مؤشر «فاينانشال تايمز» يهوي لأدنى مستوياته في 6 سنوات والذهب يرتفع لأعلى مستوى في 9 أسابيع

TT

منيت مؤشرات الاسهم العالمية الرئيسية بخسائر كبيرة وتواصل تدهورها خلال تعاملات امس استمراراً لحالة القلق والمخاوف وترقب اخبار الحرب ضد العراق، اضافة الى تراجع ارباح الشركات وازدياد التشاؤم بشأن النمو الاقتصادي العالمي. وهوى مؤشر فاينانشال تايمز القياسي للأسهم البريطانية الى ادنى مستوياته في ستة اعوام امس بعد ان بددت المخاوف المتفاقمة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع ارباح الشركات البريطانية نحو 24 مليار جنيه استرليني، ما يعادل (37 مليار دولار) من المؤشر.

وبحلول الساعة 09.46 بتوقيت غرينتش انخفض المؤشر المؤلف من اسهم 100 شركة بريطانية كبرى 2.5 في المائة او 92.8 نقطة الى 3646.6 نقطة بعد ان نزل في وقت سابق الى 3625 نقطة مسجلا ادنى مستوى منذ يوليو (تموز) 1996 عندما بلغ المؤشر 3612.6 نقطة.

وقال احد المتعاملين البريطانيين «الانباء السيئة تتوالى يوما تلو الآخر. ولا بادرة في الافق على اي انباء سارة». واشار الى المخاوف بشأن الشرق الاوسط والاقتصاد الاميركي والقلق المتزايد بشأن متانة القطاع المصرفي.

وكانت اسهم البنوك وراء نحو 40 نقطة من خسائر المؤشر بينما بددت اسهم الاتصالات 14 نقطة اخرى. وفقد سهم مجموعة بي.تي 6.24 في المائة بعد ان خفضت مؤسسة «سي.اس.اف. بي» تصنيفها لأسهم الشركة.

وفي بورصة طوكيو للأوراق المالية اغلق مؤشر نيكاي القياسي منخفضا نحو اثنين في المائة امس مع تأثر معنويات السوق بالضربة المزدوجة لهبوط اسهم التكنولوجيا الامريكية وعدم اتخاذ اجراءات حكومية لدعم احدث تحرك لبنك اليابان المركزي من اجل تعزيز السوق.

وهبط مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما 1.68 في المائة او 159.44 نقطة ليغلق على 9321.64 نقطة بعد ان فقد اكثر من ثلاثة في المائة خلال اليوم. وقد ارتفع مؤشر نيكاي نحو 600 نقطة بعد اعلان المفاجئ لبنك اليابان المركزي الاسبوع الماضي عن عزمه شراء اسهم من البنوك مباشرة.

وانخفض مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.16 في المائة او 10.74 نقطة لينهي يومه على 916.04 نقطة.

وتعرضت اسهم طوكيو اليكترون ليمتد لانتاج معدات تصنيع الرقائق الالكترونية وغيرها من اسهم شركات الاتصالات والتكنولوجيا لضغوط عنيفة بعد هبوط مؤشر ناسداك الاميركي ثلاثة في المائة ليغلق اول من امس دون مستوى 1200 نقطة لاول مرة منذ ستة اعوام.

كما تأثرت اسهم بنك ميزوهو هولدنجز وبنوك اخرى بالمخاوف بشأن التأثير السلبي لهبوط اسعار الاسهم والسندات على ميزانياتها العمومية. وفقد سهم ميزوهو اكبر بنك في العالم من حيث الاصول 2،4 في المائة ووصل الى 251 الف ين.

وكان المستفيد الاكبر من اضطراب الاسواق المالية المعدن الاصفر حيث قفز سعر الى أعلى مستوى منذ تسعة اسابيع امس مع هبوط أسواق الاسهم الاوروبية لادنى مستوياتها منذ خمسة أعوام ونصف العام وسط احتمالات بأن تشن الولايات المتحدة هجوما على العراق.

وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 325 دولارا للاوقية (الاونصة) في جلسة التعامل الاوروبية ليسجل بذلك أعلى مستوى منذ 22 يوليو (تموز) الماضي بارتفاع ما يقرب من ثلاثة دولارات عن سعر الاغلاق في نيويورك اول من أمس.

وقال متعاملون ان الاموال تدفقت من الصناديق الاستثمارية على الذهب بحثا عن ملاذ آمن من الهبوط الحاد الذي تشهده أسواق الاسهم والمخاوف من نشوب حرب مع العراق.

وعلى صعيد العملات العالمية الرئيسية استرد الين الياباني بعضا من خسائره مقابل الدولار الاميركي واليورو الاوروبي أمس بعد الهبوط الذي مني به في الايام الاخيرة في حين استقرت العملة الامريكية قبل اجتماع لجنة السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) في وقت لاحق امس.

وأدت التوترات في ما يتعلق بالعراق وتردد المتعاملين قبل صدور القرار الخاص بالفائدة الاميركية الساعة 18.15 بتوقيت غرينتش الى انحصار العملات الرئيسية في نطاقات محدودة رغم ان الاغلبية لا تتوقع تعديل أسعار الفائدة.

وقال متعاملون ان الدولار يواجه مقاومة تتمثل في اقبال على البيع عند مستوى124.40 /124.50 ين وهو متوسط تحركات العملة في 20 شهرا.

وانخفض اليورو الاوروبي الى 120.75 ين بالمقارنة مع أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات والذي سجله اول من أمس عندما تجاوز 122 ينا.

من ناحية أخرى بلغ سعر العملة الموحدة 0.9774 دولار دون تغيير يذكر عنها في أواخر المعاملات الاميركية أمس.

وقال محللون ومتعاملون ان من المتوقع ان يكون الحذر سمة جلسة التعاملات الاوروبية، اذ تترقب الاسواق قرار لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن أسعار الفائدة في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في الشرق الاوسط.

وقد ارتفعت أسعار النفط اليوم الى أعلى مستوى منذ 19 شهرا في ضوء التهديد المتزايد بعمل عسكري امريكي ضد العراق.

وكان الين قد استرد بعض خسائره في طوكيو أمس بفضل عمليات بيع للدولار واليورو بهدف جني ارباح ليتغلب بذلك على اجواء التشاؤم بشأن الاقتصاد الياباني التي دفعت الين امس للهبوط الى ادنى مستوياته امام الدولار في ثلاثة اشهر.

وهيمنت عمليات جني الارباح على معاملات طوكيو وتسارعت عندما نفى المسؤول المالي الكبير هاروهيكو كورودا شائعات في السوق ذكرت ان السلطات اليابانية تشجع المستثمرين على شراء سندات اجنبية للمساعدة في اضعاف الين.

وقال كورودا امس «مستحيل ان تقدم الحكومة مثل هذه التوصية المحددة في اقتصاد يخضع لقوى السوق». وقد تضرر الين بشدة بينما كانت اليابان في عطلة اول من امس، مما يعكس الافتقار الى اجراءات ملموسة من رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي لمعالجة مشكلة الديون المعدومة التي تثقل كاهل البنوك اليابانية بعد ان فاجأ البنك المركزي الياباني الاسواق المالية بخطة غير تقليدية لشراء الاسهم من البنوك مباشرة.

وانخفضت الاسهم الاميركية في بداية التعاملات امس استمرارا للخسائر الكبيرة التي منيت بها اول من أمس.

وتراجع مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم قطاع التكنولوجيا 12 نقطة بنسبة 1.02 في المائة الى 1172 نقطة بعد ان أغلق اول من امس دون مستوى 1200 نقطة للمرة الاولى منذ سبتمبر ايلول عام .1996 وهبط مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 115 نقطة بنسبة 1.47 في المائة الى 7756 نقطة.

وانخفض مؤشر ستاندرد اند بورز/500 الاشمل تسع نقاط بنسبة 1.19 في المائة الى 823 نقطة.