شركاء «فيات» في مصر والمغرب ينفون نية الشركة الإيطالية تصفية نشاطاتها في البلدين

TT

نفت مصادر مسؤولة في شركة «فيات ـ اوتو ـ ايجيبت» المصرية امس اي علم بنية شركة «فيات» الام في ايطاليا اقفال او بيع حصتها البالغة 51 في المائة في الشركة المصرية المنتجة للسيارات، في حين اكدت مصادر بشركة «فيات ـ اوتو ـ ماروك» بالمغرب عدم صحة الشائعات التي تدوالت امس حول عزم شركة «فيات» الايطالية اغلاق او بيع انشطتها في المغرب. وكانت مجلة «ال موندو» الاسبوعية الايطالية قد قالت امس ان شركة فيات الايطالية لصناعة السيارات التي تكافح لانتشال نفسها من الخسارة وانخفاض المبيعات تعتزم خفض حجم عملياتها الدولية بشكل كبير.

وقالت مجلة «ال موندو» الاسبوعية انه بعد ان كانت الشركة تعتبر التوسع عالميا من أولوياتها في العقود الاخيرة فانها تعتزم الان بيع انشطتها أو اغلاقها في المغرب ومصر وجنوب افريقيا وتايلاند وباكستان، مشيرة الى خطة وضعتها ادارة الشركة.

وأضافت المجلة ان فيات ستخفض الانتاج ايضا الى أدنى حد ممكن في الارجنتين وتجمد استثماراتها في روسيا في الوقت الراهن مقابل سعيها لتعزيز وجودها في الصين والهند وتركيا بالاضافة الى البرازيل التي تمثل سوقها الثانية.

واكد د. عبد المنعم سعودي ممثل مجموعة «سعودي»، الشريك المصري في «فيات ـ اوتو ـ ايجيبت» بنسبة 49 في المائة، ان الشركة لم تتلق اي انباء عن اعتزام شركة فيات بيع انشطتها او اغلاقها في السوق المصري. وقال سعودي ان الشركة تقوم حالياً بتوسعات جديدة في مصر ولديها خطط لزيادة نشاطها، موضحاً ان الشركة ستطرح في 10 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي سيارة جديدة باسم «فيات بترا» 1600س س، مؤكداً ان خطط التوسع هذه تتنافى مع اي قرار بالتصفية. ولمح الشريك المصري في «فيات ـ اوتو ـ ايجيبت» الى ان اي قرار بتصفية نشاطات الشركة الايطالية في الخارج يتعلق بنشاطاتها في المغرب «حيث تواجه الشركة ضغوطاً من الحكومة المغربية». وكانت «فيات ـ اوتو ـ ايجيبت» قد بدأت العمل في مصر منذ 3 سنوات وتبلغ استثماراتها 50 مليون جنيه مصري وتنتج 5 آلاف سيارة سنوياً يتم تجميعها في مصانع سيارات «نيسان» التابعة ايضاً لمجموعة «سعودي»، كما تتعاون مع شركة النصر للسيارات في تجميع السيارات والاوتوبيسات.

وعلق صلاح الحضري رئيس شعبة صناعة السيارات المصرية بالقول انه اذا قررت شركة فيات الايطالية بيع نشاطاتها في مصر فان مجموعة «سعودي» ستتقدم لشراء حصتها، وذلك لأن الشركة حققت خلال السنوات الماضية مبيعات كبيرة في السوق المصري. من جهتها، نفت مصادر بشركة «فيات ـ اوتو ـ ماروك» بالمغرب الشائعات التي تدوالت امس حول عزم شركة «فيات» الايطالية اغلاق او بيع انشطتها في المغرب.

وأكدت نفس المصادر لـ«الشرق الأوسط» ان فرع الشركة بالمغرب لم يتسلم حتى الآن اي اشعار يخص تقليص او تجميد انشطتها، حيث يعتبر فرع الشركة بالمغرب من اهم الفروع الدولية ويغطي حوالي 30 في المائة من سوق السيارات المحلي. وقد ارتفع رقم معاملات «فيات ـ اوتو ـ ماروك» بحوالي 12 في المائة خلال عام 2001 ببيع 12 الف سيارة لتحتل بذلك 37 في المائة من حصة سوق السيارات بالمغرب.

واستغربت المصادر انباء التصفية، اذ تجري الشركة حالياً مفاوضات حول تجديد العقد الذي كانت قد ابرمته مع الحكومة المغربية عام 1996 وتحاول فيه الشركة اقناع الاطراف الحكومية بتخفيض الضريبة على القيمة المضافة المرتفعة التى تدفعها شركة «فيات ـ اوتو ـ ماروك».

وقد استثمرت شركة «فيات» الايطالية عند دخولها الى سوق السيارات بالمغرب حوالي 107.83 مليون يورو (مليار درهم) وخلقت حوالي 5500 فرصة عمل وحوالي 19وكيلا للشركة، في الوقت الذي تلقى فيه سيارات «فيات» بالمغرب نجاحا كبيرا وحطمت ارقاما قياسية في المبيعات لتماشي الاسعار مع الدخل المحدود للموظف المغربي بعد اطلاق موديلات «بونتو» و«سيينا». وتمثل شركة «فيات ـ اوتو ـ ماروك» منافسا هاما بالنسبة لعدد من شركات السيارات بالمغرب خصوصا لـ«بيجو ـ سيتروان» و«رينو» وتحالفت مع عدد من شركات القرض والمصارف بالمغرب لتسهيل ومنح قروض تفضيلية لتشجيع المستهلك المغربي لشراء الموديلات التي تقدمها.