استقرار الاسترليني والدولار يتراجع أمام الين في طوكيو

استمرار هبوط الأسهم البريطانية بعد تراجع وول ستريت واليابانية تغلق على انخفاض

TT

استقر سعر صرف الجنيه الاسترليني أمام الدولار امس قرب الحد الاعلى لنطاقه خلال الاسبوع الحالي مع تراجع العملة الاميركية بفعل خسائر الاسهم في وول ستريت ومخاوف بشأن العجز في ميزان المعاملات الجارية للولايات المتحدة وبيانات البطالة التي صدرت اول من أمس. وتأرجح الجنيه الاسترليني تحت مستوى 1.56 دولار مباشرة في المعاملات الصباحية في أوروبا بعد ان تجاوز مستوى مقاومة رئيسيا في أواخر المعاملات اول من أمس. ولم يطرأ تغير يذكر على الجنيه الاسترليني واستقر على 62.90 بنس أمام اليورو الاوروبي. وتراجع الدولار امام الين في التعاملات الاسيوية امس متأثرا بهبوط وول ستريت وانباء مقلقة عن عجز ميزان المعاملات الجارية الاميركي والبطالة.

وما زال القلق مستمرا بشأن هجوم اميركي محتمل على العراق، ولكن بعض المتعاملين قالوا ان المشاعر هدأت بعض الشيء بعد قول الرئيس الاميركي جورج بوش انه مستعد للعمل داخل اطار الامم المتحدة بدلا من العمل بشكل منفرد. وحدَّ من انخفاض الدولار ما يعانيه الين من تشاؤم مستمر ازاء الاقتصاد الياباني مع انخفاض الاسهم اليابانية في الفترة الاخيرة الى ادنى مستوياتها منذ 19 عاما. وقال متعاملون ان المستثمرين في طوكيو يقومون بتسوية مراكز دائنة قبيل عطلة نهاية اسبوع تستمر ثلاثة ايام في اليابان. وستغلق اسواق المال اليابانية يوم الاثنين بسبب عطلة قومية.

وهبط الدولار عن مستوياته في الاسواق الخارجية الليلة الماضية بعد صدور سلسلة من البيانات الاقتصادية اشارت الى ارتفاع اعداد العاطلين في الولايات المتحدة الى اعلى مستوى منذ اربعة اشهر في الاسبوع المنتهي في السابع من سبتمبر (ايلول) الجاري. وتضخم عجز ميزان المعاملات الجارية الاميركي بنسبة 15.6 في المائة الى مستوى قياسي بلغ 96ر129 مليار دولار.

وفي وول ستريت انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.72 في المائة الى 68،1279 نقطة اول من امس. وقال المتعاملون ان شهادة الان غرينسبان رئيس المجلس الاحتياطي الاتحادي امام الكونغرس لم تخفف من حدة القلق المحيط بالاقتصاد الاميركي بما يدفع الى الاقبال على شراء الدولار. وقال غرينسبان ان الاقتصاد الاميركي تغلب على آثار انخفاض اسعار الاسهم وتراجع الاستثمار وهجمات 11 سبتمبر لكن بعض المؤثرات السلبية ما زالت مستمرة.

ومن ناحية اخرى ظلت اتجاهات الين ضعيفة مع انخفاض مؤشر نيكي للاسهم اليابانية بنحو اثنين في المائة مما يهدد بهبوطها مرة اخرى الى ادنى مستوياتها منذ 19 عاما التي سجلتها الاسبوع الماضي. ولا يتمتع اليورو بجاذبية كذلك بعد صدور بيانات في الفترة الاخيرة اشارت الى تباطوء اقتصاد منطقة اليورو.

وفي اسواق المال العالمية انخفض مؤشر فاينانشال تايمز لاسهم الشركات البريطانية الكبرى أكثر من واحد في المائة في اوائل المعاملات في بورصة لندن للاوراق المالية اليوم امس تحت وطأة هبوط الاسهم الاميركية الليلة الماضية. وجاء التراجع بعد ان فشل خطابا الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الاميركي» امام الكونغرس والرئيس الاميركي جورج بوش أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في طمأنة السوق بشأن الاقتصاد والعراق.

