«مازدا» تطلق جيلا جديدا من سياراتها العائلية في السعودية

* علي حسين علي رضا: عدنا مجددا وبزخم إلى السوق بالسيدان.. «مازدا 6» * الصيانة على رأس أولوياتنا وبرامج تملك السيارات تخدم العميل والشركة

TT

أطلقت شركة الحاج حسين علي رضا وشركاه المحدودة، وكيلة سيارات مازدا في المملكة العربية السعودية أخيراً، سيارتها مازدا «6»، وجاء طرح السيارة السيدان (الصالون) العائلية الجديدة في حفل خاص نظم بمدينة جدة حضره تسونيو ماتسوبارا، المدير التنفيذي للمبيعات الخارجية في شركة مازدا اليابانية، وعدد من الشخصيات.

وتعوّل شركة الحاج حسين علي رضا وشركاه المحدودة، التي تعود وكالتها لسيارات مازدا في السوق السعودية لأكثر من 35 سنة مضت ـ تحديداً الى العام 1967 ـ على الطراز الجديد للمنافسة من خلاله بشدة واستقطاع حصة معقولة من السوق الذي يشهد بدوره منافسة قوية خاصة في الفئة «سي» التي يكثر عليها العرض والطلب على حد سواء، خاصة بعد دخول شركات صناعة السيارات الأميركية على الخط الذي كان قبل سنوات قليلة حكراً على الصانعين اليابانيين والكوريين.

وتجمع المازدا «6»، التي تعد مع بعض الطرازات الشقيقة ثمرة للشراكة الاستراتيجية بين مازدا وشركة فورد الأميركية ـ التي تملك ثلث مازدا ولديها الإشراف الاداري عليها ـ بين مزايا السيارة السيدان العائلية الحديثة من نواحي السلامة وسهولة القيادة ورحابة المقصورة وصندوق التحميل، ومزايا السيارة الرياضية من حيث التصميم الشبابي المتوثب والاداء القوي السريع والمتعة والاثارة بجانب الاستجابة الممتازة، وقد كفل كل هذه الصفات التناغم التام بين التصميم الأنيق والهيكل البالغ الصلابة وأنظمة التعليق العالية الفعالية... وطبعاً المحرك القوي والسلس بسعتي 2 ليتر و2.3 ليتر وهو مصنوع من الألومنيوم... الذي يعد بحق القلب النابض خلف الأداء المتفوق لهذه السيارة.

* حوار مع المدير العام

* علي حسين علي رضا، المدير العام في شركة الحاج حسين علي رضا وشركاه، قال في حوار اجرته معه «الشرق الأوسط»، «عبر 35 سنة من التعاون بيننا وبين شركة مازدا في السوق السعودية، شاهدنا العديد من الطرازات الناجحة، ولعل اكثر هذه الطرازات شهرة مازدا «929» السيارة التي أثبتت للجميع نفسها كمقياس لسيارة السيدان اليابانية العائلية عند طرحها في السوق السعودية قبل 25 سنة، وأيضاً سيارة مازدا «آر إكس» الرياضية وما تميزت به من تقنيات متقدمة وخاصة المحرك الدوّار Rotary Engine الذي يعتبر مرادفاً لاسم مازدا». ثم تحدث علي رضا، عن الخطط المستقبلية والاستراتيجية التي تعتمدها إدارة شركته في مجال المبيعات، فقال «تعتمد استراتيجيتنا في المقام الأول على المنتَج نفسه، ومن ثم إمكانيات الشركة المنتجة او الصانعة وما يتوفر لديها من طرازات وموديلات.. ثم ما تحتاجه السوق المحلية». وأضاف «بناء على ذلك نقرر اي طرازات نستورد، مع اننا في الحقيقة نحاول استيراد جميع الطرازات التي تنتجها الشركة، مع الأخذ في الاعتبار الطرازات التي تشهد طلباً عليها أكثر من غيرها. وعلى سبيل المثال ثمة طلب كبير الآن على المركبات التجارية (النقل والشحن الخفيف) وسيارة مازدا «323» وحالياً نشهد طلباً متزايداً على مازدا «6» الشعبية التي تخدم أكبر قطاع من الناس. ونحن كغيرنا من الوكلاء ننقل للشركة الصانعة اولاً بأول متطلبات السوق واتجاهاتها في ما يخص منتجاتها».

اما عن اساليب التسويق الداخلي، فقال علي رضا «نعتمد في الدرجة الأولى على معارضنا الخاصة، ثم يأتي اثر ذلك دور الموزعين المعتمدين. إلا أن التوجه العام الآن هو نحو توسيع قاعدة التوزيع وفتح معارض وورش للصيانة في أكبر عدد ممكن من المناطق حيث نرى حاجة لمثل هذه الخطوة، دون أن نقفل طبعاً دور الترويج المكثف والقيام بحملات دعائية في الصحف والتلفزيون وخلافه».

