سخرية استرالية من السجال الأوروبي ـ الأميركي حول دعم مزارعي الولايات المتحدة

TT

وصف وزير التجارة الاسترالي مارك فايل السجال الدائر بين مفوض الشؤون الزراعية في الاتحاد الاوروبي فرانز فيشلر ووزيرة الزراعة الاميركية آن فينيمن حيال «المذكرة الزراعية» التي وافق الكونغرس الاميركي عليها مؤخرا، بأنه مثير للسخرية ومخيب للامال في ان معاً.

وقال وزير التجارة الاسترالي مارك فايل في رسالة نشرتها «الفايننشال تايمز» امس انه وجد من خلال متابعته للسجال الدائر بين مفوض الشؤون الزراعية في الاتحاد الاوروبي فرانز فيشلر ووزيرة الزراعة الاميركية ان فينيمن حول «المذكرة الزراعية» التي تقضي ـ بعد ان حظيت بموافقة الكونغرس ـ بدعم المزارعين الاميركيين برزمة مساعدات تصل الى 333 مليار دولار، انه سجال مثير للسخرية ومخيب للامال.

واوضح ان السخرية تأتي من خلال رؤية «فيشلر يشرح للولايات المتحدة كيف ان المذكرة الجديدة لا تصب في مصلحة السياسة العامة» وهو ما وجد فيه «استحضاراً للمنطق الصحيح نفسه الذي كان الاتحاد الاوروبي يرفضه منذ زمن ليس ببعيد». ووصف السجال بأنه مخيب للامال لانه يشير الى الابتعاد عن الاصلاحات في السياسات الزراعية التي بدأت في «جولة الاوروغواي»، وانه يقودنا الى وضع يشهد «سياسة زراعية مشتركة عبر الاطلسي» على غرار «النموذج الخاطئ المتمثل بالسياسة الاوروبية الزراعية المشتركة».

وحذر الوزير الاسترالي من ان هذا الوضع سيترك المزارعين في الدول الفقيرة، او تلك التي لا تدعم مزارعيها ماليا، في مواجهة مستقبل مظلم يتحتم عليهم فيه منافسة منتوجات مزارعي الدول الغنية الذين يتلقون اعانات بقيمة مليار دولار يومياً. كما حذر من خطر انهيار الاصلاحات في السياسات الزراعية التي قدمت في «جولة الدوحة»، مما يهدد بفشل الجولة كلياً.

ولفت فايل الى الحاجة الى قيادة ايجابية من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمواجهة المشكلة العالمية، وليس «نقاشات عابرة للاطلسي تتجاهل حقيقة ان استمرار دعم المزارعين بهذا الشكل يحتم افقار الملايين حول العالم».

وقد حاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق المفوض الاوروبي فيشلر على اتهامات الوزير الاسترالي، الا ان مكتبه الذي افاد بتعذر الاتصال به نتيجة سفره الى روسيا، اصر على العودة الى رسالة المفوض فيشلر الى «الفايننشال تايمز» في 23 الشهر الجاري، والتي شرح فيها الفرق بين الدعم الاوروبي ونظيره الاميركي للمزارعين. وقد اوضح فيشلر ان «المذكرة الزراعية» الاميركية الجديدة التي تقضي بدفع اعانات «كاونتر ـ سايكليكال» تعني انه مع هبوط الاسعار، يتسلم المزارع شيكا يغطي الفرق. ووصف فيشلر هذا الاجراء المزمع «بأنه يبطل آلية السوق لان توفير شبكة امان للمزارعين امر، ومعاندة آلية السوق العالمي امر آخر». وكانت وزيرة الزراعة الاميركية آن فينيمن قد ردت على ما وصفته بـ«الضجيج» الذي صدر من بعض الدول حيال مضمون المذكرة الزراعية. وقالت فينيمن في لقاء مع الصحافيين في 21 الشهر الحالي في واشنطن انه في الوقت الذي تسمح فيه منظمة التجارة العالمية للولايات المتحدة بدعم بعض نشاطات الزراعة بـ19.1 مليار دولار سنوياً، فانها تمنح اليابان حق الدعم بـ31 مليار دولار والاتحاد الاوروبي بـ62 مليار دولار، مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي قادر على دعم مزارعيه بمساعدات تساوي ثلاثة اضعاف مساعدات الولايات المتحدة لمزارعيها. كذلك اشارت الى انه في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط التعرفة الجمركية على المنتجات الزراعية المستوردة الى الولايات المتحدة 12 في المائة، فانه في المقابل يصل الى 30 في المائة في الاتحاد الاوروبي، و 59 في المائة في اليابان. لكن مفوض الزراعة الاوروبي فرانز فيشلر رد على كلام الوزيرة الاميركية بالاشارة الى ان سقف الدعم الاوروبي للمزارعين «البالغ 60 مليون دولار مخصص لاعانة 7 ملايين مزارع في حين ان الولايات المتحدة تدعم مليوني مزارع فقط بـ19.1 مليار دولار» معلقاً بالقول «ادعوكم لاجراء الحسابات». لكنه لفت الى ان هذه الارقام «تمثل الحد الاقصى المسموح به وليست هدفاً»، مشيراً الى نفقات الاتحاد الاوروبي هي اقل بكثير من المسموح به وان الاتحاد يتبع سياسة تهدف الى تخفيض هذا الدعم بشكل مستمر.

وكانت موافقة الكونغرس الاميركي وتوقيع الرئيس جورج بوش على «الورقة الزراعية» قد اثارت الكثير من ردود الفعل من الدول القلقة على قطاعاتها الزراعية. وقد وصفها رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد بالقول انها «رفسة في الوجه للزارعة الاسترالية الفعالة»، بينما طالب سياسو ولاية ساسكاتشيون الكندية وزير الزراعة الفيدرالي ليل فانكليف بزيارة الولاية للوقوف على حال القلق لدى المزارعين الكنديين من الاجراء الاميركي. وقد رد فانكليف بالتأكيد انه يدرس سبل دعم المزارعين في ضوء القرار الاميركي.