توقعات باشتداد المنافسة في انتخابات الغرفة التجارية في مصر رغم قلة المشاركين

صراع متداخل على القمة بين التحديثيين والتقليديين وسط تحالفات سرية وعلنية

TT

تجرى يوم 23 مايو (ايار) الجاري انتخابات الغرف التجارية في عموم محافظات مصر، والمتوقع كالعادة ان تكون القاهرة والاسكندرية، أكثر المواقع الانتخابية سخونة، بينما تحسم الانتخابات في أغلبية المحافظات بالتزكية.

الجانب الأبرز في انتخابات الدورة الحالية هو ما يمكن تسميته بالصراع على القمة بين محمود العربي صاحب توكيلات «توشيبا» والمرشح لرئاسة غرفة القاهرة، ولديه فرصة كبيرة في الفوز، وخالد ابواسماعيل رئيس الاتحاد العام المعين بقرار من رئيس الوزراء، حيث يخشى الأخير ان يؤدي نجاح قائمة «العربي» في غرفة القاهرة الى خلق واقع يعود معه العربي رئيسا للاتحاد العام، الذي كان قد ابعد عنه خلال السنوات السابقة، بعد انشقاقات وخلافات أفضت الى حل مجلس ادارة غرفة القاهرة وتعيين مجلس لادارتها، وبالتالي فقدان العربي للأساس الذي اختير انطلاقا منه رئيس الاتحاد.

يعتبر محمود العربي، كما يقول المقربون منه، ان المعركة «ثأرية»، وقد بادر في الآونة الأخيرة بشن حملات صحافية واعلانية لتسويق أسهمه بين التجار وابراز مواقفه التي يحرص على ان تكون مستقلة، حيث يرى بعض التجار ان مواقف خالد أبواسماعيل أقرب الى السياسات الحكومية منها الى مصالح أعضاء الغرف المختلفة.

من جهته يؤكد أنصار خالد أبواسماعيل (رئيس الغرف العربية في الدورة الحالية أيضا) انه يمثل الجناح الذكي من الجيل القديم الذي لديه تصورات أحدث عن الاقتصادات المعاصرة وطبيعة المنظمات المدنية في بلد كمصر، بينما يمثل العربي الرؤى التقليدية، بل والأساليب القديمة، التي كانت أحد أسباب الانشقاق عليه في غرفة القاهرة.

يراهن أبواسماعيل على مساندة النخب في الغرف التجارية لمواقفه، وعلى رؤاه المتزنة، وعلاقاته الطيبة بالمسؤولين، في الوقت الذي يرمي فيه محمود العربي بكل ثقله الى الشارع.

تتميز الانتخابات أيضا ببعد آخر يمثل وجه العملة الثاني من صراع القمة، وهو الصراع بين جيل شباب التجار برمته، وبين القدامى، تحديثيين كانوا أم تقليديين، ويسعى هؤلاء للفوز بكل مقاعد غرفة القاهرة بحثا عن مكان تحت الشمس بعد ان باءت محاولتيهما السابقتين بالفشل، ويعضد مواقفهم هذه المرة نضج تجربتهم ـ نسبيا ـ ودخول عناصر منشقة عن العربي الى قائمتهم، وكذا دخول عنصر نسائي، في حدث هو الأول من نوعه، بعد ان سمحت تعديلات قانون الغرف التجارية بذلك.

تضم قائمة العربي اسماء قديمة، لكن لها وزنها مثل احمد العبد وفرج الرواس (توكيل ميتسوبيشي) والسلاب (توكيلات عالمية لادوات صحية)، ومن لم تستطع ان تحتويه القائمة المكونة من عشرة أفراد، رشح نفسه في قائمة الشباب التي يأتي على رأسها محمد اسماعيل عبده رئيس شعبة المستلزمات الطبية وقد حاول صناعة صورته كنجم في العمل العام، خلال السنوات السابقة بأساليب متنوعة، ويأمل ان يحصد مع قائمته نتائج ما زرع.

المثير ان الاقبال على الانتخابات يكون في العادة محدودا جدا، على رغم صخب الدعاية، التي يخيل لمن يرى بعد صورها، في ميدان باب اللوق، بوسط القاهرة، حيث مقر الاتحاد العام وغرفة القاهرة، انه بإزاء معركة نيابية شرسة، أو لا يشارك أكثر من 4 آلاف تاجر من بين 700 ألف تاجر مسجل في القاهرة وحدها (الاجمالي 3 ملايين على مستوى الجمهورية) وحيث لا تدفع الأغلبية الساحقة الاشتراكات كي تتمكن من المشاركة وعجل ضيق القاعدة الانتخابية من المعركة «لعبة» تربيطات وتحالفات واتفاقات في النهاية، سرية وعلنة، ويبدو هذا الأمر اوضح صورة في الليلة السابقة على الانتخابات على نحو خاص.

ومع ان الانتخابات تدور وسط ظروف سياسية خاصة ووسط كساد وركود مستمرين في السوق، إلا ان معايير الاختيار تكاد تكون شخصية تماما في النهاية، ومع هذا فان المقاطعة ستلعب دورا خطيرا في حسم الانتخابات، العربي ذو الخبرة الفطرية والعلاقة الوثيقة بصغار التجار يعزف على الوتر الراديكالي ويزهو بأنه لم يزر اسرائيل حتى بعد ان زارها كثيرون ولم يتعامل معها.