الدولار يفقد معظم مكاسب أول من أمس أمام اليورو والين

جرينسبان يحذر من مخاطر استمرار عجز المالية العامة الأميركية على الفائدة والنمو

TT

تخلى الدولار الاميركي عن معظم مكاسبه مقابل اليورو الاوروبي والين الياباني في المعاملات الاوروبية امس مع تحول الانتباه في السوق الى المخاوف الاقتصادية وخطر نشوب حرب في العراق بعد مرور ذكرى 11 سبتمبر (ايلول) من دون حوادث. في حين اكد الان جرينسبان، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي امس انه على الكونغرس العمل لمنع التباطئ الاقتصادي من اطالة فترات العجز في المالية العامة الذي سيؤدي لرفع مستوى الفائدة.

وكان المتعاملون يترقبون الكلمة التي القاها الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي أمام الكونغرس بعد ظهر امس بحثا عن أي مؤشرات على حالة الاقتصاد الاميركي وكلمة الرئيس جورج بوش أمام الجمعية العامة للامم المتحدة عن العراق في وقت لاحق.

وقال جرينسبان في كلمة وجهها للجنة الموازنة في الكونغرس، ان العودة الى مناخ يتسم بعجز كبير مستمر في المالية العامة سيزيد من مخاطر العودة الى اسعار فائدة مرتفعة مقابل مستوى منخفض للاستثمارات ونمو بطئ في الانتاج. وكان بول ميجيسي خبير استراتيجية العملات لدى «جيه.بي. مورجان تشيس» قد قال قبل حديث جرينسبان ان ارتفاعاً في الاسهم والدولار حدث قبل 11 سبتمبر وهذا ما دفع المضاربين باستثمارات قصيرة الاجل للشراء متأخرين، «والان لم يستمر الاقبال على شراء الاسهم وهذا أمر غير مشجع بوجه خاص».

وقال محللون انه من المتوقع ان ينصب تركيز السوق الان على العوامل الاقتصادية التي تحكم اتجاه الدولار بعد مرور ذكرى 11 سبتمبر من دون وقوع هجمات جديدة.

وكانت السوق في ترقب لبيانات ميزان المعاملات الجارية الاميركي في الربع الثاني والذي زاد في الاشهر الثلاثة 15.6 في المائة الى 129.96 مليار دولار ارتفاعا من 112.45 مليار دولار في الاشهر الثلاثة الاولى من العام.

وجاء هذا الرقم أعلى كثيرا من توقعات الاقتصاديين التي بلغ متوسطها 123.84 مليار دولار.

كما صدرت بيانات البطالة الاسبوعية التي قالت وزارة العمل لاحقاً ان ارقامها المبدئية ارتفعت 19 الفا الى رقم معدل موسميا 426 الفا خلال الاسبوع المنتهي في السابع من سبتمبر وهو اعلى مستوى لها منذ 20 ابريل (نيسان) حينما بلغت 427 الفا.

وبلغ سعر اليورو الاوروبي 0.9763 دولار بالمقارنة مع 0.9758 دولار في أواخر المعاملات الاميركية اول من أمس. وبلغ سعر الدولار 119.98 ين مقارنة مع 120.32 ين، وانخفض سعر اليورو الى 117.12 ين من 117.38 ين.

اما بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية، فقد قاد سهم مجموعة «فودافون» الاسهم البريطانية نزولا امس بعد ان خفضت أحد بيوت السمسرة الكبرى تصنيفها لسهم «فوادفون» عملاق اتصالات الهواتف المحمولة بينما فاقم هبوط سهم «بي.ايه.ئي سيستمز» الضغوط النزولية في السوق.

ونزل مؤشر فاينانشال تايمز 97 نقطة توازي 2.3 في المائة ليصل الى 4113.70 نقطة . وقال متعاملون ان معنويات السوق تضررت من جراء بيانات اقتصادية اميركية قاتمة اوضحت ان اكبر اقتصاد في العالم يجاهد للانتعاش.

وفقد سهم فودافون 5.8 في المائة الى 92.75 بنس بعد ان خفضت مؤسسة «و.بي.اس ووربرج» تقييمها لسهم للشركة وقلصت السعر المستهدف للسهم الى 100 بنس من 140 بنسا. وامتد المناخ السلبي الى «ام.ام.او2» منافسة «فودافون» لينخفض سهمها بدوره خمسة في المائة.

وهبط سهم شركة «بي.ايه.ئي سيستمز» للهندسة والفضاء تسعة في المائة بعد ان اعلنت انخفاض ارباحها الاساسية قبل خصم الضرائب في النصف الاول 25.5 في المائة وهو ما تجاوز توقعات السوق.

وفي طوكيو، بددت الاسهم اليابانية خسائرها المبكرة لتغلق مرتفعة لرابع جلسة على التوالي امس بعد ان عززت مشتريات خفيفة لاسهم مؤسسة «سوميتومو ميتسوي» المصرفية وغيرها من كبرى مؤسسات السوق في حركة تعامل محدودة للغاية.

وادى الهبوط الاخير للين امام الدولار ومرور ذكرى هجمات 11 سبتمبر من دون حوادث الى تحسن معنويات السوق تجاه الاسهم اليابانية التي تعرضت لضربة قوية.

وارتفع مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما 0.16 في المائة او 15ر15 نقطة ليغلق على 9415.23 نقطة بعد هبوطه صباحا نحو اثنين في المائة. وكان اداء مؤشر توبكس الاوسع نطاقا افضل قليلا اذ ارتفع 0.38 في المائة الى 920.63 نقطة.

وانخفضت الاسهم الاميركية في بداية التعاملات امس بعد زيادة مفاجئة في طلبات اعانات البطالة الاسبوعية مما اضعف معنويات السوق قبل كلمات الرئيس بوش والان جرينسبان.

وانخفض مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 57 نقطة بنسبة 0.67 في المائة الى 8524 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز الاشمل المكون من 500 سهم ست نقاط اي بنسبة 0.73 في المائة الى 902 نقطة. وهوى مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم قطاع التكنولوجيا 14 نقطة بنسبة 1.08 في المائة الى 1301 نقطة.