100 من زعماء العالم يناقشون في قمة جوهانسبرج سبل القضاء على نقص المياه والطاقة والإنتاج الزراعي

تقرير للأمم المتحدة يحذر من انحسار التنمية المستدامة في آسيا وأفريقيا

TT

في الوقت الذي يستعد فيه مائة من زعماء العالم لحضور القمة العالمية حول التنمية المستدامة بجوهانسبرج في جنوب افريقيا خلال الفترة من 26 اغسطس (آب) الجاري الى 4 سبتمبر (ايلول) المقبل حذر تقرير دولي من انحسارالتنمية المستدامة في مناطق مختلفة، من العالم خاصة في افريقيا وآسيا معتبرا ان الأنماط الحالية للتنمية تهدد تحقيق الأمن طويل المدى للأرض ومن عليها.

ودعا التقرير الى ضرورة زيادة الجهود لدعم التنمية المستدامة وضرورة تحسين ادارة الموارد الخاصة في ضوء تراجع معدلات التنمية وتدني المستوى المعيشي للأفراد على المستوى العالمي.

وركز التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة اول من أمس على عدد من القضايا في مقدمتها الماء والطاقة والانتاجية الزراعية مسجلا أن 40% من سكان العالم يعانون حاليا نقصا في المياه وازدياد المستويات العالمية لارتفاع سطح البحار وتعرض الكثير من فصائل الحيوانات وأصناف النبات لخطر الانقراض وتدمير 2.4 في المائة من غابات العالم خلال التسعينيات من القرن الماضي ووفاة أكثر من 3 ملايين نسمة سنويا بسبب تلوث المياه.

وأوضح التقرير ان مليار نسمة في العالم يفتقرون الى التمتع بمياه شرب مأمونة وان نصف سكان العالم «3.5 مليار نسمة» سيواجهون نقصا حادا في المياه عام 2005 خاصة في مناطق شمال افريقيا وغرب آسيا كما ان استخدام أنواع معينة من الوقود تؤدي الى تصاعد وانبعاث الكربون طوال عقد التسعينيات تسبب ارتفاع درجات الحرارة في العالم وترتب عليه ازدياد حدة مظاهر الجفاف في اجزاء من آسيا وافريقيا.

وقال التقرير انه في الوقت الذي ترتفع فيه اعداد السكان تتضاءل طاقة الانتاج الغذائي خاصة في البلدان النامية بسبب تدهور حالة التربة نتيجة للزراعة المفرطة أو التصحر محذرا من انه لا يوجد الآن سوى نطاق محدود للتوسع في الأراضي الزراعية في جنوب شرق آسيا وأوروبا بينما لا يزال النقص مستمرا في أمدادات المياه العذبة بشمال افريقيا وغرب آسيا.

وأبدى التقرير الدولي انزعاجا من تدمير 90 مليون هكتار من الغابات التي تحوي ثلث فصائل الأشجار في العالم فضلا عن تعرض 9 في المائة من فصائل الأشجار في العالم لحظر الانقراض. ودعا التقرير الى التزام الحكومات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني بتحسين حياة الأشخاص على أساس التنمية المستدامة موضحا ان اعداد كبيرة من البث يلقون حتفهم كل عام بسبب ازدياد الأمراض ذات الصلة بالبيئة مثل الملاريا.

وسجلت الأمم المتحدة في تقريرها حول التنمية المستدامة ارتفاع الطلب على الطعام بسبب ارتفاع عدد السكان وكذلك ازدياد استهلاك كل فرد من الطعام من 2100 سعر حراري الى 2700 سعر حراري في البلدان النامية ومن 3000 الى 3400 سعر حراري في البلدان الصناعية كما ارتفع الاستهلاك العالمي للمياه حاليا الى ستة أضعاف معدلات الاستهلاك خلال القرن الماضي ، كما انها توازي ضعف معدل النمو السكاني.

وقال التقرير ان القمة العالمية في جوهانسبرج تهدف الى اتخاذ الجهود العالمية كنقطة ارتكاز يتم البناء عليها للوفاء بهدف الأمم المتحدة للتنمية الخاص بالألفية الثالثة والمرتبط بتخفيض نسبة الأشخاص الذين يعيشون في فقر الى النصف بحلول عام .2015 وألقت الأمم المتحدة الضوء على بعض النجاحات التي تحققت خلال عقد التسعينات من القرن الماضي ذاكرة في تقريرها حول التنمية المستدامة تراجع عدد الأشخاص الذين يعيشون على دولار واحد يوميا من 1.3مليار نسمة الى 1.2مليار نسمة، وقد تركز هذا التحسن في شرق آسيا واميركا اللاتينية غير ان التقرير يؤكد على أن بعض المناطق لم تشهد بعد أي تحسن في معدلات الفقر لافتا الى أن افريقيا تظل صاحبة أعلى معدلات في الوفيات والفقر والجوع وصاحبة أكثر الفجوات اتساعا في مستويات المعيشة مقارنة بالبلدان الصناعية وتتخطى المشكلة نطاق مستويات المعيشة الى حالة الموارد الطبيعية في افريقيا فالمعدل العالمي لازالة الغابات يسجل أعلى معدل له في افريقيا حيث دمرت 7% من الغابات خلال عقد التسعينيات وحدد التقرير بعض بوادر التنمية المستدامة في مناطق ذات أهمية استراتيجية كبرى في مختلف أنحاء العالم حيث تم حاليا اعتماد اثنين في المائة من الغابات على مستوى العالم على انها أشجار تبعث فيها ممارسات تتسم بالاستدامة في مجال قطع تلك الأشجار كما يتسع نطاق المحميات الطبيعية والحدائق العامة حتى وصلت حاليا الى 5% من اجمالي كتلة الأراضي في أوروبا و11% في اميركا الشمالية مما يوفر اساسا لصناعة السياحة البيئية التي تتنامى بخطى متسارعة على مستوى العالم وبالنسبة للطاقة افاد التقرير عن ازدياد حصة مصادر الطاقة المتجددة في اجمالي امدادات الطاقة العالمية من 3.2 في المائة عام 1971 الى 4.5 % حاليا بينما تمت السيطرة على معدلات انخفاض ملحوظة من السبعينات الى التسعينات في كل من طوكيو ومكسيكو سيتي وسنغافورة وسيول ، كما سجل التقرير تحسن سبل الوصول الى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي تدريجيا في عقد التسعينيات من القرن الماضي وتحقيق الهدف المتمثل في تخفيض معدل وفيات الاطفال بسبب أمراض الاسهال بنسبة 50% وهو الهدف الذي تم اقراره في القمة العالمية للأطفال لعام 1990حيث انخفضت معدلات وفيات الأطفال من 3.3 مليون عام 1990 الى 1.7 مليون عام .1999