الشركات الإماراتية تسعى لتعزيز وجودها في الأسواق الإيرانية مستفيدة من الانفتاح بين البلدين

TT

يبدو ان الانفتاح الايراني الاخير على دول الخليج، الذي مهد له تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في دول المنطقة وايران في السنوات القليلة الماضية، التي يبدو انها اسست لمناخ اعادة الثقة بين المجموعة الخليجية وجارتها قد ادى الى اعطاء الضوء الاخضر من جانب القيادة الايرانية لاتاحة المجال امام الشركات الخليجية عموما والاماراتية خصوصا لدخول السوق الايرانية الضخمة.

وقال محللون ان حجم التبادل التجاري بين الامارات وايران، اللتين تشوب علاقتهما السياسية خلافات تاريخية على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تطالب الامارات بها، لا يزال دون الطموح، الا انه يتجه لتحقيق مستويات نمو قياسية في ظل المناخ السياسي الانفتاحي بين قيادتي البلدين، الذي توجته مؤخرا زيارة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية الى طهران، حيث نجم عنها الاعلان عن قبول دعوة الرئيس الايراني محمد خاتمي لزيارة ابو ظبي بنهاية العام الحالي، وهي الزيارة الاولى لزعيم ايراني الى الامارات.

وتعد ايران أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للامارات، حيث بلغت جملة المبادلات التجارية بين الجانبين نحو 1.6 مليار دولار عام 2000، وتبلغ صادرات المنتجات الصناعية الوطنية من هذه المبادلات واعادة الصادرات حوالي 1.4 مليار دولار ونحو 1.3 مليار دولار هي قيمة واردات السلع الايرانية.

كما تعد الامارات الشريك التجاري الثالث لإيران بعد ألمانيا وايطاليا، وقد وصل مجمل التبادل التجاري بين ايران ودبي الى أكثر من 2.1 مليار دولار أميركي عام 1999، وارتفع الى أكثر من 3.1 مليار دولار عام 2000، كما ارتفع عدد الشركات الايرانية في المنطقة الحرة لجبل علي في دبي الى اكثر من 116 شركة.

وقد بدأت الشركات الاماراتية بالاستعداد لغزو الاسواق الايرانية التي تعتبرها من اهم الاسواق الناشئة في آسيا والتي تتميز عن الاسواق الاخرى بالقرب الجغرافي والعلاقة التاريخية التي ترجع الى ما قبل ازمة الجزر الثلاث التي تعود الى عام 1971، حينما اعلن عن قيام دولة الامارات. وتنظم ثلاث جهات حكومية في دبي معرضا للمنتجات الاماراتية في طهران ينطلق في العاشر من الشهر الحالي ولمدة ثلاثة ايام في طهران، وذلك للسنة الثانية على التوالي.

وقال مراقبون: ان هذا المعرض يحظى باهتمام القيادة الحاكمة في دبي التي ترى ان عودة الدفء للعلاقات بين ابوظبي وطهران سيعزز من نجاح الدور التجاري الذي تلعبه دبي ويساعدها على قطف نتائج تميز علاقاتها التجارية مع الايرانيين خلال العقود الثلاثة الماضية.

وتشارك في معرض الامارات التجاري في طهران شركات نفطية وصناعية ومالية منها «امارات» و«اينوك» و«بنك دبي الوطني».

ويرى مراقبون ان اقامة المعرض يعزز العلاقات بين الجانبين ويدعم النشاط التجاري والاقتصادي بشكل عام، خاصة ان ايران تعد سوقا كبيرة للشركات المحلية في الامارات وجذب المزيد من رؤوس الأموال للاستثمار، حيث توجد حاليا في ايران مناطق حرة ابرزها، قشم وكيش وسرخس، اضافة الى طريق الحرير الذي يمكنه تسهيل التجارة بين دول المنطقة والشرق الأوسط ومجموعة الدول المستقلة. وقال مسؤول حكومي في دبي: انه مما يزيد من أهمية السوق الايرانية الدور التجاري الحيوي الذي يمكن ان تقوم به دبي مع ايران في تغذية أسواق الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي والدور المتكامل لسلطة موانئ دبي مع الموانئ الايرانية لنقل البضائع بعد ذلك بواسطة خطوط السكك الحديدية الى تلك الاسواق.