سورية: توقعات بتزايد أعداد السياح الخليجيين خلال الصيف

TT

توقع الدكتور عبد الرحمن العطار أمين اتحاد غرف التجارة السورية وأحد أبرز المستثمرين السوريين في مجال السياحة، تزايد عدد السياح الخليجيين إلى سورية في موسم الصيف الحالي وذلك على خلفية أحداث 11سبتمبر (أيلول). واستغرب العطار عدم قيام الجهات المعنية السورية بالاستعداد لاستقبال هؤلاء السياح بالشكل الذي يستوعب هذه الزيادة المحتملة.

وأشاد الدكتور العطار في حوار مع «الشرق الأوسط» بالاستثمارات الخليجية في سورية وخص بالذكر الاستثمارات السعودية في مجال الفنادق، لا سيما استثمار الوليد بن طلال «الفورسيزنز» الذي انطلق بصورة جيدة حيث يُنفذه متعهد محلي على مستوى عالمي. وتوقع العطار أن يكون هذا الفندق بعدما يتم إنجازه أحد المنشآت السياحية المتميزة في سورية وعنواناً صحيحاً لجذب الاستثمارات الأجنبية الى قطاع السياحة في سورية.

وأوضح العطار ان السياحة في سورية رغم آفاقها وإمكانياتها الواسعة والمتميزة لم تأخذ مكانتها الحقيقية في الاقتصاد السوري، وهي مرشحة لأن تكون مستقبل هذا الاقتصاد في المدى القريب إذا ما أُحسن استثمارها، مشيراً إلى أن سورية ركزت على الفنادق من فئة الأربع والخمس نجوم، وأهملت جانب فنادق «الثلاث نجوم» في تشكيل العنصر الأساسي لتنمية السياحة وخاصة لبلد مثل سورية يمتلك من الآثار والثروة الثقافية ما لا تملكه الكثير من الدول وخاصة دول المنطقة، مشيراً إلى أن «السياحة الثقافية» لها راغبون بأعداد كبيرة ولكن دخلهم لا يسمح لهم بارتياد الفنادق ذات الدرجات العالية، لأن معظمهم طلاب وأساتذة جامعات ومثقفين وما يرغبون به هو فنادق تؤمن لهم الراحة والخدمات الضرورية بسعر مقبول.

وأكد العطار أن الدولة يجب أن تقوم بتخصيص قطع أراض لفنادق ثلاث نجوم مع إبعادها عن أسعار المضاربة إما بالبيع على دفعات لصغار المستثمرين، وإما بتأجيرها لمدة 50 عاماً كما هو معمول به في البلدان الأوروبية، تعود بعدها الملكية لوزارة السياحة، ومع توفير هذه الأراضي يجب أن تعمل وزارة السياحة على تبسيط الإجراءات أمام المستثمرين والقضاء على البيروقراطية، وتأمين الوضوح في القرارات، وأن تعمل على إعادة النظر بتصنيف الفنادق وتسهيل الحصول على التراخيص، مشيراً إلى أن السياحة السورية لم تحقق المطلوب منها حتى الآن، حيث هناك نقص في الأسرة يصل إلى 80 ألف سرير وهذه يمكن تأمين معظمها من خلال فنادق الثلاث نجوم، وخاصة في مناطق الساحل السوري حيث تعاني من نقص واضح في المنشآت السياحية، بالرغم من أهميتها كمنطقة سياحية متكاملة حيث البر والبحر والجبل وتشكل امتداداً للساحل التركي.

وأكد العطار: «ان وزارة السياحة يجب أن تقوم بتنظيم الساحل السوري سياحياً، بحيث يشمل ذلك الفنادق بمختلف فئاتها ومنتجات سياحية وشاليهات ومطاعم ومقاهي ومجمعات تجارية، ويجب التركيز على السياح العرب الذين تختلف متطلباتهم عن متطلبات السائح الغربي، حيث يطلب السائح العربي أن تكون هناك شقق مفروشة ومجمعات تجارية ومقاه ومجالات تسلية للأطفال».

وقال الدكتور العطار لا بد من الإشارة إلى خطوات وزارة السياحة التي شكلت لجنة لإعادة النظر بالأنظمة المعمول بها الآن وتجديدها إلى جانب جهودها للتعاون مع عدد من الدول وخاصة إيطاليا لتنظيم زيارات وفود سياحية إلى سورية، ولتحقيق ذلك لا بد من إجراءات كثيرة تتخذ وبشفافية على مستوى التراخيص والإجراءات القانونية واختصار الحلقات أمام المستثمرين وخاصة من ناحية التصديق على المخططات التي تأخذ وقتاً طويلاً، ونحن نلاحظ أن عقبات عديدة تظهر فجأة أمام المستثمرين الراغبين بالعمل في سورية وخاصة من المستثمرين العرب، بالرغم من عروضهم المتميزة على المستويين الفني والمالي، وذلك بالرغم من أن التوجه في الدولة هو تبسيط الإجراءات وتسهيل أمور المستثمرين العرب.

* د.عبد الرحمن العطار «يعد من كبار رجال الأعمال السوريين الذين لهم باع طويل في مجال النشاط السياحي لفترة تمتد لأكثر من 35 عاماً، وخاصة في مجال الفنادق والطيران حيث يمتلك عدداً من الفنادق، ويمثل الخطوط الجوية الإيطالية في سورية إلى جانب كونه رئيسا لجمعية مكاتب السياحة والسفر منذ اكثر من 20 عاماً، وعضو اللجنة العليا الاستشارية للسياحة في سورية والتي كان من أول أعمالها بناء فندقي «الشيراتون» و«المريديان» في دمشق.