الحريري يفتتح مؤتمر بيت التمويل الخليجي بالدعوة إلى الاستثمار في البلدان العربية

TT

افتتح امس رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري المؤتمر الاستثماري الذي دعا اليه بيت التمويل الخليجي (مقره البحرين) وتنظمه في فندق «فينيسيا انتركونتيننتال بيروت» مجموعة الاقتصاد والاعمال، بحضور اكثر من 250 شخصا يمثلون مساهمي بيت التمويل ومجموعة من المستثمرين الرئيسيين الذين دخلوا في المشاريع الاستثمارية المختلفة التي قادها خلال السنوات الثلاث الماضية.

استهل الجلسة الافتتاحية مدير عام مجموعة الاقتصاد والاعمال رؤوف ابو زكي فقال: «قبل بضعة اشهر قام وفد من بيت التمويل الخليجي بزيارة لبنان. وزرنا كبار المسؤولين وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء. وكانت الزيارة آنذاك لاستكشاف فرص ومناخ الاستثمار في لبنان والاطلاع على المنجزات الاعمارية القياسية لا سيما في وسط بيروت. بعد ذلك تتالت الزيارات وتوجت اليوم بهذه الاجتماعات المباركة التي تضم هذه النخبة من رجال الاعمال والمستثمرين من مختلف دول الخليج». واضاف: «وبالطبع إن وجود بيت التمويل الخليجي في لبنان سوف لا يقتصر على الاجتماعات بل على العمل والاستثمار ايضا مباشرة ومن المساهمين. ونحن على ثقة بأن مرحلة العمل والاستثمار آتية. ونحن نرحب بالاستثمار في كل بلد عربي سواء كان مصدره عربياً ام خارجياً، هذا علماً ان الاستثمار في بلداننا كان ولا يزال في غالبيته العظمى عربياً وسيبقى الى امد بعيد».

ثم تحدث رئيس مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي الدكتور فؤاد العمر فقال: «اننا نجتمع اليوم، بعد مرور ثلاث سنوات على تأسيس بيت التمويل الخليجي الذي قام على اساس التميز في اختيار الفرص الاستثمارية والتفرد في ابتكار الادوات المالية والتخصص في سوق دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الاوسط. ويعضد تلك الجهود الدعم الكبير الذي يلقاه من مساهميه المتميزين والذين ينتمون الى جميع اقطار دول الخليج العربي. وان الاستراتيجية التي اتبعها بيت التمويل الخليجي، وبمساندة من كوكبة المستثمرين الراسخين جعلته يتميز عن غيره من المؤسسات المالية من حيث البعد الجغرافي لنشاطه او اسلوب العمل لمنتجاته الاستثمارية او عطاء كوادره البشرية. وقد ادى ذلك الى تنامي الاداء المالي للبنك حيث ارتفعت ارباحه بنسبة 55% سنوياً».

واضاف: «ان المتغيرات في اقتصادات الدول في الوقت الحاضر التي تزايد ارتباطها اقتصادياً ومالياً، تحتم على كل المؤسسات المالية التعامل مع متغيرات مختلفة. ومن امثلة تلك المتغيرات زيادة الطلب على الخدمات المالية التي تقدم من خلال وسائط الكترونية والتسارع في مستويات الابتكار الاستثماري وتنامي التباين في احتياجات الزبائن وزيادة متطلباتهم المتغيرة نحو طبيعة المخاطر وحدودها.

واجتماعنا مع هذه الكوكبة المتميزة من المستثمرين هو للتواصل معهم ومشاركتهم الرأي حول هذه المتغيرات المهمة في ما يختص بجميع الاستثمارات التي قام بها البنك بقصد التعرف الى ادائها وخططها المستقبلية. كما يهدف اللقاء الى الاستفادة من تصورات المستثمرين وآرائهم».

وختم قائلا: «ان بيت التمويل الخليجي في مسيرته خلال ثلاث سنوات ساهم في تأسيس العديد من المشاريع الاستثمارية او اعادة هيكلتها ماليا، سواء بالاستثمار المباشر او بتقديم الخدمات الاستثمارية او بتأسيس المحافظ والصناديق وغيرها من الخدمات الاخرى. اضافة لذلك فقد تعددت مجالات نشاطات الاستثمار فيه حيث ساهم في تنفيذ المشاريع والتجارة الالكترونية والتعلم من خلال التكنولوجيا وغيرها من النشاطات المالية والاستثمارية. ولم يقتصر على الجانب الاستثماري بل اهتم ايضاً بالمسؤولية الاجتماعية نحو المجتمعات التي يعمل بها. وفي هذا الاطار تبنى البنك انشاء مركز بيت التمويل الخليجي للتأهيل الطبي في البحرين الذي سيعالج حالات الاعاقة الشديدة عن طريق العلاج الطبيعي والخدمة الطبية والاجتماعية والسلوكية، وتبلغ كلفة انشاء هذا المركز 800 الف دولار. ويتوقع الانتهاء منه خلال عامين».

