نهاية الطريق... لشيفروليه «كامارو» وبونتياك «فايربيرد»

TT

قررت شركة جنرال موتورز اخيراً طي صفحة طرازين من انجح طرازات سياراتها هما شيفروليه «كامارو» وبونتياك «فايربيرد» الرياضيان الشبابيان. وما لم يطرأ تحول في الطلب او في فلسفة التسويق، كما حدث مع طراز فورد «ثندربيرد»، سيدخل اسما «كامارو» و«فايربيرد» نفق النسيان الذي دخلته قبلهما مئات الاسماء اللامعة التي راحت ضحية شدة المنافسة وتغير الاذواق وظروف العرض والطلب.

* مفهوم رياضي جديد

* ولدت سيارتا شيفروليه «كامارو» وبونتياك «فايربيرد» بعدما فجّر لي أياكوكا، الذي كان في ابريل (نيسان) من عام 1964 مديراً لقسم سيارات فورد بشركة فورد، ثورة في مفهوم السيارة الرياضية الشبابية المعتدلة الثمن، بإطلاقه طراز فورد «موستانغ». يومذاك بنى اياكوكا ـ الذي ترك فورد في ما بعد، وترأس شركة كرايسلر وأنقذها من الافلاس ـ الـ«موستانغ» من اجزاء طراز «فالكون» العائلي من الحجم دون المتوسط. وحققت ثورة الـ«موستانغ» نجاحاً ضارباً اذ بيعت من هذه السيارة اكثر من 400 الف سيارة خلال الاشهر الـ12 الاولى من عمرها.

ووصلت رسالة «موستانغ» الى شركة جنرال موتورز، فأعدت العدة لانتاج سيارة منافسة. وبالفعل يوم 26 سبتمبر (ايلول) 1966 طرح طراز «كامارو» من انتاج قسم شيفروليه في السوق بسعر أدنى لا يزيد عن 2466 دولاراً. ويوم 23 فبراير (شباط) طرح قسم بونتياك طراز «فاير بيرد» في السوق ليكون الأخ الاكثر جرأة والاعلى ثمناً بقليل من الـ«كامارو».

عام 1968 فازت «كامارو» بقيادة السائق الاميركي اللامع مارك دوناهيو بجائزة «ترانس آم» للسيارات الرياضية التي ينظمها نادي السيارات الرياضية الاميركي. وعام 1969 طرح في السوق نموذج الـ«ترانس آم» من البونتياك «فايربيرد» محققاً نجاحاً تسويقياً كبيراً ومكلفاً بونتياك تعويضات باهظة نتيجة شرائها حق استخدام اسم «ترانس آم» من النادي بمبلغ 5 دولارات على كل سيارة.

في فبراير عام 1970 انزلت جنرال موتورز الجيل الثاني من «كامارو». وكان الانجاز الاكثر لفتاً للانظار إطلاق نموذج «كامارو زد 28» المزود بمحرك «إل تي ـ 1» الذي يولد قوة 360 حصاناً. ولكن في عام 1972 خسرت جنرال موتورز عملياً 110 سيارات بسبب إضراب عمالي، ثم تغيرت انظمة المصدات الماصة للصدمات المعتمدة في ذلك العام.

وعام 1973 ظهرت الـ«ترانس آم» الشهيرة التي على سطح محركها رسم عقاب فاتحاً جناحيه.

ثم عام 1974 اوقف قسم شيفروليه انتاج نموذج الـ«زد 28» بسبب انظمة تحديد سقف منفوثات العوادم. وظل هذا النموذج غائباً حتى عام 1977 عندما عاد ولكن بمحرك لا تزيد قوته عن 185 حصاناً. ثم عام 1978 اطلقت الـ«كامارو» والـ«فايربيرد/ترانس آم» بسقف «تي توبس» نصف الزجاجي القابل لسحب لوحيه الزجاجيين. وفي عام 1979 سجلت مبيعات سيارتي «كامارو» و«فايربيرد/ترانس آم» رقمها القياسي وهو 494025 سيارة.

* نكسة الثمانينات

* عام 1982 اعيد تصميم الـ«كامارو» والـ«فايربيرد» وطرح احد النماذج بمحرك صغير رباعي الاسطوانات لا تزيد قوته عن 90 حصاناً لم يصادف النجاح المأمول. ورغم احتفاظ السيارتين بشخصيتيهما الرياضيتين وشكليهما الجذابين، فإن متطلبات السوق الاميركية اخذت تتغير، ونوعية صادرات الصانعين الاجانب تتحسن وتصبح اكثر تنافسية. وفي عام 1993 الذي شهد نقل عملية التصنيع الى مصنع جنرال موتورز في سانت تيريز بولاية كيبيك الكندية، ظهر الجيل الرابع من الطرازين، الا ان تقوية اداء المحركات وإعادتها الى حدود الـ300 حصان لم تتحقق الا عام 1996 مع نموذجي «كامارو إس إس» و«فايربيرد دبليو إس6 رام».

وعام 1998 زوّدت جنرال موتورز السيارتين بمحرك الـ«إل إس1» المستخدم في شيفروليه «كورفيت»، غير ان نمط العرض والطلب في السوق والرّواج الهائل للمركبات الرياضية الوعرية على حساب السيارات الرياضية المتوسطة مثل «كامارو» و«فايربيرد» بدأ العد العكسي لاستمرارهما.

وفعلاً اعلن وقف انتاج «كامارو» و«فايربيرد»، مؤقتاً، اعتباراً من 28 اغسطس (آب) المنصرم. وكانت احدث النسخ من السيارتين قد جهزت بمحركات قوية وعالية الاداء تولد قوة 325 حصاناً مع معدل استهلاك وقود لا بأس به هو 28 ميلاً للغالون.