تقرير: القيمة السوقية للاتصالات السعودية أعلى من المتوسط والشركات العالمية غير مهتمة بالاستثمار في الأسواق العربية حاليا

TT

قال تقرير حول تخصيص قطاع الاتصالات السعودي الذي تم الاعلان عنه بداية الشهر الحالي ان القيمة السوقية لشركة الاتصالات السعودية هي اعلى من المتوسط مقارنة بمثيلاتها من الشركات في منطقة الخليج فيما اشار تقرير آخر الى ان المشاكل التي تعاني منها كبرى شركات الاتصالات العالمية لا تشجعها في الوقت الراهن على الاستثمار في الاسواق العربية الجذابة ما يمنح الفرصة للاعبين الاقليميين لسد هذا الفراغ.

فقد ذكر تقرير بعنوان «العربية السعودية تضع الخطوط الاولى لتخصيص وتحرير قطاعاتها الاقتصادية» الذي صدر في 22 سبتمبر (ايلول) الجاري عن مجموعة الاستشاريين العرب في عمان ان القيمة السوقية لشركة الاتصالات السعودية ستصل وفق خطط الحكومة الى 3.99 مليار دولار (15 مليار ريال) اي ان مضاعف سعر السهم يبلغ 14.4 دولار وهو سعر اعلى بالمقارنة مع العوائد المضمونة للرأسمال المدفوع. وتخطط الحكومة السعودية لزيادة رأسمال الاتصالات السعودية من 12 مليار ريال الى 15 مليار ريال.

وسيتم تقسيم الرأسمال الجديد الى 300 مليون سهم بقيمة اسمية للسهم تبلغ 50 ريالا (13.5 دولار).

وتأمل الحكومة بيع الاسهم بقيمة 54.2 دولار والحصول على تدفقات نقدية تصل الى 4.06 مليار دولار من بيع 30% من الحصة المباعة. وقال المحلل الاقتصادي شاهين شاهين في سياق التقرير :«رغم التقييم الاعلى من المتوسط لا تزال الاتصالات السعودية تتجه نحو تحقيق نجاح مهم خاصة ان قطاعي الهاتف الجوال والثابت في المملكة لم يحقق بعد امكانياتهما المنظورة ولا يزال امام الشركة متسع من الوقت لتلبية الطلب المحدود على هذين القطاعين». واضاف شاهين في التقرير الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» امس ان عدد الخطوط الهاتفية الثابتة وصل بنهاية 2001 الى 3.2 مليون خط بينما بلغ عدد المشتركين في خدمة الجوال 2.5 مليون اي بنسبة اختراق تبلغ 15% و12% على التوالي. واشار شاهين الى ان ادخال خدمة البطاقات المدفوعة سلفا في ابريل (نيسان) الماضي ساهمت في ازدهار قطاع الهاتف الجوال كما ان ذلك سيساعد على تعزيز عائدات الاتصالات السعودية من هذه السوق المتنامية بسرعة. ولفت الى ان لشركة الاتصالات السعودية متسعا من الوقت لترتيب اوضاعها الداخلية وتعديل التقييم المرتفع لقيمتها السوقية خاصة للحكومة لتقليص حجم مشاركتها في عوائد الشركة وبقاء الشركة اكثر من ست سنوات محتكرة لبعض القطاعات الرئيسية.

وقد اعلنت الحكومة عن خططها لفتح باب المنافسة لقطاع الهاتف الجوال في الربع الاخير من 2004 فيما سيتم فتح المنافسة في قطاع الهاتف الثابت في .2008 ومن ناحية أخرى اشار تقرير صادر عن المجموعة نفسها مؤخرا ان طبيعة قطاع الاتصالات في العالم في الوقت الراهن تحتم على كبار اللاعبين الدوليين التركيز على المديين القريب والمتوسط لتعزيز اوضاعهم المالية من خلال تقليص الديون وبيع الاصول غير الاساسية وتقليص الانفاق الرأسمالي والاحتفاظ بزبائنهم الحاليين.

ووفقا لجواد عباسي رئيس المجموعة وواضع تقرير بعنوان «حالة لاعبي الاتصالات العالميين وتأثير ذلك على برامج التخصيص وتحرير القطاع في العالم العربي»، سيكون لهذا الوضع تأثير واضح على برامج تحرير قطاعات الاتصالات في العالم العربي رغم ان ذلك يسمح للاعبين الاقليميين للدخول وملأ فراغ اللاعبين العالميين.

وقال عباسي «ستتاح لهؤلاء اللاعبين الاقليميين الفرصة للاستحواذ على الفرص القائمة في العديد من الاسواق العربية التي لا تزال في معظمها غير متطورة ومربحة وذات نمو جيد.

وتشمل قائمة اللاعبين الاقليميين «اتصالات» الاماراتية و«كيوتل» القطرية و«باتلكو» البحرينية ومشغلي الجوال في الكويت.

واشار عباسي الى ان جميع هذه الشركات رابحة في اسواقها المحلية وقادرة على النمو اقليميا.

ورأى التقرير ان الحكومات العربية المتطلعة لاستقطاب الاستثمارات لقطاعات الاتصالات فيها من خلال مزادات التراخيص او من خلال اساليب اخرى لن تشهد اقبالا من المنافسين العام الحالي ما يؤدي في نهاية المطاف الى تقليص رسوم التراخيص.

وقال عباسي ان الحالة الصعبة التي تمر بها شركات الاتصالات في العالم لها فوائد غير متوقعة على اسواق الاتصالات في العالم العربي، فالشركات العالمية تعاني من طلب متواصل الانخفاض على البنية التحتية من قبل زبائنها في العالم مما يجعل هذه الشركات اكثر اتجاها لتخفيض الاسعار في الاسواق الجديدة بالعالم العربي من اجل زيادة العائدات.