فالنسيا الإسبانية تخطف الأضواء من غريمتها التاريخية برشلونة

TT

خطفت مدينة فالنسيا الإسبانية الأضواء من غريمتها التاريخية مدينة برشلونة التي تتربع بجمالها على عرش مدن الشاطئ المتوسطي في الجزيرة الإيبيرية، لكن فالنسيا التي تتخفى دائما تحت ظل العاصمة الكاتالانية نافست هذه المرة مدينة برشلونة في أهم خصائصها، أي معالم المدينة الحضارية والسياحية، بعد أن رفعت فالنسيا الحجاب عن مركبها الفني والعلمي المشيد حديثا جدا وتخصيصه لاستقبال سياحة المؤتمرات، إضافة لساكنيها الدائمين من الطلاب والباحثين والفنانين والإداريين.

على ضفاف شاطئ البحر الأبيض المتوسط وعلى حافة حزام المدينة الأخضر، شيد الإسبان مدينة علمية وفنية بأحدث مظاهر وتقنيات الهندسة وأريد لها أن تكون إحدى معالم القرن الواحد والعشرين، وبفضلها استقطبت مدينة فالنسيا أهم مؤتمر ينعقد في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط هذا العام أي المؤتمر الأوروبي المتوسطي الذي استقبل نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي آلاف المشاركين بين صناع قرار ورجال اقتصاد وفعاليات المجتمع المدني.

تحتضن مدينة العلوم والفنون بمساحتها الفسيحة التي تقدر بـ350 ألف متر مربع وهندسة مبانيها الرائعة، زائرها وكأنه في مدينة منفصلة عن مدينة فالنسيا نفسها، وتتألف مدينة العلوم والفنون من أربعة أقسام تفصلها ميادين فسيحة ويتوسطها مسبح مترامي الضفاف شيد فوقه متحف العلوم الذي يطلق عليه «برانسيبي فيليبي» الذي صممه الفنان سانتياغو كالاترافا في مزيج بين الخيال وأحدث تكنولوجيا. ويعبر فوق المياه ممر في شكل جسر يخترق المدينة ويصل مركبها الفني بمتحف العلوم ثم متحف البحار، ويتوسط الجسر قبة زجاجية تبدو وكأنها قطعة محار تتفتح، كما تبدو عندما تنعكس صورتها على سطح المياه بفعل الأشعة، وكأنها فوهة قرش عملاق.

وتحيط مدينة العلوم والفنون مناطق تجارية ومحلات ومطاعم أشهرها مطاعم مرفأ فالنسيا التاريخي التي تشتهر بأطباق «البايلا» أو «الباهيا» كما ينطقها أهل فالنسيا بلهجتهم الإسبانية المحلية مفتخرين بأنهم أشهر من يعد أكلة «البايلا» في إسبانيا.

شيدت مدينة العلوم والفنون في قالب هندسي بديع يبدو لناظره عن بعد وخصوصا عندما تنبجس من أضلعها الزجاجية أنوار الثريات والفوانيس الكهربائية، في مشهد قباب عملاقة وأضلع هيكل أسطوري كهيكل الديناصورات وقبة زجاجية وكأنها قطعة محار. وفي مدخل المدينة تمتد أنظار الزائر على امتداد أقواس متشابكة على امتداد مئات الأمتار وفي مدخلها انتصب رسم الفنان المصمم نجمة كاشفة لداخلها، في قالب مزخرف بالسيراميك استوحاه من أشكال المعمار التي شيدها فنان برشلونة «غاويديو». وداخل أجنحتها تتوزع المشاهد بين ميادين العلوم والمختبرات والتكنولوجيا ومتاحف البحار ومعارض الفنون المتنوعة، فيما تتواصل عمليات استكمال أقسام من مبنى متحف البحار.