قال نائب رئيس الوزراء السوري لشؤون الخدمات محمد ناجي العطري إن الحكومة السورية لديها خطة عمل واسعة لتطوير المناطق الحرة إدارياً واستثمارياً، حيث سيتم إدخال خدمات جديدة الى المناطق الحرة في ما يتعلق بالفنادق والمكاتب والمشافي والسياحة والدراسات والصناعات الإلكترونية وغيرها، الى جانب اعتزام الحكومة إقامة مناطق حرة جديدة في دير الزور والحسكة في الجزيرة السورية واللاذقية على الساحل السوري. وأضاف العطري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش بدء أعمال ملتقى اقتصادات المناطق الحرة، إن من التجارب العربية التي سيتم الاستفادة منها في تطوير المناطق الحرة في سورية تجربة منطقة جبل علي في الامارات، والمنطقة الحرة في عدن في اليمن، مشيراً إلى أن عدة وفود سورية قامت بزيارة هاتين المنطقتين للاطلاع على تجربتها.
وأوضح نائب رئيس الوزراء السوري أن تطوير المناطق الحرة سيتم من خلال برامج وخطط عمل مدروسة بشكل جيد ويمكن معها تطوير الأداء فيها، بحيث تسهم بشكل فعال في دعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن واردات المناطق الحرة ما زالت متواضعة مقارنة بمثيلاتها في الدول الأخرى، لذلك فإن الحكومة تسعى الآن لمعالجة هذا الخلل من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات التي تسهل العمل للمستثمرين في هذه المناطق وجذب المزيد منهم في المرحلة المقبلة، بغية زيادة حجم الصادرات من هذه المناطق إلى الأسواق الخارجية .
وأشار العطري إلى المدينة التكنولوجية الحرة المزمع إقامتها في مدينة حمص وسط سورية والتي ستخصص للصناعات التكنولوجية العالية المستوى، حيث من المقرر أن تناقش الحكومة دراسة الجدوى الاقتصادية لها قريباً. من جهته قال مدير عام سلطة المنطقة الحرة في جبل علي بدولة الإمارات أحمد بطي أحمد لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في الملتقى الذي يقام في دمشق بالتعاون بين المؤسسة العامة للمناطق الحرة ومركز الأعمال السوري الأوروبي وغرفتي تجارة وصناعة دمشق، قال إن اتصالات جارية الآن بين منطقة جبل علي العالمية والحكومة السورية للتعاون في مجال تطوير المناطق الحرة في سورية، لجهة تأمين احتياجات هذه المناطق والمساعدة في إدارتها، مشيراً إلى وجود ترحيب ورغبة سورية للتعاون مع جبل علي، حيث قام عدد من المسؤولين السوريين بزيارة جبل علي، إلى جانب «لقاءات سأقوم بها خلال وجودي في سورية مع المسؤولين لبحث إمكانيات التعاون ومتطلبات المناطق الحرة السورية».
وأكد بطي أنه لا بد لتطوير أية منطقة حرة من توفير عوامل جذب المستثمرين وهذا يتم بتوفير القوانين الاستثمارية المتطورة والتسهيلات المتاحة لهم، وهذا ما يجب على المناطق الحرة السورية تحقيقه.
وأشار مدير المنطقة الحرة في جبل علي إلى أن منطقة جبل علي العالمية تعتبر نموذجاً يحتذى في مجال المناطق الحرة حيث يعمل فيها أكثر من2200 شركة تعود لـ 90 دولة، وتقوم إدارة المنطقة بمساعدة هذه الشركات على فتح فروع لها في المناطق الحرة الأخرى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة.