شركات دولية تتنافس على مشاريع القطارات السعودية مدعمة بمؤسسات تمويلية كبرى

جهات فرنسية وروسية تسعى للفوز بفرصة الترخيص البالغ مليار دولار للسكك الحديدية

TT

كشفت مصادر دبلوماسية روسية رفيعة المستوى في الرياض أن مباحثات فتحت بين شركات روسية تعمل في مجال الطاقة والفضاء والطرق وبين الجهات السعودية المختصة بهدف إتاحة فرصة العمل في المشاريع الحيوية بالسعودية ومنها مشاريع إنشاء السكك الحديدية الذي تنافسها عليه شركة سيسترا الفرنسية (حدى أكبر الشركات الأوروبية العاملة في مجال السكك الحديدية ومترو الأنفاق) التي تجاهد للفوز بترخيص استثماري برأسمال لا يقل عن مليار دولار.

ورفعت سيسترا إلى وزارة المواصلات السعودية تصورها الكامل عن المشروعات التي تهدف إلى العمل بها ضمن مشاريع توسعة الخطوط التي ينتظر طرحها خلال الشهور القليلة المقبلة، وبدأ ممثلون عن الشركة الفرنسية في إجراء زيارات منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي للالتقاء بالمسؤولين في الهيئة العامة للاستثمار ووزارة المواصلات السعودية للاطلاع على الخطط السعودية المطروحة حالياً لتوسعة السكك الحديدية في السعودية. كما قامت الشركة الفرنسية بتوقيع اتفاقية تمثيل لها مع شركة محلية متخصصة في مجال المقاولات مقرها الرياض تتولى متابعة مباحثات الشركة مع الجهات المختصة خاصة ان الشركة أبدت رغبتها في الدخول في المشاريع من خلال التمويل أو التنفيذ أو التشغيل مدعومة بمجموعة من المؤسسات التمويلية الأوروبية الكبرى التي وافقت على المشاركة في تمويل 50 في المائة من تكلفة المشروع السعودي كاملاً. وتسعى الحكومة السعودية إلى تنفيذ مشروع توسعة شبكة السكك الحديدية وتشغيله بالكامل من قبل القطاع الخاص وذلك من خلال نظام «بي تي او» وأثبتت الدراسة التي أعدتها وزارة المواصلات وجود جدوى اقتصادية لإنشاء خطوط السكك الحديد، فيما سيتم تحديد الكلفة المتوقعة وتحديد الأطوال بدقة في دراسات تفصيلية يجريها مستشارون سيتم التعاقد معهم لهذا الغرض بالإضافة إلى تحديد المردود المالي بكل دقة وذلك الأسلوب الأفضل لوضع المشروع موضع التنفيذ. وتشمل الدراسة الجارية حاليا إضافة خطوط سكك جديدة تزيد عن 3 آلاف كيلومتر تضاف إلى 1392 كيلومترا قائمة فعليا، كما تشمل الدراسة إنشاء خط بطول 946 كيلومترا تقريبا يربط الشرق بالغرب حيث يتم ربط الشبكة الحالية ابتداء من مدينة الرياض وحتى ميناء جدة الإسلامي على ساحل البحر الأحمر ويمر هذا الخط بالقرب من القويعية وظلم والطائف ومكة المكرمة حتى جدة، أما الخط الآخر فهو بطول 610 كيلومترات ويربط الشمال بالجنوب وذلك لربط الشبكة الحالية ابتداء من الرياض بمنطقة الجلاميد في شمال غرب السعودية ويمر هذا الخط بكل من بريدة وحائل والجوف ويمتد باتجاه الشمال الغربي من الجوف إلى القريات والحديثة في أقصى الشمال الغربي للسعودية ويرتبط هذا الخط بخط فرعي لربط الزبيرة في شمال شرق بريدة. إضافة إلى أن الدراسة تشمل إنشاء خط لربط الشبكة الحالية من الدمام بمدينة الجبيل بطول يصل إلى 115 كيلومترا، وأخيرا إنشاء خط يربط مكة المكرمة بمدينة جدة والمدينة المنورة بطول يبلغ 425 كيلومترا، والبحث الجاري حالياً هو ان يتم تنفيذ المشروع وتشغيله كاملا من قبل القطاع الخاص بنظام البناء والتشغيل ثم الإعادة «بي أو تي». وتتوفر في السعودية سكك حديدية بطول إجمالي 1392 كيلومترا، وهي عبارة عن خطين يربط الأول مدينة الدمام على الساحل الشرقي بمدينة الرياض حيث يستخدم لنقل الركاب بطول 449 كيلومترا ويمر بكل من ابقيق والهفوف، والثاني بطول 556 كيلومترا ويستخدم لنقل البضائع ويمر بكل من ابقيق والهفوف وحرض والخرج، فيما تتمثل الخطوط الأخرى في شبكة بطول 387 كيلومترا تربط الشبكة بميناء الملك عبد العزيز في الدمام وداخل الميناء وبعض الخطوط الخدمية والصناعية.