مدير عام الخطوط السعودية لـ«الشرق الأوسط»: استبدلنا بمحطات أميركا أخرى قريبة وأكثر عائدا

د. خالد بن بكر: أرباحنا في الرحلات الخارجية تجاوزت مليار ريال والخسائر في النقل الداخلي

TT

تفاوتت درجات معالجة شركات الطيران العالمية للآثار السلبية التي نتجت عن أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، فقد عالجت شركات الطيران العربية والعالمية آثار الضربة على برجي التجارة العالمي في نيويورك والتي تسببت في خسائر لقطاع النقل الجوي بأكثر من 4000 مليار دولار، بوضع خطط للطوارئ ودعم الحكومات لتأمين شركاتها الوطنية، بعد تخلي شركات التأمين عن توفير الغطاء التأميني لتلك الشركات.

وتأثرت الخطوط الجوية السعودية مثل غيرها بما حدث على مستوى عالمي، وكشف مديرها العام الدكتور خالد بن بكر، في حواره مع «الشرق الأوسط» كيف عالجت المؤسسة آثار الأحداث، وعواقبها، والخطط البديلة التي نجحت فيها لتحقيق دخل يتجاوز مليار ريال ربحا صافيا في الرحلات الدولية، والى ما وصلت إليه خطط الشركة المعنية بدراسة تحويل المؤسسة للتشغيل بشكل تجاري لمواكبة تطور العصر، كل ذلك في الحوار التالي:

* بعد مضى عام على احداث 11 سبتمبر كيف تقيمون تأثر «السعودية» بهذه الاحداث؟

ـ الخطوط السعودية، لم تتأثر تأثرا كبيرا، أولا لان نوعية الحركة التي تعتمد عليها «السعودية» ليست حركة واحدة، فطبيعة نقل المسافرين التي تأثرت بشكل بالغ هي الحركة السياحية في جميع الدول، وبعد الأحداث مباشرة توقفت تماما، وخسرت شركات الطيران التي كانت تعتمد على السياحة بشكل أساسي، أما نحن فتوجد في السعودية حركات مختلفة، اذ توجد حركة للسياحة الخارجية للمواطنين والعمرة والحج ورجال الأعمال والعمالة وهي حركة هائلة، ومعظم الحركات واستمراريتها ضرورة وفي أي ظروف كانت ستستمر. و«السعودية» بدأت في وضع خطة استراتيجية بالتركيز على الحركات التي لم تتأثر، وإذا أجرينا إحصائية، فمنذ بداية عام 2002 الى اليوم هناك تزايد في المقاعد المشغولة مقارنة بذات الفترة من العام السابق، كذلك بالنسبة للعام 2001 نقلنا فيه أكثر من العام الذي يسبقه، وهذا يدل على ان هناك حركات نقل كثيرة من والى السعودية، والسوق مفتوح والمرونة مهمة في اختيار الأسواق. وهو ما ساعدنا في المحافظة على مستويات الطلب.

وحول تأثر محطات أوروبا وأميركا فلو وضعنا في الحسبان ان ساعات الطيران طويلة فعندما ترسل طائرة الى اميركا تبقي يومين بينما التي تذهب الى دبي او بيروت مثلا تبقى عدة ساعات هناك ومن ثم تعود وتقوم بعدها برحلات أخرى وهكذا، وإذا قدرنا سعر الرحلة والمدة الزمنية لها نجد أنها متكافئة مع تكلفة رحلة الى اميركا دخلا وساعات طيران، والدخل تقريبا نفسه حيث تم التركيز على المواقع القريبة مع ارتفاع عدد الرحلات والركاب.

* كيف تقيمون مركز المؤسسة المالي حاليا؟

ـ الخطوط السعودية تربح ربحا جيدا في الرحلات الدولية بلغ تقريبا 1.2 مليار ريال العام الماضي، فيما يقدر اجمالي العائد نحو 4 مليارات ريال، ومعلوم ان هذه النسبة ربما تفوق كل شركات الطيران العربية، إلا ان «السعودية» تخسر في الرحلات الداخلية، والشركة المعنية بإعداد دراسة التخصيص، لاحظت انخفاض التكلفة التي تتقاضاها المؤسسة مقابل نفس المسافة لدى أية شركة طيران أخرى، لذا فهي أوصت بانه يجب ان تعدل الأسعار بحيث توازي التكلفة. ودلالة على قوة المنشأة، فان الجانب الذي نحتكره وهو السفر الداخلي نخسر فيه، والذي نواجه فيه منافسة نربح فيها بشكل جيد للغاية، وهناك مضاعفة سنوية لأعداد المعتمرين والحجاج، ووضع الشركة المالي في تحسن، وهذا ملموس في السوق من خلال الموردين والمقاولين ودفع المستحقات في وقتها. والمحك الحقيقي لقوة أي منشأة هو السوق الذي تشهد منافسة.

