عمان بلد غير عادي لم يكتشفه السياح بعد

المناظر التي يمكن مشاهدتها من الأعلى مذهلة ورائعة خاصة مشاهدة مجموعة القرى المنتشرة على أعالي الجبال

TT

عمان مكان يتعايش فيه الماضي والحاضر بشكل متآلف، حيث شوارع الاسفلت الناعمة، المجمعات التجارية الضخمة والمضاءة والمكيفة، سيارات الجيب، تتعايش الى جانب الماضي المتجسد بالحصون الشامخة على قمم الجبال الصخرية، المساجد المرصعة بالزخارف والجواهر، والكنوز الخفية التي تجدها في الاسواق القديمة، وفي كل ذلك دليل قوي على أصالة تاريخ عمان وجدارة حاضرها المزدهر. وعلى طول الساحل، الذي يبلغ اكثر من 1700 كم، تمتد الشواطئ البيضاء الاصيلة، وسحر الجبال، اميالا فوق اميال من الكثبان الرملية المشمشية اللون، ومناخ مناطق الشبه الاستوائية الجنوبية. وتنوع تضاريس عمان يأخذ الابصار ويحبس الانفاس، حيث ترتفع المنحدرات الصخرية، ويلف جزء من الصحراء القاحلة جبالا مختلطة اللون بين الرمادي والبنفسجي، وكذلك واحات النخيل الخضراء المنتشرة في الوديان الخصبة.

وعمان بلد غير عادي، دخلت العالم الحديث ورسخت مكانتها بين دول العالم في وقت قصير، فحتى بداية السبعينات كانت عمليا بلدا بعيدا عن الازدهار والتقدم مقارنة مع البلدان الاخرى، حيث لا توجد مستشفيات ولا مدارس، والمواصلات قليلة وفقيرة، وهناك اتصال شحيح وضئيل مع العالم الخارجي.

ولكن مع تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم، ومع تدفق الاموال بعد اكتشاف النفط، تم التحول في عمان بشكل جذري. فانتشرت الفنادق عالية الجودة في المدن خلال العقد الماضي، وكان لها الفضل في استضافة واستقبال عدد كبير جدا من الزائرين والسياح ورجال الاعمال الذين يزورون البلاد. والعديد من هذه الفنادق تتباهى وتتفاخر بالخدمات المتطورة التي تقدمها لرجال الاعمال، والمطاعم الراقية ذات الوجبات الفاخرة، واحواض السباحة الجميلة، وصالات الجمباز.

* التسوق .. متعة في مسقط

* المحلات والاسواق في مسقط تزخر بالبضائع المتنوعة، من آخر صيحات الموضة في الملابس، والبضائع الكهربائية، ومساحيق الزينة والتجميل والعطور، الى معدات التصوير. وهي بذلك سوق عالمية فيها بضائع محلية، وبضائع تستورد من كل بلاد العالم، بالاضافة الى المحلات التقليدية التي تبيع الحلويات والتمور والبخور ذا العبير الفواح، والطواقي المطرزة والمزخرفة، والاوشحة الصوفية، والدشاديش الفاخرة التي يرتديها جميع العمانيون على حد سواء. والبحث عن مكان لتناول وجبه طعام مثيرة وشهية ليس بالامر العسير في سلطنة عمان، فيمكنك تناول اي وجبة طعام من اي بقعة على الارض ، من الايطالي واللبناني، الى الفرنسي والياباني، واذا احببت تناول وجبة طعام هندية فسوف تجد نفسك في الهند لما تزخر به عمان من مطاعم هندية فاخرة. وهناك العديد من فقرات التسلية والمرح والسهر والطرب التي يتم ايضا تقديمها. ولكن في خضم هذه التطورات فان التاريخ العماني حاضر وبكل شموخ، ويفتخر العمانيون بتراثهم التاريخي، فهناك اكثر من 90 مبنى تاريخيا بما فيها الحصون، والقلاع والابراج الساعية، والبيوت القديمة التي تمت المحافظة عليها في السلطنة، وهنالك ايضا المتاحف مثل المتحف العماني، المتحف الوطني، المتحف الوطني التاريخي، ومتحف «سوهار».