وانخفضت أسهم شركات النفط فتراجعت اسهم بي.بي وشل بنسبة 0.6 و0.9 في المائة على التوالي بعد ان انخفضت أسعار النفط الخام الليلة الماضية في اعقاب خطاب بوش الذي بدا انه يؤجل اي عمل عسكري ضد العراق في الوقت الراهن على الاقل. وفي القطاع المصرفي انخفضت أسهم باركليز ولويدز اثنين في المائة اقتداء باتجاه الاسهم المصرفية للهبوط في نيويورك أمس بعد ان فشل خطاب جرينسبان في طمأنة المستثمرين بشأن الاقتصاد الاميركي.

وفي قطاع التكنولوجيا انخفض سهم «ايه.ار.ام» لتصميم الرقائق بنسبة 3.7 في المائة تحت وطأة التراجع الذي شهده هذا القطاع في الولايات المتحدة بعد ان نبهت مؤسسة ليمان براذرز عملاءها الى ضرورة توقع مزيد من خفض توقعات الارباح من جانب شركات القطاع.

واغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض لاول مرة منذ خمسة ايام اليوم الجمعة بعد ان ادى تراجع وول ستريت الى عمليات بيع لجني الارباح على اسهم رئيسية مثل سوني في حين تراجعت اسهم شركات رقائق الكومبيوتر ملاحقة نظيراتها الاميركية.

وانخفض مؤشر نيكاي بنسبة 1.84 في المائة اي 173.30 نقطة الى 9241.93 نقطة بعد ارتفاعه بنسبة ثلاثة في المائة على مدى اربع جلسات تداول متتالية. وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 1.33 في المائة اي 12.22 نقطة الى 908.41 نقطة. وقفز حجم التداول الى 1.46 مليار سهم من اسهم الدرجة الاولى اي ما يعادل ثلاثة امثال حجمه امس بسبب تسوية العقود الآجلة لشهر سبتمبر (ايلول) والعقود الاختيارية على مؤشري نيكي وتوبكس.

وقال متعامل: «البنوك استفادت من زيادة السيولة بسبب عملية التسوية». وفي قطاع التكنولوجيا هبط سهم سوني بنسبة 3.77 في المائة الى 5110 ينات في اعقاب هبوط مؤشر ناسداك الاميركي بنسبة 2.7 في المائة وكان سهم سوني قد ارتفع بنسبة 8.2 في المئة في الجلسات الاربع السابقة. وهبط سهم «ادفانتيست كورب» بنسبة 6.64 في المائة الى 5200 ين بعد ان حذرت مؤسسة «ليمان براذرز» عملاءها من ان اسهم شركات الرقائق ستظل تعاني من ضغوط في الاشهر القليلة المقبلة.

وانخفضت الاسهم الاميركية في بداية التعاملات امس اذ عززت تحذيرات من شركة هنيويل العملاقة وشركة لوسنت للاتصالات المخاوف بشأن الانتعاش الاقتصادي مع تزايد المخاوف من حرب مع العراق. وقال بول تشيرني محلل السوق في مؤسسة «اس اند بي ماركتسكوب» «هناك عوامل كثيرة تؤثر في السوق. ويوجد هناك ستار من الغموض». وقللت هنيويل تقديراتها للارباح للربع الثالث والعام كله متذرعة بان الانتعاش الاقتصادي العام لم يتجسد بعد ولاسيما في صناعة الطيران.

وتنبأت لوسنت لصناعة معدات الاتصالات بمبيعات ضعيفة وهبوط الانفاق من جانب شركات التليفونات. وانخفض مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 37 نقطة بنسبة 0.4 في المائة الى 8341 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز الاشمل المكون من 500 سهم 5.7 نقطة اي بنسبة 56ر0 في المائة الى 880 نقطة. وهوى مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم قطاع التكنولوجيا 6.5 نقطة بنسبة 0.5 في المائة الى 1273 نقطة.