إقبال المستثمرين على شراء الأسهم المتدنية ينعش الأسواق بعد موجة هبوط

TT

بعد بداية متعثرة ارتفعت اسهم الاسواق العالمية منذ فترة مابعد الظهيرة وليأتي ذلك الارتفاع بعد موجة هبوط دامت ثلاثة ايام سيطرت فيها مخاوف من حالة الاقتصاد الراهنة واحتمالات حصول انكماش ثان بعد تحسن قلق وضعيف.

وفي وول ستريت اندفع مؤشر ناسداك أمس للصعود بنسبة اثنين في المائة وسط اقبال المستثمرين على الشراء للاستفادة من انخفاض الاسهم الى ادنى مستوياتها منذ ما يقرب من خمس سنوات.

وقال جون سايمون محلل التعاملات الآجلة في مؤشرات الاسهم بشركة تريد سيجنالز دوت كوم التي تتخصص في تقديم استشارات التعامل في السلع الاولية «الاسهم تتجه للارتفاع صباح امس بفضل انخفاضها ثلاثة ايام على مؤشري ستاندرد اند بورز وداو» جونز.

وقفز مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 24 نقطة بنسبة 2.05 في المائة الى 1230 نقطة.

أما مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية فارتفع 154 نقطة بنسبة 1.92 في المائة الى 8198 نقطة.

وارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز/500 الاشمل 15 نقطة بنسبة 1.88 في المائة الى 850 نقطة.

وفي بورصة لندن عاود مؤشر فاينانشيال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة الصعود بعد ان هوى اكثر من اثنين في المائة صباح امس بعد الهبوط الحاد لوول ستريت الليلة الماضية اثر بيانات اقتصادية بددت الامال الهشة في انتعاش الاسواق.

وبحلول الساعة 0718 بتوقيت غرينتش هبط مؤشر فاينانشال تايمز 92.3 نقطة توازي 2.3 في المائة الى 3904.1 نقطة بعد ان لمس مستوى 3900.7 نقطة وهو اسوأ مستوى له خلال جلسة تعامل منذ نزوله الشهر الماضي الى ادنى مستوى في ست سنوات عند 3626 نقطة.

وقال متعاملون ان الهبوط الاخير والبيانات الاقتصادية الضعيفة على جانبي الاطلسي وضعت مؤشر فاينانشال تايمز في مسار نزولي لاختبار هذه المستويات المنخفضة مرة اخرى.

وقادت الاسهم المالية الهبوط المبكر امس فكانت البنوك وراء 21 نقطة من خسائر المؤشر بينما تراجعت اسهم شركات التأمين مجددا.

لكن اسهم شركات التبغ خالفت المسار النزولي وارتفع سهم شركة بريتش اميركان توباكو اثنين بالمائة متشجعا بانباء ذكرت ان المحكمة العليا في كاليفورنيا منحت صناعة التبغ انتصارا جزئيا امس الاثنين باصدار حكم يمنح منتجي السجائر بعض الحماية من الدعاوى القضائية التي يرفعها المدخنون.

وفي المانيا انخفض مؤشر داكس للاسهم الالمانية الممتازة الى أدنى مستوى منذ ابريل (نيسان) عام 1997 في اوائل المعاملات ببورصة فرانكفورت امس في موجة هبوط قادها سهم شركة سيمنس وسط مخاوف بشأن الانتعاش الاقتصادي العالمي. وهبط المؤشر 2.8 في المائة الى 3237 نقطة بحلول الساعة 0718 بتوقيت غرينتش مواصلا اتجاه الهبوط الذي بدأ قبل أربعة ايام والذي محا أكثر من 13 في المائة من قيمة الاسهم المدرجة على المؤشر.

وتراجع سهم سيمنس 3.2 في المائة ليصل الى أدنى مستوياته هذا العام وكان وحده سببا في انخفاض المؤشر بمقدار 13 نقطة.

وفي طوكيو اغلقت الاسواق على انخفاض حيث هبط مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية الممتازة لخامس جلسة على التوالي امس واغلق على ادنى مستوى في ستة اشهر بعد ان تعرضت اسهم شارب كورب وغيرها من اسهم التكنولوجيا المتطورة لخسائر جديدة تماثل ما شهدته نظيراتها الامريكية.

وتجددت مخاوف المستثمرين من تعثر الانتعاش الاقتصادي الاميركي بعد ان اظهرت بيانات ان قطاع الخدمات الاميركي تباطأ للشهر الثاني على التوالي. ومن شأن تباطؤ الاقتصاد الاميركي ان يهدد انتعاش عائدات قطاع التكنولوجيا الياباني.

وانخفض مؤشر نيكاي المؤلف من 225 سهما 2.10 في المائة او 203.91 نقطة الى 9501.02 نقطة.

وفقد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.67 بالمائة الى 15.94 نقطة ليغلق على 939.42 نقطة.

وفي قطاع التكنولوجيا فقد سهم سوني كورب عملاق الالكترونيات الاستهلاكية 2.54 في المائة الى 4980 ينا. وهوى سهم شارب اكبر منتج ياباني لشاشات العرض التي تعمل بالبللور السائل 3.99 بالمائة ليغلق على ادنى مستوى في 2002 مسجلا 1251 ينا.

وفي اسواق العملات ارتفع الدولار لاعلى مستوياته في شهر امام الين واليورو والفرنك السويسري في اوروبا صباح امس متشجعا بالحديث عن اعادة اموال اميركية الى الوطن ومخاوف من تأثير تباطؤ الاقتصاد الاميركي على اقتصاديات دول اخرى.

وأبدى الدولار مرونة امام انخفاض حاد جديد في وول ستريت اول من امس صعد اكثر من واحد في المائة امام الفرنك السويسري واليورو واسترد موقعه فوق مستوى 120 ينا.

واشار محللون الى ان اجواء العطلات تغلب على السوق ولذلك فان كميات التعامل محدودة ولكنهم قالوا انه يبدوا ان السوق تعاني نقصا في الدولارات ولذا فان الارتفاع الحالي للعملة الاميركية يرجع في جانب منه الى عمليات تغطية مراكز. وبحلول الساعة 0814 بتوقيت غرينتش ارتفع الدولار 1.15 في المائة الى 0.9686 دولار لليورو.

وصعد الدولار اكثر من ثلاثة ارباع نقطة مئوية امام الين ليصل الى اعلى مستوى في شهر فوق مستوى 120.60 ين.

وقال متعاملون في طوكيو ان من عوامل التحسن الاخير للدولار جولة اخرى من عمليات اعادة الاموال من الخارج الى الوطن من جانب المستثمرين الاميركيين الذين اقبلوا على بيع الاسهم اليابانية.

وقال ياسوناري اونو كبير الاقتصاديين في ميزوهو سيكيوريتيز «بدأت السوق تتطلع الى ما هو ابعد من الولايات المتحدة. فاسعار الاسهم اليابانية تهبط وهناك بوادر على تراجع الاقتصاديات الاوروبية».