* صلالة .. جنة الفاكهة العمانية

* تعتبر مدينة صلالة ثاني مدينة من حيث الاهمية في عمان، وتقع في المنطقة الجنوبية، تمتد على سهل خصب، ولها جوها الاستوائي الهادئ، وتتدلى اشجار جوز الهند ذات الجذوع الطويلة الناعمة على البيوت المطلة على البحر لتؤلف منظرا غاية في الجمال، وتنمو في هذه الاجواء بوفرة فواكه الموز، البابايا، وقصب السكر. وتشتهر صلالة بتاريخها التجاري، ولا أدل على النشاط التجاري القديم لهذا المجتمع من وجود بيوت التجار القديمة والكبيرة المنتشرة في ارجاء المدينة، ويسهل على الزائر تمييزها فهي تشتهر بنوافذها المغلقة والزخرفة المنمقة. وينعم صيادو السمك بالمياه الدافئة، فتعود شباكهم من قاع المحيط الهندي بالخير الوفير من الروبيان والقريدس وسرطان البحر وسمك السردين وغيرها من انواع السمك الاخرى، وعند كل صباح يعود الصيادون من عرض البحر الى الشواطئ الرملية، محملين بالصيد الوفير، فيتلذذ ببعضه السياح وزوار البلد.

* واحة «النزوة».. قلب عمان الروحي

* تعتبر واحة «النزوة» من أهم مناطق عمان، وتبعد حوالي 165 كم عن مسقط، او مسافة ساعة ونصف الساعة بالسيارة، وكانت هي عاصمة عمان في القرن السادس والسابع الميلادي، وتعتبر القلب الديني للبلاد، فهي مليئة بالتاريخ وتنتشر في أطرافها الحصون التي بنيت في القرن السابع عشر والتي تمت المحافظة عليها بشكل رائع حتى يومنا هذا. والذهاب في رحلة الى ممرات أحد هذه الحصن المعتمة، وغرفه السرية، وادراجه الضيقة يجعلك تتذوق الطعم الحقيقي والرائع لتاريخ هذه البلاد. ان الاستمتاع بمنظر واحة النخيل المورقة والممتدة من خلال اسوار الحصن شيء يبعث الرهب والنشوة في النفس. وهناك سبب آخر لزيارة هذه المدينة، وهو التجول في اسواقها القديمة، فهذه المدينة كانت مركزا لصناعة الفضة في البلاد، ويمكن للزائر مشاهدة بعض الصناع المهرة وهم يشتغلون بنقش وحفر الفضة لصناعة الحلي والأساور، والصناديق الصغيرة والخناجر. حيث يتم تزيين هذه الخناجر بأجمل النقوش وتلبس على حزام يوضع على الخصر، ويعتبر الرمز التقليدي لعمان.

* أرض المغامرات والرياضات الشيقة

* ومها كانت طبيعة المسافر والغرض من زيارته، فعمان فيها الكثير، فرجل الاعمال الذي يزورها ولديه القليل من الوقت يستطيع الاستمتاع بهذا الوقت، وفيها الكثير للزائر الذي لديه لائحة كبيرة من الاماكن لاكتشافها. ومن لديه الروح الرياضية او محب للرياضة والباحث عن الاثارة، يجد عمان وجهة سفر جيدة لذلك. ومحب الطبيعة الذي يبحث عن الاثارة في الحياة البرية، يجد عمان مكانا رائعا لذلك، ومن يجب التسوق والاستمتاع بوجبات الطعام الشهية في ارقى المطاعم واجملها، او من يبحث عن الاستمتاع بالشمس الساطعة والمياه الدافئة فسوف يجد ما يبحث عنه في عمان. فاذا كان الزائر من الباحثين عن المزيد من المغامرة فما عليه الا الذهاب في رحلة الى الجبال او الصحراء، فجبل «الحجر» يشكل العمود الفقري لسلسلة الجبال في البلد ويشرف عليه جبل يسمى الجبل الاخضر، والذي يرتفع حوالي 3000 متر عن السهل الساحلي. ان المناظر التي يمكن مشاهدتها من الاعلى مذهلة ورائعة، خاصة مشاهدة مجموعة القرى المنتشرة على أعالي الجبال وكأنها معلقة، أو مهددة بالانهيار. ويوحي المشهد بعظمة المعاناة للعيش في مثل هذه الاماكن، وكذلك تتمثل هذه الروعة ايضا بمشاهدة البساتين والحقول الخضراء المنتشرة بين هذه الجبال الرمادية القاحلة. ان التجول في الوادي او على ضفاف النهر الجاف، يمكن الزائر كذلك من مشاهدة ما يعرف بنظام الري القديم «نظام الفلج»، حيث تجر المياه من الجبال وتساق الى القرى عن طريق شبكة عبقرية من القنوات المائية التي ادخلت الى عمان عن طريق الفرس، وتتم صيانة شبكة القنوات بشكل دائم ومستمر، وتتم حراستها من قبل القرويين انفسهم، لانهم ما زالوا يعتمدون عليها ويعتبرونها مسألة حياة او موت بالنسبة لهم. اما اذا كان الزائر من محبي الصحاري فيمكنه الذهاب في رحلة صحراوية وقضاء ليلة على رمال «وحيبة» الى الشرق من البلاد ليستمتع بمنظر سفينة الصحراء، الجمل، هذا الحيوان الذي يتحمل ظروف الصحراء القاسية، كما ان تمضية ليلة مقمرة حول النار الموقدة في المخيم، وتحت أنوار النجوم الساطعة وسط الصحراء، تجربة لا تنسى مدى العمر.

