هزة عنيفة تتربص بالاقتصاد العالمي إذا سارت الحرب خلافا لما هو مخطط لها

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: قال خبراء ان الاقتصاد العالمي سيتعرض لهزة عنيفة في حال قاد الرئيس الاميركي جورج بوش العالم الى حرب ضد العراق لم تجر طبقا لما هو مخطط لها.

ويتوقع معظم المحللين ان يجري تدخل عسكري سريع لا يستمر اكثر من بضعة اشهر وان تقتصر منطقة المعارك على العراق وتنتهي الحرب بانتصار اميركي.

وقال عدد كبير من الاقتصاديين ان حملة كهذه ستكون انعكاساتها محدودة على اسعار النفط التي بدأت بالارتفاع مستبقة عملية عسكرية ضد العراق.

ولكن في اسوأ سيناريو مطروح، يمكن ان تطول الضربات العسكرية الاميركية ضد العراق وتصبح الخسائر كبيرة ويتجاوز النزاع حدود العراق ليهدد الشرق الاوسط برمته.

وقال كبير الاقتصاديين في وكالة «موديز اينفسترز» جون لونسكي ان الاقتصاد الاميركي الذي اصبح على طريق انتعاش ما زال متأرجحا، يمكن ان يعود الى الركود مجددا في حال حدوث هذا السيناريو الكارثة.

وقال لونسكي ان «تضافرا بين ارتفاع كبير في اسعار الطاقة مع اتساع الاضطراب ليشمل كل الشرق الاوسط ووقوع خسائر اكبر مما هو متوقع، يمكن ان يسهم في زعزعة ثقة المستهلكين واوساط المال بطريقة تؤدي إلى هذه النكسة التي نخشاها».

وتابع ان «تباطؤ الاقتصاد الاميركي بشكل كبير سيكون له نتائج على بقية العالم»، موضحا ان سيناريو من هذا النوع يمكن ان يخفض نقطة واحدة نسبة النمو العالمي الذي يتوقع ان يبلغ حوالي 4% في .2003 وقال الاقتصادي في «بنك مونتريال» سال غوانييري انه اذا كانت الحرب ضد العراق قصيرة، فان اسعار النفط ستتراجع من جديد ووتيرة النمو في الولايات المتحدة لن تنخفض اكثر من بضعة اعشار النقطة في .2003 واضاف ان «الخطر الكبير يكمن في حدوث تصعيد عسكري في العراق والشرق الاوسط وحرب طويلة وهذا ما سيدفع باسعار النفط الى مستويات اعلى بكثير من تقديراتنا الحالية».

واكد غوانييري ان احتمالا كهذا يمكن ان يخفض النمو نصف نقطة وربما نقطة واحدة حتى اذا لم يدفع بالاقتصاد الاميركي الى الركود.

واوضح ان «اسعار النفط يجب ان تتضاعف بل ان تزيد ثلاثة اضعاف ويبلغ سعر البرميل ستين او تسعين دولارا لتتمكن من دفع الاقتصاد الاميركي باتجاه ركود اذا كان ينمو بنسبة 3%».

وتابع ان تباطؤا في الاقتصاد الاميركي سيكون له اثر ينعكس بالتدريج على العالم.

من جهته، رأى كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي مايكل موسى ان حربا في العراق سترفع اسعار النفط الى اكثر من اربعين دولارا للبرميل وستدفع بالولايات المتحدة الى الركود وتؤدي الى تباطؤ النمو العالمي.

واكد في تقرير نشره معهد الاقتصاد الدولي الذي يشغل منصبا فيه ان اسعار النفط ستتراجع فور انتهاء الحرب الى عشرين دولارا.

واضاف موسى انه «اذا جرت العمليات العسكرية بسرعة نسبيا وبنجاح فان اثارها على السوق العالمي للنفط ستكون متواضعة نسبيا واقل اهمية على الارجح مما حدث في 1990 ـ 1991» خلال حرب الخليج.

واوضح موسى انه اخذ في الاعتبار مخاطر حرب في العراق بخفض توقعاته للنمو العالمي للعام 2003 ربع نقطة الى 50،4%، مقابل 75،3% متوقعة هذا العام.