السعودية تقترب من إصدار رخص طياريها محليا

مدير الخطوط «السعودية»: الأجانب أشادوا بنجاحات طيارينا قبل غيرهم وهناك أسس دقيقة لاختيارهم

TT

تستعد السعودية في الفترة المقبلة الى اصدار رخص طياريها محليا بعد اكتمال الاستعدادات الفنية والتنظيمية لذلك.

وتنهي هذه الخطوة في حال تطبيقها، جزءا مهما من ارتباط طياري الخطوط السعودية، بمنظمة الطيران الفيدرالي الأميركية، في ما يتعلق بشأن الرخص واصدارها، ومن الطبيعي ان تسند هذه المهمة المستقبلية الى رئاسة الطيران المدني السعودية.

وتستند شركات الطيران العربية وغيرها في اصدارها رخص الطيارين من جهات محلية الى انظمة دولية، سواء الأوروبية أو الأميركية.

وعملت السعودية اخيرا على التهيئة لمثل هذه الخطوة من خلال اقرار عدة خطوات كان آخرها وضع حجر الاساس لأكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران في جدة قبل شهرين، والتي يتوقع انجازها خلال 15 شهراً.

وفي موضوع ذي صلة، تحدث لـ «الشرق الأوسط» الدكتور خالد بكر مدير عام الخطوط السعودية عن الأسس الدقيقة التي يرتبط بها الطيارون السعوديون الى ان يصبحوا قادرين على احتلال مواقعهم خلف مقود الطائرة. ودلل على كلامه بوجود كفاءات سعودية من الطيارين ومساعديهم مع المهندسين الجويين، وحصولهم على اشادة من الخبراء الاجانب قبل نظرائهم العرب.

واشار مدير عام «السعودية» الى اهمية قيام المؤسسة بوضع حجر الاساس لأكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران في يونيو (حزيران) الماضي، كونها تلبي المتطلبات والاحتياجات المستقبلية للخطوط السعودية في مجال تدريب اطقم القيادة والملاحين الجويين وضباط العمليات الجوية، الى جانب وجود مرافق التدريب الحالية مثل تدريب الطيران الاساسي والمتقدم وخدمات العمليات الجوية وتدريب السلامة لملاحي الكابينة وملاحي الطائرة وغرفة القيادة.

وقال ان المركز سيسهم في الاستغناء الى حد كبير عن تدريب الطيارين في الخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات التدريب على الطيران داخل البلاد، اذ يحتوي المركز على مبنى للتدريب على سلامة الطيران بخمسة مجسمات لأنواع الطائرات وتجهيزات الاخلاء للطوارئ.

إلى ذلك، قال الكابتن طلال العقيل مساعد المدير العام للعمليات الجوية الذي جال بـ «الشرق الأوسط» على مقر تدريب الطيارين في جدة، ان ادارة تدريب العمليات الجوية شهدت عدة انجازات في السنوات الماضية، منها المساهمة في الحصول على شهادة الايزو العالمية 9001 ـ 2000، والاداء المتميز المستمر بمعدل 98.78 في المائة للأجهزة التشبيهية، بالاضافة الى تأسيس وحدة جديدة لتدريب عنصر العامل البشري في الطيران والمسماة تنمية قدرات الملاحين لتنفيذ دورة ادارة طاقم الطائرة لملاحي غرفة القيادة ومقصورة الركاب وللمرحليين الجويين، وهذه الدورة معتمدة من قبل منظمة الطيران الفيدرالي الاميركي «إف ايه ايه».

وأشار الكابتن العقيل الى طول عدد ساعات التدريب الأرضي وعلى الاجهزة التشبيهية في مقر تدريب الطيارين، حيث بلغ عدد ساعات التدريب الأرضي خلال عام 2001 نحو 21 ألف ساعة، بالاضافة الى 8.8 الف ساعة تدريب على الجهاز التشبيهي، ومن المقرر ان يرتفع عدد ساعات التدريب الارضي والآخر على الجهاز التشبيهي الى أكثر من 29 ألف ساعة مع اضافة الاجهزة التشبيهية في ابريل (نيسان) 2003 في اكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران.

