«المملكة القابضة» السعودية تحصل على عقد حصري لتسويق ماشية السودان في الشرق الأوسط

توقعات ببلوغ المبيعات 300 مليون دولار وبناء فندق «موفنبيك» في الخرطوم بقيمة 30 مليون دولار

TT

دخل الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، السوق السودانية بقوة، من خلال حصول إحدى شركاته على عقد حصري لتسويق الماشية السودانية تصل مبيعاتها السنوية الى 300 مليون دولار، وبناء فندق بقيمة 30 مليون دولار. وبرر الأمير الوليد بن طلال أمس في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، دخوله السوق السودانية هذه الأيام الى بوادر شطب السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب في غضون اشهر، وهذا بحد ذاته (حسب قول الأمير الوليد) عنصر جاذب للاستثمارات مستقبلا.

وكان الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة قد وضع الأحد الماضي، خلال ساعات قضاها في الخرطوم قبل يومين، ثقله على عتبة استثمار حيوي، يتعلق بالثروة الحيوانية السودانية، من خلال حصول الشركة الخليجية للمواشي التي يملكها بالكامل، على وكالة حصرية لاستيراد المواشي السودانية (أغنام، وأبقار، وإبل) واللحوم المبردة، في دول الشرق الأوسط، ومصر، ودول المغرب العربي، يتوقع أن تصل مبيعاتها السنوية إلى 300 مليون دولار. وذكر الأمير الوليد، ان هذا العقد يمثل خطوة مهمة في استثماراته الأفريقية، حيث ان الثروة الحيوانية السودانية تساهم في الناتج القومي بنسبة 25 في المائة، وحصول الشركة الخليجية للمواشي على عقد حصري لاستغلال الماشية السودانية، يعد إنجازا مهما.

وأشار الأمير الوليد الذي كان يتحدث من مكتبه في الرياض، الى ان نصيب السوق السعودية من تلك الاتفاقية يشمل الربع تقريبا، فيما تتوزع النسبة الباقية على دول: مصر، لبنان، سورية، الأردن، دول الخليج العربي، شمال أفريقيا. ولا يرى رئيس مجلس إدارة شركة المملكة، تخوفا من موضوع حظر استيراد المواشي الذي يقع على بعض الدول، بسبب انتشار الأمراض، وذلك عطفا على التطور الذي تشهده السودان للعناية بثروتها الحيوانية والعناية بها من الناحية الصحية. وتطرق الى موضوع خبرة المملكة القابضة في الاستثمار الحيواني ونجاحاتها، مع الاعتماد على الكفاءات البشرية والخبرات المتراكمة لإنجاح الاستمرار في هذا التخصص.

وحول إمكانية القيام بمشاريع زراعية تماثل مشروع توشكى المصري، قال الأمير الوليد: فيما يخص توشكى أولا، نرى اليوم بوادر نجاح المشروع، ودلائله المبدئية للنهوض ملموسة، وحيث نقطف ثمرة ذلك، سنخوض نفس التجربة في السودان، مشيرا الى ان المقومات الزراعية بين البلدين واحدة.

وأفاد بانه أهدى الشعب السوداني محطة لتنقية مياه النيل، تقدر تكاليفها بعدة ملايين من الدولارات، معتبرا أنها هدية للشعب السوداني ومشاركة منه للاخوة السودانيين، مثلها مثل أية هدية قدمها الى دولة، وليس لها علاقة بمكافأة الحكومة السودانية على منحه العقد الحصري لاستثمار الثروة الحيوانية.

وكان الأمير الوليد بن طلال قد وصل الى الخرطوم الأحد الماضي، في زيارة استمرت عدة ساعات، تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من رئيس جمهورية السودان الفريق عمر حسن أحمد البشير. وتوجه الى موقع مشروع الفندق الذي يخطط لإنشائه في العاصمة السودانية واستمع من المسؤولين السودانيين لشرح عن الموقع، وما يوفره من مزايا، كما ناقش المتطلبات اللازمة للبدء بالإنشاءات. ومن المفترض أن يصنف الفندق الجديد عند افتتاحه بفندق خمسة نجوم يقدم خدمات راقية ومميزة لزوار العاصمة السودانية الخرطوم، وتقدر تكلفة المشروع بمبلغ 30 مليون دولار أميركي.

وقالت شركة المملكة القابضة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، ان اتفاقية استغلال الثروة الحيوانية السودانية، وقعها الأمير الوليد بن طلال عن الشركة الخليجية للمواشي، وكل من وزير التجارة الخارجية عبد الحميد موسى كاشا والدكتور زياد جاي وزير الثروة الحيوانية عن الحكومة السودانية.

وناقش الجانبان خلال اجتماعات متعددة الاتفاقية المشتركة في مجال الثروة الحيوانية واستيراد المواشي. وشرح الجانب السوداني الإجراءات التي تتخذها الوزارة من أجل المحافظة على الثروة الحيوانية بالسودان والتي تعتبر احدى أهم ركائز الاقتصاد السوداني حيث زادت صادرات السودان على مليون رأس من الماشية خلال العام الماضي.

وأكد وزير الثروة الحيوانية على أهمية التعامل مع متطلبات الأسواق العالمية ومطابقة الماشية للمواصفات العالمية والسعودية، وتنظيم هذه العملية من خلال شركة العمالة التجارية والكيماوية التي تمتلك الحق الحصري لتصدير الماشية. واستقبل الرئيس السوداني الفريق عمر حسن احمد البشير الأمير الوليد بن طلال والوفد المرافق حيث بحث تجربة السودان في مجال النفط واستخراجه. كما بحث الأمير الوليد والفريق البشير الاستثمارات الخاصة به في السودان والتي تهدف إلى دعم القطاعات الحيوية من الاقتصاد السوداني.