الخبراء منقسمون حول سحب رؤوس الأموال السعودية من الولايات المتحدة

TT

واشنطن ـ ا.ف.ب: عبر عدد من الاقتصاديين والباحثين عن آراء متباينة حول مسألة سحب رؤوس الاموال السعودية من الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة.

وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» قد ذكرت اول من امس ان مستثمرين سعوديين سحبوا بين مائة ومائتي مليار دولار من الاموال المودعة في الولايات المتحدة، معتبرين ان حكومة الرئيس جورج بوش تقوم بتشويه سمعتهم.

وقال الباحث في مجلس العلاقات الخارجية وهو معهد اميركي للابحاث يوسف ميشال ابراهيم لوكالة الصحافة الفرنسية ان «ما يجري الحديث عنه اليوم هو موجة ذعر».

واضاف ابراهيم «لو كنت املك خمسين مليون دولار وبدأوا يحدثونني عن تجميد اموالي فانني ساقوم باخراجها بسرعة». واضاف ان «العملية بدأت بهدوء كبير منذ خمسة اشهر وتسارعت في الشهرين الماضيين».

وتابع هذا الخبير ان الحركة تسارعت مع نشر تقرير مؤسسة «راند كوربوريشن» معهد الابحاث حول الدفاع، الذي يدعو علنا الى تجميد الودائع السعودية في الولايات المتحدة.

ويبدو ان الحديث عن اسماء رجال اعمال سعوديين اثرياء على لوائح سوداء تتعلق بمنظمات للعمل الخيري يشك بعلاقاتها مع تنظيم «القاعدة» ادى الى تسريع سحب هذه الاموال.

وقال الباحث نفسه ان حجم رؤوس الاموال السعودية من استثمار النفط ونقص امكانيات الاستثمار في المملكة اديا الى تعزيز هذه الظاهرة.

واوضح ان «هناك مائتي اسرة في السعودية على الاقل تسيطر كل منها على مائتي مليون دولار»، موضحا انه «ليست هناك ادوات استثمار في المملكة».

واضاف ان ظهور اليورو «كبديل حقيقي للدولار» والموقف «الاكثر تعاطفا» الذي تتبناه اوروبا حيال السعودية ساهما في اعادة توجيه تدفق الاستثمارات السعودية الى اوروبا.

وفي لندن حيث يدار الجزء الاكبر من الاستثمارات السعودية، على حد قول ابراهيم، عبر اقتصاديون ومحللون عن تشكيكهم.

وعبر ستيف انغلاندر من مجموعة «سيتي بنك» عن استغرابه الرقم الذي اوردته «فايننشال تايمز»، موضحا انه «رقم هائل» اكبر من العجز في الحسابات الجارية الاميركية.

واشار الى ان الدولار سيكون اضعف بكثير بالمقارنة مع اليورو لو جرت عمليات نقل اموال كبيرة. ويبلغ سعر اليورو 98،0 دولار حاليا.

وقالت ليزا فينستروم المحللة في مكتب «سالومون سميث بارني» في نيويورك ان «اليورو في تراجع ونظريا اذا خرجت مبالغ كبيرة من الولايات المتحدة سنشهد تقلبات كبيرة في العملات الاخرى».

وفي الرياض ايضا رأى محللون ان الخلاصة التي توصلت اليها «فايننشال تايمز» سابقة لاوانها.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض عبد الوهاب ابو داهش لوكالة الصحافة الفرنسية ان «بعض الاموال اعيدت لكنها ليست مبالغ هائلة»، مشيرا الى ان جزءا من الاموال «يتم استثماره في عقارات او سندات خزينة وسحبه يحتاج الى الوقت».

ورفض متحدث باسم وزارة الخزانة اول من امس الرد على اسئلة عن قيمة المبالغ التي سحبت من رؤوس الاموال السعودية ومدى قلق السلطات الاميركية من حدوث اي امر من هذا النوع.