* معلومات عامة: ـ تخضع الكتب والمجلات وغيرها من المطبوعات والمواد السمعية والبصرية (أفلام الفيديو والكاسيت) الى رقابة عند نقاط العبور.

ـ يمكن للزوار سياقة اي سيارة مستأجرة شريطة حيازتهم على رخصة قيادة دولية. وتوجد معظم مكاتب تأجير السيارات في مطاري مسقط وصلالة.

ـ النوادي الليلة واماكن السهر توجد عادة في الفنادق الكبيرة. ولا يقدم الكحول الا في الفنادق والمطاعم المرخص لها بذلك.

ـ يحتاج الزائر الى ترخيص خاص ومسبق من دائرة القلاع والغابات قبل زيارة اي من المواقع الأثرية او الغابات القديمة.

ـ المناخ في عمان شبه استوائي، ويمتد فصل الصيف ما بين نيسان (ابريل) وسبتمبر (أيلول)، ويكون الطقس خلال هذا الفصل حارا ورطبا. يبدأ فصل الشتاء بشهر اكتوبر (تشرين الأول) ويستمر حتى نيسان وتكون درجات الحرارة معتدلة.

ـ الريال هوالعملة الوطنية لعمان ( الدولار يعادل حوالي 0.380 ريال). وتقبل الفنادق والمحلات التجارية والمطاعم معظم بطاقات الائتمان العالمية مثل «الاميركان اكسبرس» و«الماستر كارد» و«الفيزا كارد». كما يمكن تبديل الشيكات السياحية بكل سهولة.

ـ تفتح المحلات التجارية أبوابها بين الساعة الثامنة والنصف صباحا والواحدة بعد الظهر، ثم تغلق لاستراحة الظهيرة، لتستأنف العمل من الساعة 4.30 الى الساعة التاسعة.

ـ تعمل المؤسسات الحكومية خمسة أيام في الأسبوع من الساعة 7.30 صباحا ولغاية 2.30 مساء. وتعطل يومي الخميس والجمعة.

ـ تعمل المؤسسات الخاصة ستة أيام في الأسبوع من الساعة 8 صباحا ولغاية الواحدة بعد الظهر. وفي فترة المساء من الرابعة ولغاية السابعة. وتعطل يوم الجمعة.

ـ تعمل البنوك من السبت الى الأربعاء دواما كاملا، وتعمل أيام الخميس من الثامنة صباحا وحتى منتصف النهار، وتغلق تماما ايام الجمعة.

* تأشيرة الدخول:

يحتاج القادمون من جميع الجنسيات (باستثناء مواطني دول مجلس التعاون الخليجي) الى تاشيرة دخول، ينبغي الحصول عليها قبل دخول الاراضي العمانية. وتصدر السفارات والقنصليات العمانية أربعة أنواع من التأشيرات هي: ـ التأشيرات السريعة: يمكن الحصول عليها خلال 24 ساعة وتكون صالحة لمدة 14 يوما من تاريخ اصدارها.

ـ تأشيرات العمل: يمكن الحصول عليها خلال اسبوع وتكون صالحة لمدة 3 اشهر من تاريخ اصدارها.

ـ التأشيرة السياحية: يحتاج الحصول عليها لعشرة ايام بعد تقديم المعاملة وتكون صالحة لمدة شهر من تاريخ اصدارها. ـ تأشيرة المرور: يمكن الحصول عليها خلال 24 ساعة وتكون صالحة لمدة شهرين من تاريخ اصدارها.