ويعود انشاء مركز التدريب الجوي الى عام 1979 لإعداد وتأهيل طواقم الملاحة الجوية، وذلك لسد احتياجات العمليات الجوية من الأيدي العاملة الوطنية المدربة، سعيا وراء تحقيق هدف المؤسسة في الوفاء بمتطلبات النقل الجوي على الصعيدين الداخلي والدولي. ويرتفع بشكل ملحوظ اعداد السعوديين العاملين في قطاع الملاحة الجوية، ويعمل في الخطوط السعودية اليوم نحو 1481 ملاحا داخل قمرة القيادة من طيارين ومساعديهم ومهندسين جويين، وذلك وفقا لاحصائية حديثة حتى منتصف العام الجاري، وتصل نسبة السعوديين بينهم الى 86.4 في المائة، ومن المقرر ان تتم سعودة الجزء المتبقي في خطة تستمر خمسة اعوام.

* الأجهزة التشبيهية

* ذكر مساعد المدير العام للعمليات الجوية الكابتن طلال العقيل، انه يوجد حاليا في تدريب «السعودية» أربعة اجهزة تشبيهية لطائرات: بوينج 737، وآخر 747 ـ 300، وايرباص، وترايستار. مشيرا الى ان اكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران ستوفر اربعة اجهزة اخرى، تخص طائرات: ام دي 90، وبوينج 777، وبوينج 747 ـ 400، وآخر لطائرة ام دي 11.

وتم تزويد الاكاديمية الجديدة بأجهزة مساندة اخرى مثل تلك المخصصة للتدريب على اجهزة السلامة، ومقصورة الاخلاء (الطوارئ). والأخيرة تتألف من جسمي طائرة طراز بوينج 777 وآخر طراز 747 موضوعين فوق بعضهما، وذلك لتدريب الملاحين على طرق الاخلاء في حالات هبوط الطائرة في مسطحات مائية أو برية.

وحول مستوى تدريب السعوديين، قال العقيل انه يتحتم على جميع ملاحي غرفة القيادة ومقصورة الركاب وموظفي خدمات العمليات الجوية والذين يتلقون التدريب اللازم في علوم الطيران استيفاء معايير ومقاييس معينة وفقا لمتطلبات «السعودية» ورئاسة الطيران المدني ومنظمة الطيران الفيدرالية الأميركية، وذلك من خلال المرور ببرنامج تدريبي مكثف مصنف الى مراحل: التدريب الأولي، الانتقالي، التنشيطي، الفوارق، اعادة التأهيل والتدريب على المسارات والمناطق الخاصة والمطارات، وتدريب المدربين الجويين.

* أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران

* يتكون مشروع اكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران الذي وضع حجر الاساس له قبل نحو شهرين، من مبنيين، احدهما لتدريب الطيارين والآخر للتدريب على سلامة الطيران، ويتوزع ذلك كله على مساحة اجمالية تصل الى 29.6 الف متر مربع، منها 13.8 الف متر لمبنى تدريب الطيارين، ويتألف هذا المبنى من ست صالات للأجهزة التشبيهية بارتفاع ثلاثة ادوار على مساحة 4081 مترا. وغرف كومبيوتر للأجهزة التشبيهية وغرف اجتماعات الطيارين ومكاتب إدارية على مساحة 2.2 ألف متر مربع، ومثلها تقريباً لغرف الأجهزة التدريبية الثابتة وأجهزة التدريب على الكومبيوتر وفصول ومكاتب للمدربين في الدور الأول من المبنى.

أما المبنى الثاني المخصص لتدريب سلامة الطيران، ففيه أجهزة وصالة الجهاز التشبيهي والمسبح بارتفاع ثلاثة أدوار للتدريب على إخلاء الطائرة في حالات الطوارئ البرية والبحرية وفصول وقاعات تدريب.

* جهاز التدريب «لِنك»

* هو جهاز للتدريب على الطيران، تم تطويره خلال الحرب العالمية الثانية، ولا يتسع لتدريب أكثر من طيار في آن واحد، ولوحة التدريب الخاصة بالمدرب توجد خارج الجهاز التشبيهي، وبواسطة لوحة التحكم التي يتم تشغيلها من قبل المتدرب للتحليق التشبيهي بالجهاز، ويقوم هذا الجهاز بالتدريب على المشاكل الأولية الخاصة بالملاحة والتعامل مع الطائرة. ثم أدخلت تحسينات بمرور السنين حتى اتاحت أخيرا التطورات التي حدثت في مجال الكومبيوتر بلوغ تقنية الطيران التشبيهي مستواها الحالي.

=