* الى اين وصل موضوع تخصيص المؤسسة، وهل هناك تأثير على أوضاع الموظفين الحاليين في المؤسسة؟

ـ في صالح كل مواطن وموظف وجود ناقل وطني قوي ومتين اقتصاديا، لأنه الضمانة الوحيدة لاستمرارية المنشأة للمنافسة بقوة خاصة في سوق مفتوحة مثل صناعة النقل الجوي. حيث انه لن تبقى في صناعة النقل الجوي إلا المؤسسات المبنية على أسس اقتصادية متينة، بما يصاحبها من زيادة الإنتاجية وتقليل الانفاق، وإصلاح المؤسسة وتعزيز قدرتها. فيجب ان يحتضن ذلك التوجه من الجميع، لأنه لصالح الموظفين وبالتالي ضمان لان شركته التي يعتمد عليها في دخله ستكون بألف خير، وهذا الذي يجب ان يكون والخصخصة ليست للإضرار بأي فرد بل لإصلاح ومضاعفة الإيرادات وتحسين الخدمات.

وللإجابة عن السؤال الأول، الدراسة على وشك الانتهاء، ولم يتبق سوى التقرير النهائي الذي سيتم رفعه الى مجلس الإدارة، وسأكشف هنا بانه تمت الموافقة من قبل المجلس، على ان يبدأ تخصيص بعض الوحدات التابعة للمؤسسة وتحويلها الى مراكز ربحية تحقق عائدا بدلا من كونها مراكز تكلفة، ومن ذلك الشحن الجوي والخدمات الفنية والتدريب والخدمات الطبية.

وحول مهام المؤسسة والتوصيات التي تندرج تحت صلاحياتها، فقد قامت الخطوط السعودية بتطبيق تلك التوصيات كتحسين الخدمات وزيادة استخدام الطائرات والوصول الى الحد الامثل لأعداد الموظفين وترشيد الانفاق وزيادة الإيرادات والتوسع في السوق وإجراء تعديلات مالية، كل تلك الجهود تقوم المؤسسة بالبدء فعليا في اجراء تعديلات فيها. وسيتم رفع التقرير الى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراء اللازم.

* ما حجم التعاون مع شركات الطيران في المنطقة لمواجهة التكتلات الأخرى في الصناعة؟

ـ جميع الشركات العربية تعمل في إطار منظمة الاتحاد العربي للنقل الجوي، وكوني رئيسا للجنة التنفيذية في هذا الاتحاد، أستطيع القول بما أنجز في هذا الخصوص، حيث ان هناك تعاونا في شراء الوقود، بان يتم شراؤه باسم الاتحاد وهو ما يجعل الكميات كبيرة وبالتالي تقل الأسعار، كذلك الوضع بالنسبة لعقود المناولة تم التعاون في هذا الخصوص، وشراء أشرطة المعلومات بشكل جماعي، وكذلك التأمين المشترك والعديد من الأمور التي تجمع الشركات العربية لزيادة العائد والفائدة في ما بينها.

* شركات الطيران الخليجية وغيرها متضايقة من عدم إعطائها رحلات أكثر الى المدن السعودية؟

ـ هذا ليس نظاما ابتدعته رئاسة الطيران المدني أو الخطوط السعودية، العرف الدولي يقول بان عدد الرحلات يقسم بين أي بلدين وناقليهما الوطنيين، فإذا كانت الحركة بين بلدين (أ) و(ب) تقسم الحركة وزيادتها ان كانت هناك حاجة في السوق بواقع 50 في المائة لكل منهما، أما ان تستأثر (ب) بنصيب أكثر فهذا معناه ان هناك محطة (ج) يراد تسريب المسافرين إليها، وهو ما ترفضه الدول وكل شركات الطيران وخسارة لاقتصاد الوطني للبلد (أ)، ومع ذلك توجد مرونة فكلما تزداد الحركة بين البلدين تم تقسيمها، وأعداد المسافرين مثلا في أي مكان في العالم نجدها كافية وزائدة 40 في المائة والزيادة عن السعة المطلوبة ستنشأ عنها خسائر للشركات وحرب أسعار وتدن في الخدمة كي تواكب الخدمة والإيراد، والعقلية التجارية ونظرتها مهمة في هذا الخصوص.

* ما مدى نجاح الخدمة الذهبية التي قدمتموها الى مسافري لندن وبيروت وغيرهما في جذب المسافرين إليكم؟

ـ رضا المسافرين جيد، وارتفعت نسبة الاقبال الى 65 في المائة مقابل الفترة الماضية من العام الماضي، وهذه خطوة أولى سنعمل على تطويرها.