تشيع اليوم الاحد في الرياض جنازة الثري السعودي سليمان صالح العليان مؤسس مجموعة العليان وبانيها ومديرها على مدى العقود الخمسة الماضية والذي توفي فجر يوم الجمعة الماضي في مدينة نيويورك حيث كان يمضي فترة علاج ونقاهة، وستؤدى عليه صلاة الميت في مسجد الامام تركي بن عبد الله عقب صلاة ظهر اليوم، فيما وصف وزير المالية السعودي الدكتور ابراهيم العساف الشيخ سليمان العليان بأنه احد العصاميين الناجحين حيث بدأ مشواره في دنيا الاعمال من الصفر وليصبح احد اهم رجال الاعمال في العالم وليس في السعودية فقط، فيما قدم تعازيه لأبنائه ولجميع محبيه وللوطن السعودي، مضيفا ان الكثير من الشركات العائلية السعودية اهتمت باعطاء شركاتها صيغة قانونية قادرة على الاستمرار وقد نعت مجموعة شركات العليان الشيخ سليمان الذي ولد في عنيزة في العام 1918، ونشأ فيها قبل ان ينتقل الى البحرين لتلقي علومه الدراسية، وفي العام 1937 التحق بالعمل في شركة ارامكو ثم تدرج في عدة اعمال الى ان اصبح نائبا اعلى للعلاقات الحكومية.
واضاف بيان المجموعة ان الشيخ سليمان ترك العمل في ارامكو في العام 1947 ليؤسس شركة المقاولات العامة، اولى شركات مجموعة العليان، والتي تولت اعمال نقل في مشروع انابيب خط التابلاين الذي كانت تنفذه شركة بكتل الاميركية لحساب ارامكو، ومنذ ذلك الحين تأسست علاقة خاصة ربطت بين مجموعة العليان وشركة بكتل توجت بانشاء شركة بكتل العربية السعودية، والتي قامت بأضخم المشاريع الهندسية والتخطيطية والانشائية في السعودية ومن بينها تأسيس مدينة الجبيل الصناعية ومطار الملك خالد في الرياض.
وكان العليان قد شارك بداية الخمسينات في تأسيس شركة الكهرباء كما اسس اول شركة وطنية للغاز، وهي شركة الغاز الاهلية، التي اصبحت فيما بعد اكبر موزع للغاز البروبالين المسال في الشرق الاوسط.
كما أسس في العام 1954 شركة التجارة العمومية وهي الشركة التي تولت نشاط توزيع السلع الاستهلاكية والغذائية في السعودية، وفي العام نفسه اسس اول شركة تأمين في المنطقة وهي شركة المشاريع العربية المحدودة التي اصبحت في ما بعد من كبرى شركات التأمين في الشرق الاوسط.
وفي العام 1958 اسس فرعا لشركة المقاولات العامة في المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية، ليتم افتتاح فرعها الاخر في بيروت في العام 1959، كما قام بعد ذلك بسنتين بتأسيس فرع في جزر الانتليز الهولندية يتولى ادارة استثمارات المجموعة في اسواق المال الاوروبية والاميركية.
فيما شهدت الستينات والسبعينات براعة العليان في الربط بين مصادر التقنية الاجنبية واحتياجات الاقتصاد السعودي، حيث تولى تأسيس مجموعة من الشركات بالتعاون مع عدد من رجال الاعمال السعوديين في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات المصرفية ومنها شركات لانتاج الالومنيوم والبلاستيك والحديد والمياه الصحية والخرسانة، كما شهدت هذه الحقبة كذلك حصول العليان على مجموعة من الوكالات العالمية، وانشاء مشاريع مشتركة مع عدد من الجهات العالمية.
ويعد العليان اول من ادخل مفهوم الشركات القابضة الى السعودية في العام 1969، حين اسس شركة العليان المالية لتتولى ادارة نشاط مجموعته في السعودية ومنطقة الشرق الاوسط، كما اسس في العام 1972 مؤسسسة كمبيترول لتتولى ادارة استثمارات المجموعة في الخارج، وفي 1975 تأسست شركة العليان السعودية الاستثمارية لتتولى ادارة استثمارات المجموعة في اسواق المال السعودية، وفي 1977 تأسست شركة العليان القابضة المعنية بالاشراف على النشاط في مجال التجارة والتسويق والصناعات الخفيفة، كما استمر هذا الزخم في العلاقة مع الشركات العالمية خلال عقد الثمانينات.
وكان العليان صاحب نشاط كبير في خدمة القضايا الاقتصادية والاجتماعية العامة، فلقد كان من اوائل رجال الاعمال المشاركين في عضوية جمعية الخطوط الجوية السعودية على مدى 16 عاما، كما كان رئيسا مؤسسا لمجلس ادارة البنك السعودي البريطاني من عام 1978 وحتى 1989، ثم اصبح عضوا في مجلس ادارته لاكثر من 10 سنوات وفي العام 1980 اصبح عضوا في مجلس ادارة شركة موبيل الاميركية، فكان بذلك اول عضو غير اميركي في هذا المجلس، كما كان رئيسا لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، ونائبا لرئيس مجلس الادارة في اول مجلس تولى تأسيس جمعية الاطفال المعوقين، كما تولى رئاسة مجلس ادارة البنك السعودي الاسباني، كما اصبح عضوا في المجلس الاعلى لشركة ارامكو السعودية في العام .1989 كما عرف العليان بتقديم الدعم للعديد من الجمعيات الخيرية في السعودية وانشاء مجمعين تعليميين في كل من الرياض وعنيزة ودعم الاحتياجات الانسانية والطبية والتعليمية لعدد كبير من الهيئات والمؤسسات العربية والاسلامية والطبية والتعليمية لعدد كبير من الهيئات والمؤسسات العربية والاسلامية مع الحرص على ان تكون نشاطات مجموعة العليان الخيرية بعيدة عن الاضواء وقريبة من مواطن الحاجة كلما امكن ذلك.
وحصل العليان على عدد من الجوائز والاوسمة وبينها وسام الاعظم من درجة الاستحقاق من ملك اسبانيا في العام 1984، ووسام القيادة الفروسية من القسم المدني من درجة التميز الفريد للامبراطورية البريطانية «كي بي اي» من ملكة بريطانيا في العام 1987، ووسام قائد من الدرجة الاولى وميدالية الشرف من الغرفة التجارية الصناعية في مدريد في العام 1985، وجائزة الانجاز المتواصل في الاعمال البنكية والمالية من منظمة المصرفيين العرب لأميركا الشمالية عام 1992، وميدالية الجامعة الاميركية في بيروت في العام 2000، الى جانب التكريم الذي لقيه من الغرفة التجارية الصناعية في الرياض على يد الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض في العام الماضي.