وحول مزايا مازدا «6» الجديدة وقدراتها التنافسية في فئتها السوقية، لا سيما مع طراز «كامري» من تويوتا، أعتبر علي حسين علي رضا «سيارة مازدا «6» تمثل منتجات مازدا في الفئة «سي» العائلية المتوسطة الحجم وهذه هي الفئة التي تحرص على ان تغطيها كل الشركات اليابانية الصانعة في السوق السعودية. ولا شك في ان تويوتا «كامري» تستحوذ على أعلى نسبة مبيعات في هذه الفئة راهناً، غير ان كل الشركات اليابانية، وأيضا الكورية الجنوبية، لديها حضور في هذه الفئة، إضافة إلى بعض الماركات الأميركية». واردف «هذه الفئة لا تمثل أكبر فئة من حيث الطلب فحسب، بل أيضا من حيث العرض، لان جميع شركات صناعة السيارات حاضرة في السوق وبالذات في هذه الفئة وبالتالي فأن المنافسة بينها شديدة، ولكن تويوتا «كامري» ما زالت المتصدرة».

وأرجع علي رضا سبب استحواذ تويوتا على أعلى حصة في السعودية وبخاصة بين الصانعين اليابانيين ـ قد تصل إلى 40 في المائة بحسب احصاءات غير رسمية ـ إلى كون تويوتا «من الشركات الرائدة في السوق، وبالتالي من المنطقي أن تصل حصتها في السعودية إلى هذا الحجم. غير انني لا أستطيع أن أتحدث عن النسب بالتحديد والقطع. أما في بما يتعلق بمازدا فاعتقد أن حصصها لا حصتها تتفاوت بين فئة وأخرى، فمثلاً هناك 5 في المائة لطراز في فئة معينة وقد تصل لنحو 20 في المائة لطراز في فئة أخرى تنافس فيها مازدا بقوة».

وعن التسهيلات التي تقدمها الشركة للعملاء ـ او الزبائن ـ سواء في طريقة التسديد أو غيره، أوضح علي حسين علي رضا انه «حالياً هناك خيارات كثيرة امام العميل لاختيار طريقة التسديد التي يراها مناسبة... وكلها في مصلحته. فلدى شركتنا مثلاً قسم خاص للتقسيط والتأجير يؤمن تسهيلات للعملاء الراغبين بشراء سيارة، وهناك فترات للسداد تصل إلى 48 شهراً، فضلاً عن وجود شركات التقسيط المتخصصة التي نتعاون اليوم معها ومع البنوك. انا اعتقد أن البرامج الحالية لتمليك السيارات مريحة ومفيدة للعميل لأنها تتيح للعميل عدة خيارات، وهذا يختلف تماماً عما كان يحصل في الماضي عندما لم يكن امام الراغب بالشراء غير خيارين اثنين هما، أما الدفع مباشرة أو التقسيط عن طريق الوكيل وحده. أضف الى ما تقدم انه بسبب توفر شركات التقسيط المتخصصة أو البنوك، اشتدت المنافسة في مجال التقسيط... وهذا جانب آخر يصب لصالح العميل. واخيراً لا آخراً... يجد العميل امامه الآن افضليات إضافية اهمها الضمانات التي تمنحها الشركات وتصل مدتها إلى 5 سنوات وكيلومترات غير محددة، وعقود الصيانة التي يفكر بها العميل جدياً قبل الشروع في شراء سيارة».

وبالنسبة للصيانة، قال علي حسين علي رضا «هذه ناحية مهمة جداً للشركات الصانعة والشركات الوكيلة، وبالتالي، لان الاهتمام بهذه الناحية يمثل الفارق بين الشركات والوكالات الناجحة عن غيرها. فالعميل يمكن ان يشتري سيارة من شركة ما في المرة الأولى الا ان قرار شرائه سيارة ثانية من الشركة نفسها سيعتمد على كفاءة الصيانة التي توفرها له. لذا تجدنا نستثمر كثيراً في حقل الصيانة، وحصلنا على العديد من جوائز الصيانة التقديرية من جميع الوكالات التي نمثل منتجاتها سواء شركة مازدا أو شركة كيا الكورية أو سيارات ميركوري الأميركية وغيرها في مضمار السيارات والشاحنات». ثم قال «نحن نفكر أولاً في تأسيس ورش الصيانة قبل افتتاح اي معرض جديد لان الاهتمام بالصيانة وخدمة العملاء يأتي في رأس سلم الأولويات عندنا».

