افتتاح مؤتمر التكنولوجيا ومكافحة البطالة والفقر في بيروت

الحريري يدعو إلى الاستفادة من العولمة وتشجيع القطاع الخاص

TT

قال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري «ان العولمة قد تكون كارثة على الدول العربية والاسلامية وقد نستفيد منها اذا كان امامنا هدف هو ان نتقدم من خلالها»، مضيفاً ان الشباب العربي منفتح وذكي وقادر على التقاط العلوم الحديثة والمتطورة والتكنولوجية بصفة خاصة. وأوضح الحريري في كلمته خلال افتتاحه مؤتمر التكنولوجيا ومكافحة البطالة والفقر في البلدان العربية، الذي نظمته «الاسكوا» في بيروت، وشاركت فيه وفود عربية واسلامية اضافة الى العالم المصري الحائز جائزة نوبل عام 1999 احمد زويل «اعتقد ان هناك حقائق اصبحت ثابتة في ذهن الجميع، نحن في التكنولوجيا لم نصل الى ما وصلت الىه الدول الكبرى. ما زال هناك فارق كبير بيننا وبينهم». سائلاً: «هل يمكن معالجة هذا التخلف في مجال التكنولوجيا، ام ان الامر ميؤوس منه في الأمة العربية والامة الاسلامية؟ هل الحكومات العربية تنظر الى نقل التكنولوجيا كأمر من اولوياتها او ان امرها يأتي في نهاية الموازنات؟».

وأسف الحريري الى «انه باستثناء قلة من الدول العربية، فالواقع اننا ننظر الى موضوع نقل التكنولوجيا وليس شراءها، وكل دولة تضع عندها مراكز ابحاث او هيئات او مؤسسات فيها 50 او 60 موظفاً، والبعض الآخر بنى وطور هذه المؤسسات، ولكن كلنا نعلم ان الغرب تطوّر تكنولوجيا بواسطة القطاع الخاص، التطور التكنولوجي لم يأت من الحكومات بل جاء من القطاع الخاص، وبالتالي لا تقع المسؤولية على الدولة فقط، القطاع الخاص مدعو الى العمل بجد واجتهاد لنقل التكنولوجيا والسؤال هو كيف؟ وما دور الدولة في هذا الاطار؟ من وجهة نظرنا في لبنان ان الدولة عليها ان تذيل كافة العقبات امام المشاركات التي لها طابع تكنولوجي، ولا يبقى عائق امام اية عملية مشاركة ما بين قطاع خاص هنا وقطاع خاص في اوروبا او في الولايات المتحدة او اليابان او كندا طبعاً».

ويهدف المؤتمر الدولي حول التكنولوجيا ومكافحة البطالة والفقر في الدول العربية الى تدارس السياسات والاستراتيجيات والمبادرات الرامية لخلق فرص العمل المناسبة والتخفيف من حدة الفقر استناداً الى مدخلات تكنولوجية حديثة. كما يسعى الى تعزيز جهود المؤسسات الحكومية وغير الحكومية الرامية الى تسخير مجموعة من التقنيات الجديدة، وبالاخص تلك المعنية بالمعلومات والاتصالات لخلق فرص العمل. هذا ويهدف المؤتمر الى التعرف على توجهات جديدة وآليات مستحدثة في بناء القدرات الذاتية في مجالات محدودة من التقنيات الحديثة التي يمكن ان تؤدي الى خلق فرص جديدة للعمل من اجل الشباب والنساء.

ومن المنتظر ان ينظر المؤتمر في عشرين ورقة عمل تقريباً يقدمها المشاركون حول التكنولوجيا والعمالة والتخفيف من حدة الفقر، توجهات التطور التكنولوجي، الوضع الراهن والاحتياجات المستقبلية للدولة العربية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكنولوجيات اخرى للتنمية المستدامة وطرق التنمية المستدامة من خلال التكنولوجيات الحديثة.

اما الامينة العامة للاسكوا الدكتورة ميرفت التلاوي فقد حرصت في كلمتها على تحديد المشاكل التي يمكن للتكنولوجيا الحديثة ان تساعد في حلها وهي: ضعف الناتج القومي ذلك ان دخل مجموع الدول العربية يساوي دخل دولة اوروبية واحدة. وان الاموال المتوفرة في البنوك العربية مجتمعة تساوي ما هو متوفر في بنك واحد في المانيا. والسائد ان المنطقة العربية منطق غنية نظراً للبترول، ولكن اذا نظرنا الى متوسط دخل الفرد في الدول العربية نجده حوالي 2800 دولار لعدد سكان يزيد عن 270 مليون نسمة. هنا تجدر ملاحظة ان 65 في المائة من الناتج الاجمالي العالمي يعود الى العنصر البشري وليس المواد الخام. اي عدم الاعتماد على الاقتصاد الريعي والمواد الخام بل على رأس المال البشري والاجتماعي. والسياحة الوافدة الى مجموع الدول العربية تبلغ 15 مليوناً سنوياً، بينما يفد الى فرنسا 75 مليون سائح، واسبانيا 50 مليوناً. اضافة الى نسبة الصادرات العربية بالمقارنة مع الصادرات العالمية منخفضة، فهي تبلغ حوالي 4 في المائة فقط. اضافة لمواضيع اخرى ستجري مناقشتها في المؤتمر.

=