يستمر النمو السكاني والاتساع العمراني وما يتولد عنهما من زيادة في حجم الحركة المرورية المتولدة في العاصمة لسنوات عدة قادمة، الأمر الذي يستوجب النظر في سبل تطوير وإدارة نظام النقل في المدينة بشكل مستمر والبحث عن بدائل فاعلة للتنقل من أهمها نظم النقل العام.

=