فضائح إفلاس الشركات تضع الرواتب الخيالية لأرباب العمل الأميركيين على المحك

تحقيق اقتصادي

TT

نيويورك ـ أ.ف.ب: منذ عقدين شهدت رواتب ارباب العمل الأميركيين ارتفاعا خياليا، في معظم الاحيان دون أي علاقة بالاداء، الا ان الفضائح المتعاقبة على غرار فضيحة انرون قد تشير الى ان هذه الظاهرة قاربت على نهايتها.

وبعد لا مبالاة خلال حقبة التسعينات، ارتفعت اليوم الاحتجاجات على ارباب العمل المشهورين الذين تدفع لهم مبالغ خيالية للتخلي عن مناصبهم في مؤسسات دفعوا بها الى شفير الافلاس على غرار دنيس كوزلوفسكي رئيس مجلس الادارة السابق في شركة «تيكو».

ويتوقع ان يتقاضى كوزلوفسكي تعويضات للتخلي عن مهامه تزيد عن 100 مليون دولار.

وكان كوزلوفسكي طرد الاثنين اثر الكشف عن ادانته بتهمة التهرب الضريبي والاشتباه في انه استغل املاك الشركة.

وفي نهاية مايو (ايار) قرر مجلس ادارة مجموعة «وورلدكوم» للاتصالات طرد بيرني ايبرز رئيسها السابق بعد ان تراجعت قيمة اسهمها بشكل كبير اثر فتح لجنة التعاملات في البورصة لتحقيق في حسابات الشركة.

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» ستدفع مجموعة «وورلدكوم» لا يبرز تعويضات بقيمة 1.5 مليون دولار سنويا حتى وفاته و750 مليون دولار لزوجته في حال توفي قبلها.

وقالت الصحيفة المتخصصة في الشؤون المالية ان ريتشارد ماكجين وجون ريغاس وهما المديران السابقان في مؤسستي «لوسنت» و«اديلفيا» سيتقاضيان 12.5 مليون دولار و1.4 مليون دولار سنويا على التوالي لمدة ثلاث سنوات.

وبحسب تحقيق اجرته «بيزنيس ويك» في الولايات المتحدة فان مدير عام مؤسسة كان يتقاضى راتبا اكبر بـ20 مرة من راتب عامل في العام 1980 واكبر بـ85 مرة في العام 1990 واكبر بـ531 مرة في العام 2000.

وقالت جوديث فيشر المديرة العامة لشركة «اكزيكوتيف كونبنسيشن ادفايزوري سيرفيس» المتخصصة في الاستشارات حول رواتب وتعويضات الكوادر ان «هذه الزيادة في الرواتب بدأت مع تطور الاقتصاد على الانترنت عندما ربطت الرواتب في المؤسسات بادائها في البورصة».

واضافت ان «اسعار الاسهم شهدت ارتفاعا خياليا ومعها رواتب ارباب العمل».

ومضت تقول ان «التجاوزات التي نشهدها اليوم ناجمة عن العقود التي ابرمت خلال هذه السنوات».

ومن اجل الحصول على افضل فريق عمل قامت المؤسسات في حينها بابرام عقود خيالية تجد نفسها اليوم مضطرة لاحترامها في حين ان الاداء بدأ يتراجع بشكل ملحوظ.

واوضحت «لكن علينا ان لا نعمم ذلك على جميع ارباب العمل. وان حصلت تجاوزات في 2001 عندما واجه الاقتصاد في الولايات المتحدة فترة صعبة، الا ان رواتب ارباب العمل في الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 32 في المائة».

وفي حين يتجنب المستثمرون اسواق البورصة الأميركية حيث تتراجع الاسعار يضطر كبار المسؤولين في الشركات الى التحرك.

وقالت باربارا فرانكلين المديرة العامة في احدى المؤسسات «هناك خلل في هذا النظام ومن الضروري تصحيحه».

واكدت ان «عالم الاعمال ارتكب خطأ بربطه رواتب ارباب العمل باداء المؤسسات في البورصة».

وقالت جوديث فيشر «على مجلس الادارة ان يستند الى الاداء الحقيقي للمؤسسات لتحديد الرواتب».

وتابعت فرانكلين «عندما تحقق المؤسسة ارباحا على المؤسسة بكاملها الافادة من ذلك. وعندما تكون اوضاع الشركة سيئة ليس هناك اي مبرر لتقاضي ارباب العمل الفاشلين تعويضات كبيرة».