وتحدث في ختام الجلسة الافتتاحية رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري الذي قال: «ان الخيارات باتت محدودة امام رجال الاعمال العرب والمسلمين خصوصاً ان هناك عاصفة تحوم فوق المنطقة في ظل الهجمة الكبيرة على العرب والمسلمين. والسؤال الاساسي هو ماذا نفعل كمسؤولين وكرجال مال واقتصاد مسؤولين بدورهم عن النمو والتطور في المنطقة؟ واقول نحن في المسؤولية شركاء. وما يضير الاستقرار في المنطقة يضير رجال الاعمال والمستثمرين ويضير بالتالي الحكومات».

واضاف: «بصرف النظر عما قد يحصل في العراق، يجب ان نتمسك بأمر جوهري وهو ثقتنا بأنفسنا وعروبتنا واسلامنا. فالارهاب الذي تحاول الدوائر الاسرائيلية الصاقه بالعرب والاسلام هو ابعد ما يكون عنهم. واعتقد انها موجة وستمر. وعمليا يجب ان نكون موحدين في هذه المرحلة. ودعونا نضع اموالنا في بلادنا، باعتبار ان كل بلاد العرب هي بلادنا».

ورأى الحريري ان «ما يجمع لبنان بدول الخليج اكثر من رابط وان لبنان عضو غير منتظم في دول مجلس التعاون الخليجي».

وعن الفرص الاستثمارية في لبنان، اكد الحريري: «ان التسهيلات الممنوحة للمستثمرين الخليجيين هي اكثر من تلك الممنوحة حتى للبنانيين. نعلم ان بعض المستثمرين تواجههم عقبات بيروقراطية، لكننا نعمل على حل كل المشاكل. وقد اصدرنا مجموعة من القوانين لتشجيع الاستثمار. وسنعمل على اصدار المزيد من القوانين، القطاع المصرفي قوي. لدينا مشكلة ارتفاع الفوائد، لكن هذا لا ينطبق على الخليجيين الذين يملكون اموالاً بكلفة اقل بكثير من الكلفة التي يدفعها المستثمر اللبناني جراء اضطراره للاقتراض من المصارف اللبنانية. كما ان السرية المصرفية هي من افضل الانظمة المعمول بها في العالم. ومصارفنا مفتوحة امامكم».

واضاف: «للاستثمار في الشرق الاوسط مخاطر معروفة، غير ان اقل المخاطر موجودة في لبنان. لقد مررنا بعملية انصهار كاملة واصبحنا كالألماس الذي صقل ليزين اعناق اميرات العرب».

وبعد الجلسة الافتتاحية، تحدث وزير المال اللبناني فؤاد السنيورة عن واقع الاقتصاد والمناخ الاستثماري في لبنان، مؤكداً على الاسس التي تقوم عليها سياسة الحكومة واهمها تحرير وتطوير الانفتاح ووضع سياسة مالية تسهم بترشيد الانفاق العام والمضي بتحقيق عمليات التخصيص لعدد من المرافق العامة وتسنيد بعض الموارد المستقبلية بما يسهم في خفض الدين العام وكلفته وخفض العجز في الموازنة والمحافظة على سياسة الاستقرار النقدي والمالي.

وافاد: «ان هذه السياسات والاجراءات تهدف الى تأمين نسب نمو حقيقي يتخطى 2 في المائة ولجم التضخم والحفاظ على قطاع مصرفي ومالي سليم ومزدهر يجذب الاستثمارات، بالاضافة الى اقرار التشريعات اللازمة التي تتيح استقطاب المؤسسات المصرفية والاستثمارية الاسلامية.

وتم تخصيص الجلسة الثانية لعرض مشروع مرفأ البحرين المالي. وهو من اكبر المشاريع التي يخوضها بيت التمويل الخليجي وتبلغ كلفته الاجمالية نحو 1400 مليون دولار بمشاركة حكومة البحرين. وتم انجاز المرحلة الاولى من الاكتتاب الخاص برأسماله.

ويتابع المؤتمر اعماله اليوم، بالتعرف الى فرص الاستثمار العقاري في لبنان وبالتحديد في منطقة «سوليدير». كما سيتم عرض مشاريع عقارية في كل من بريطانيا وفرنسا تبلغ قيمها الاجمالية نحو 500 مليون دولار، ومشاريع خاصة بالتكنولوجيا والصناعة.

وكان بيت الاستثمار الخليجي قد نظم عشية انعقاد المؤتمر، الملتقى الخاص بالنخبة لعرض مشروعه الاستثماري مع بيت التمويل الخليجي، لشرح مراحل وعمليات الاكتتباب الخاص في مجموعة شركات «هالكور» المعروفة في عالم صناعة مركبات الاسعاف ومركبات الطوارئ. ويختتم المؤتمر اعماله غداً الجمعة باعلان البيان الختامي.