الدولار يخفق في الاحتفاظ بمكاسبه بعد أنباء مخيبة للآمال عن أسواق المال الأميركية

TT

فقد الدولار مكاسبه المبكرة التي حققها في آسيا امس بعد ان قوضت المخاوف بشأن سوق الاسهم الاميركية وتفاقم العجز في ميزان المعاملات الجارية الاميركي ثقة المتعاملين. لكن عمليات بيع الدولار مقابل الين تقلصت بتأثير الهبوط الجديد لاسعار الاسهم اليابانية والتوقعات بتدخل بنك اليابان المركزي دون مستوى 124 ينا لمنع العملة اليابانية من الارتفاع اكثر من اللازم امام العملة الاميركية. ولم يكن لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة السبع في كندا في مطلع الاسبوع تأثير يذكر على حركة الدولار.

وقد اعرب البيان الختامي للاجتماع عن الثقة في انتعاش الاقتصاد العالمي ولكنه خلا من اي ذكر للعملات.

وظل الدولار محاصرا في نطاق ضيق طوال اليوم في آسيا. وفي اواخر معاملات طوكيو بلغ الدولار 124.25 ين ارتفاعا من 124.08 عند اغلاق نيويورك يوم الجمعة. ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو خلال اليوم. وبلغ في اواخر المعاملات 0.9452 دولار و117.41 ين مقارنة مع 0.9465 دولار و 117.40 ين في نيويورك.

واستقر الدولار في اوروبا صباح امس مرتفعا نصف سنت عن ادنى مستوياته في 17 شهرا التي بلغها مؤخرا بعد ان دفع انتعاش الاسهم الاميركية في اواخر معاملات الجمعة المتعاملين الى عدم الاستمرار في بيع الدولار الذي تسبب في خسائر كبيرة الاسبوع الماضي. ويرتبط مصير الدولار الى حد كبير بوول ستريت في الايام الاخيرة، اذ تعتبر الاسهم الاميركية مقياسا للثقة في الشركات الاميركية. وقال شهاب جالينوس محلل العملات في «يو.بي.اس ووربرج»: «تراجع اسواق الاسهم امر سيئ للدولار لأن الولايات المتحدة تحتاج لاجتذاب الكثير من رأس المال الاجنبي لتمول العجز. الا ان اداء الاسواق الاميركية لم يعد اقل من الاسواق الاخرى وهو ما يعني ان الدولار قد يستقر في المدى القريب». ولم يكن لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة السبع في كندا في مطلع الاسبوع تأثير يذكر على حركة الدولار. وقد اعرب البيان الختامي للاجتماع عن الثقة في انتعاش الاقتصاد العالمي ولكن خلا من اي ذكر للعملات. واعتبر بعض المتعاملين هذا التجاهل بمثابة اقرار للدولار الضعيف. وفي سوق المال، هبط مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية لربع جلسة على التوالي امس، اذ هوى بنسبة 2.35 في المائة ليغلق على ادنى مستوى في ثلاثة اشهر بعد هبوط واسع النطاق قادته اسهم البنوك وسط مخاوف من عدم استمرار الانتعاش الهش للاقتصاد الياباني.

وفقد سهم مؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية ثاني اكبر بنك عملاق في اليابان 7.2 في المائة ليغلق على 606 ينات في حين فقد سهم ميزوهو هولدنجز 4.03 في المائة ليصل الى 286 الف ين، وهبط مؤشر نيكاي المؤلف من 225 سهما 256.52 نقطة ليغلق على 10664.11 نقطة، في حين شهد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا، اداء اسوأ اذ انخفض 2.71 في المائة 28.56 نقطة لينهي امس على 1025.70 نقطة في اكبر هبوط له بالنقاط المئوية في يوم واحد منذ بداية العام.

وقال كيوشي ياماناكا المدير في «تي اند دي دايدو اسيت مانجمنت»: «اعتقد اننا سنشهد مزيدا من الهبوط التصحيحي. واتوقع نزول مؤشر توبكس الى حوالي 1000 نقطة». وانخفض سهم تويوتا موتور كورب اكبر منتج للسيارات في اليابان 2.84 في المائة الى 3080 ينا مسجلا ادنى مستوياته في عام. وارتفع مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة نحو واحد في المائة خلال التعاملات الصباحية امس ليسترد بعض خسائر الاسبوع الماضي التي بلغت ستة في المائة بعد انتعاش وول ستريت ليسترد خسائره المبكرة يوم الجمعة الماضي. الا ان المتعاملين قالوا ان المكاسب المبكرة في لندن لن تستمر في ما يبدو لأن المستثمرين لا يزالون قلقين بشأن توقعات ارباح الشركات عقب البيانات الاقتصادية الاميركية الاخيرة التي جاءت مخيبة للآمال. وبحلول الساعة 07.08 بتوقيت غرينتش بلغ مؤشر فاينانشال تايمز 4668.9 نقطة، بارتفاع 38.1 نقطة بعد ان اغلق يوم الجمعة على ادنى مستوياته في تسعة اشهر. وكان قطاع النفط اقوى قطاعات الاسهم اليوم اذ اضاف حوالي ثماني نقاط للمؤشر. وارتفع سهم كل من «بي.بي» 1.2 في المائة و«شل» واحدا في المائة، وفي قطاع البنوك ارتفع سهم «اتش.اس.بي.سي» 1.2 في المائة.