الخطوط السعودية: تخصيص الشحن الجوي والخدمات الفنية والطبية والتدريب

الموافقة على بعض بنود دراسة أعدها مصرف «بي إن بي ـ باريبا» تشتمل على تخصيص بعض الوحدات التابعة للمؤسسة

TT

كشفت الخطوط الجوية السعودية عن موافقة مجلس إدارتها على تخصيص بعض الوحدات التابعة للمؤسسة وتحويلها الى مراكز ربحية تحقق عائدا بدلا من كونها مراكز تكلفه. ومن ذلك الشحن الجوي والخدمات الفنية والتدريب والخدمات الطبية.

وقال أمس لـ «الشرق الأوسط» الدكتور خالد بن بكر مدير عام الخطوط السعودية، ان الدراسة التي يجريها تجمع لعدد البنوك وبيوت الخبرة والمستشارين الماليين والقانونيين بقيادة المصرف الفرنسي «بي ان بي ـ باريبا»، رفعت توصياتها الى المجلس الذي يرأسه الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وتمت الموافقة على بعض بنودها، ولم يبق سوى التقرير النهائي الذي سيتم رفعه الى الجهات المختصة تمهيدا لإقرار الخطة مكتملة.

يعود ذلك الى ان قرارات تحويل مراكز التكلفة الى مواقع ذات ربحية وتحقق دخلا، هي من صلاحيات مجلس الإدارة والتي نتجت عنها الموافقة على البدء بتخصيص بعض الوحدات واعتبارها مراكز ربحية، ومنها الشحن والخدمات الفنية والتدريب والخدمات الطبية.

وأوضح بن بكر ان هذا التجمع قدم عدة توصيات منها ما يندرج تحت صلاحيات المؤسسة، اذ قامت الخطوط السعودية بتطبيق تلك التوصيات كتحسين الخدمات وزيادة استخدام الطائرات والوصول الى الحد الامثل لأعداد الموظفين وترشيد الانفاق وزيادة الإيراد والتوسع في السوق.

واعتبر مدير عام المؤسسة ان المستفيد من عملية التخصيص هو المسافر والمواطن السعودي. على حد قوله. مشيرا الى ان إدارة المؤسسة بشكل تجاري هي الضمانة الوحيدة لاستمرارية المنشأة للمنافسة بقوة خاصة في سوق مفتوحة مثل صناعة النقل الجوي. مضيفا الى انه لن تبقى في صناعة النقل الجوي إلا القوى المبنية على أسس اقتصادية متينة، بما يصاحبها من زيادة الإنتاجية وتقليل الانفاق، وإصلاح المؤسسة وتعزيز قدرتها.

وقال بن بكر ان هذا التوجه الذي يجب ان يكون «وإذا حدثت خصخصة تهدف الى إصلاح المؤسسة اقتصاديا ولن تمس الموظفين»، وفق حديثه.

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي قد وقع في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2000، عقودا مع تجمع لعدد البنوك وبيوت الخبرة والمستشارين الماليين والقانونيين بقيادة المصرف الفرنسي «بي ان بي ـ باريبا» التي تم اختيارها بعد منافسة حامية بين 45 من أفضل الشركات وبيوت الخبرة العالمية، وذلك لإعداد برنامج خصخصة الخطوط السعودية اكبر شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعتبر اكبر المؤسسات الخدمية في السعودية.

واعتبر الامير سلطان الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة الخطوط الجوية السعودية، عملية خصخصة الخطوط السعودية، خطوة من خطوات التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين، موضحاً ان بلاده اعتمدت التخصيص خياراً استراتيجياً لاستثمار طاقات شبابها وإبراز إبداعاتهم وقدراتهم.

وقد نجحت كل من مجموعة بنك باريس الوطني وبنك باريبا الأوروبي الاستثماري، ومؤسسة الخليج للاستثمار (بنك الخليج الدولي)، وشركة شي اند اي، وشركة كي بي ام جي بعد منافسة حامية بين 45 من افضل الشركات وبيوت الخبرة العالمية في الفوز بعقد دراسة برنامج خصخصة الخطوط السعودية والذي تصل قيمته المبدئية الى 9 ملايين دولار.

وقالت مجموعة «بي إن بي باريبا» حينها، ان الهدف الحقيقي من هذه المنافسة هو النجاح الكامل بأفضل أشكاله في تقديم خيارات مناسبة لتخصيص الخطوط السعودية وسيتم عرضها على الحكومة التي ستعتمد الشكل الأنسب بالنسبة لها، وهي مرحلة مهمة في عملية التخصيص.

وبينت ان الخيارات المتاحة عديدة، منها تخصيص 30 في المائة او أكثر من الخطوط السعودية التي سيتحدد مستقبلها بذلك لنبدأ في عملية التسويق لهذا الخيار وتنفيذ الإجراءات المتعلقة به لإتاحة فرصة المنافسة بين شركات الطيران والمؤسسات الاستثمارية العالمية والمحلية للدخول في شراكة استراتيجية.

ويتضمن تنفيذ مشروع خصخصة الخطوط السعودية ثلاث مراحل الأولى مدتها 13 شهراً تشمل إعداد الدراسات الأولية للوضع المالي والإداري والتشغيلي للخطوط السعودية، والدراسات المتكاملة للقوى العاملة وإعادة الهيكلة الإدارية والمالية والقانونية والتشغيلية مع تحديد الاستراتيجيات والخيارات المناسبة للتخصيص الى جانب وضع الخطة الشاملة للتنفيذ.

والمرحلة الثانية رفع نتائج هذه الدراسات للحصول على الموافقات اللازمة لها من الحكومة السعودية لتأتي المرحلة الثالثة والأخيرة التي تمتد لـ17 شهراً وتشمل تنفيذ إعادة الهيكلة الإدارية والمالية والقانونية والتشغيلية للمؤسسة والإعداد للاكتتاب العام.