وحول توفر قطع غيار مازدا في كل الأوقات، وعما إذا كانت شركة الحاج حسين علي رضا وشركاه تعاني من مشكلة قطع الغيار المقلدة والمغشوشة في السوق، قال علي رضا «الوكيل يعد أهم مصدر لتوفير قطع الغيار الأصلية للسيارات ويتحتم عليه توفير كل قطع الغيار اللازمة بدون شك، ولكن هناك أناساً ينافسوننا في قطع غيار مازدا لأن باب استيراد قطع الغيار مفتوح لكل السيارات وليس لقطع غيار مازدا وحدها، وثمة شركات تستورد قطع الغيار مباشرة من الشركة الأم وهي قطع أصلية، الا ان بعضها يأتي من مصادر أخرى... وهكذا تجد في السوق الأصلي والمقلد». وأضاف «طبعاً نحن نعاني من مشكلة قطع الغيار المقلدة والمغشوشة وبالذات الرديئة منها، مع العلم ان بعض قطع الغيار المقلدة ذات جودة عالية وهذه لا نعاني منها إطلاقاً لأنها لا تضرّ بالسيارة. نحن من جانبنا يهمنا أن يشتري العميل قطع الغيار الأصلية لصالح لسيارته مهما كان المصدر، وأكرر فأقول ان قضية قطع الغيار المغشوشة الشبيهة للأصلية يعاني منها جميع وكلاء السيارات في السعودية بصفة عامة، وحتى نحن كوكلاء يصعب علينا التعرف على الفرق لدقة التقليد، ولكن يمكن تقدير ما إذا كانت قطعة ما أصلية أو مقلدة بالنظر الى السعر... ولذا نوصي بتوخي الحذر».

وعن مسيرة مازدا في السوق السعودية وعن مدى رضى الوكيل على ما تحقق خلال هذه المسيرة قال علي حسين علي رضا «نحن راضون عن مسيرة مازدا في السعودية... وهذا مع الأخذ في الاعتبار بأن علينا دائماً كوكلاء التفكير في كيفية زيادة حصتنا في السوق. وبالنسبة لوضع مازدا كشركة عالمية وطرازاتها في السوق السعودية، نحن ايضاً راضون كل الرضى ونأمل أن نصل إلى المستوى الذي نرغب، وفي الوقت الحالي نرى نسبة نمو مطّرد، خاصة بعدما تغلبت شركة مازدا، الشركة الأم، على بعض الصعاب التي واجهتها، مما دفعها عام 1993 لاتخاذ قرار إلغاء انتاج طراز «929» وكان هذا الطراز كما سبق لي ان أشرت من السيارات المتفوقة والمرغوبة في السعودية بين السيارات اليابانية. يومذاك كان وراء إلغاء هذا الطراز أسباب خاصة بمازدا نفسها، عندما واجهت كغيرها من الشركات العالمية الصانعة التي تعتمد على التصدير بعض الصعوبات المالية.. ويمكنني الاشارة هنا الى ان طراز «929» المرغوب في السعودية لم يلق النجاح نفسه في الأسواق العالمية الأخرى، لذا الغي ضمن إعادة مازدا النظر في تشكيلة منتجاتها وسياستها التصديرية. اما الآن بعد تعزيز مازدا صلاتها مع فورد، فقد اخذت الثمار الجديدة تظهر وفي مقدمها المازدا «6» وطرازات أخرى مرتقبة على الطريق. لقد مرّت مازدا كشركة صانعة بمرحلة صعبة الا انها تجاوزت تلك المرحلة. ونحن الآن سعداء بوضعنا ومتفائلون جداً بالمستقبل بإذن الله».

وعن حجم المبيعات السنوية المتوقع للمازدا «6» في السوق السعودية قال علي رضا «نهدف إلى بيع ما بين 5 و6 الاف سيارة... لكنني لا أعتقد اننا سنحقق هدا الهدف خلال عام 2003 لانه ليس لدى مازدا الإمكانيات الكافية لتلبية كل احتياجاتنا من هذا الطراز، فالمازدا «6» سجلت نجاحاً كبيراً في جميع الأسواق العالمية التي طرحت فيها، وبما أن خط إنتاج هذه السيارة مشغول على طول الخط، فلن تستطيع مازدا تلبية جميع الطلبات بالسرعة اللازمة».

اخيراً، في عودة الى موضوع المنافسة بين الصانعين اليابانيين، وبالذات قصة نجاح تويوتا في السوق السعودية وأسبابه، قال علي حسين علي رضا «... تذكر ان تويوتا هي التي قادت دخول السيارات اليابانية الى الأسواق السعودية منذ الخمسينات من القرن الماضي بسيارات ومركبات راسخة في أذهان الناس مثل الـ«لاند كروزر» والشاحنات الخفيفة (الوانيتات) التي كانت أول مركبات نقل خفيف يابانية تدخل السوق السعودية. وبالرغم من أن جميع الماركات اليابانية تتمتع بجودة عالية جداً تشهد عليها كل المسوح والاستفتاءات الدولية فان ما وصلت إليه سيارات تويوتا من نجاحات وسمعة طيبة مستحقة في السوق لم يأت فقط من جودة المنتج بل اسهم فيها ايضاً جهد الوكيل الذي استثمر مبالغ ضخمة لدعمها وترويجها وصيانتها، وهذا أمر واضح وملموس للجميع».

=