«لوفتهانزا» تراهن على الأثرياء العرب في تجهيز الطائرات الخاصة تعويضا عن تراجع أدائها

300 مليون دولار لتجهيز طائرة لرجل أعمال خليجي و200 ألف دولار لتركيب أول لاقط قنوات فضائية * حمامات ساونا وجاكوزي ومسابح داخل الطائرات وتوقعات بانتعاش السوق بعد أحداث سبتمبر 2001

TT

يخالج الفضول الكثير من الناس لمعرفة كيف تجهز الطائرات الخاصة التي يملكها الأثرياء العرب من رجال أعمال وغيرهم وأين؟

وللإجابة على جزء كبير من تلك الأسئلة، قامت «الشرق الأوسط» بزيارة الى مقر القسم التقني لشركة طيران «لوفتهانزا» الألمانية في مدينة هامبورغ، التي عملت خلال الثلاثين عاما الماضية على تجهيز طائرات رجال الأعمال الخليجيين والعرب، معتبرة سوق المنطقة الأهم لديها على مستوى العالم.

ويقول جاشيم فون هولتزبفيل مدير تسويق خدمات كبار الشخصيات في «لوفتهانزا»، انه منذ نحو 30 عاما بدأت الشركة في تقديم خدمات لكبار الشخصيات وتحديدا في فترة الشتاء من كل عام، حيث يقل عدد الرحلات، وبالتالي فكرت «لوفتهانزا» في الاستفادة من قدراتها البشرية وخبرتها للدخول في مجال آخر وهو صيانة الطائرات الخاصة وتجهيزها وقت الركود.

وأفاد بفيل المختص الألماني الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في هذا القطاع، انه مع الوقت توسعت أعمال هذا القسم لتقدم ثلاثة انواع من الخدمات: صيانة وتجهيز طائرات الشركات الكبرى مثل «ايه تي اند تي» و«فولكسواجن» و«دوتش بنك» و«سيمنس» و«مرسيدس» وطائرات الجيش، وكبار الشخصيات وأغلبهم من الدول العربية والخليج.

وأوضح مدير تسويق خدمات كبار الشخصيات في «لوفتهانزا»، ان خدماتهم تقدم الى رجال الأعمال والذين يحرصون على توفير الوقت بدلا من الانتظار في صالات المطار لساعات طويلة، ويمكنهم السفر بطائراتهم الخاصة الى الأماكن التي يقصدونها دون انقطاع عن أجواء العمل، حيث تتوفر في بعض الطائرات مكاتب متكاملة بتجهيزاتها، وقاعات اجتماعات، وأيضا غرف نوم وكافة وسائل الترفية.

وعن ذلك الجانب يقول: ان أول من طلب تركيب لاقط هوائي للقنوات الفضائية هو رجل أعمال عربي، كلف تجهيزه نحو 200 ألف دولار، ويرى ان التكلفة المرتفعة بسبب خصوصية التجهيزات وارتباطها بأقمار صناعية متحركة مع طائرة تتحرك أصلا في عدة اتجاهات مما يجعل الأمر معقدا تقنيا لكنه نفذ وبنجاح.

واسترسل مدير التسويق انه ليس لدينا هنا طلبات غريبة، فكل ما يتمناه صاحب الطائرة الخاصة يجده عندنا، بدءاً من الجاكوزي والساونا، الى التجهيزات الفارهه جدا، وللدلالة على قوة قدرات الشركة، ذكر بفيل انه لو طلب رجل أعمال حمام سباحة في طائرته الخاصة فلن يكون ذلك مستحيلا لكن السؤال هو كم سيكلف؟

وتبدأ رحلة تجهيز الطائرات الخاصة من مراحل متقدمة جدا، حتى قبل اختيار نوعية الطائرة المرغوب شراؤها، الى ما بعد الانتهاء منها والرغبة في تجديدها او بيعها لآخرين، حيث تساهم «لوفتهانزا» مع صاحب الطائرة في تسهيل حلمه لجعله واقعا ملموسا. وللدلالة على أهمية التفاصيل يقول: بانه لو طلب احدهم حماما للاستحمام، فان أول شيء يجب ان نعرفه هو كم عدد من يستخدمه؟ يعني كم رجلا او امرأة، حيث ان الأخيرة تستهلك مياها أكثر (قالها ضاحكا).

وفي جولة في مواقع العمل داخل عنابر تجهيز الطائرات الخاصة، تستقبل «لوفتهانزا» الطائرات الجديدة المعروفة بطلائها الأخضر الفاتح، او القديم التي يزال عنها تماما الطلاء فيما يعرف بالـ«دي تشيك»، وهو مرحلة لإعادة طلاء وفحص كافة اجزاء الطائرة الميكانيكية والهندسية، قطعة قطعة بما فيها المحركات. ويشار هنا ان التفاوض جار بين شركتي «لوفتهانزا» و«رولزرويس» البريطانية بشأن وضع آلية لسبل تجديد وفحص محركات الشركة البريطانية في هامبورغ، حيث تمنع الأنظمة تفكيك وتجديد محركات رولزرويس دون اتفاق مسبق مع الشركة البريطانية.

وظهرت في إحدى عنابر «لوفتهانزا» طائرة لثري عربي تصل قيمتها الى 300 مليون دولار بما فيها قيمة الطائرة، وقال مختصون ان قيمتها المرتفعة نوعا ما. وتجهيزها الخاص حسب رغبة العميل سبب بلوغها هذا الرقم المرتفع. حيث تصل القيمة السوقية للطائرة (جديدة) بنحو 220 مليون دولار وهي من طراز بوينغ يضاف عليها نحو 50 مليون دولار تجهيزات. وشوهدت طائرة طراز «بوينغ 747 اس بي» عمرها يصل الى 30 عاما، تم تجديدها تماما، ويمكنها ان تطير لنحو ست سنوات أخرى مقبلة. عائدة لثري خليجي طلبت الشركة عدم نشر اسمه بحكم اتفاقيات التعامل السري بين العميل والشركة.

وأشارت «لوفتهانزا» الى ان مفهومها لخدمات الطيران الخاص، شابه نوع من التفاؤل بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001، حيث كان من المتوقع ان يزيد الطلب على الطائرات الخاصة وتجهيزها رغبة من الأثرياء في العالم في الابتعاد عن طائرات شركات الطيران العادية، لكن ذلك لم يحدث.

ويعترف كبار المسؤولين في «لوفتهانزا» لخدمات الطيران الخاص، بان تركيزهم كبير جدا على المنطقة العربية، حتى أنهم يتابعون أسعار النفط اليومية، ويخافون ان يهبط سعر برميل النفط عن 13 دولارا، وهو مستوى يعني عدم شراء او تجهيز طائرات خاصة للعرب على حد تعبيرهم.

ويؤكد الألمان بأن شركتهم «لوفتهانزا» لا تواجه منافسة كبيرة من الآخرين، بحكم تعدد خدماتهم بدءا من قرار الشراء الى التسليم والصيانة وأخيرا البيع وإعادة شراء طائرة جديدة متى ما رغب العميل.

الجدير بالذكر ان شركة «لوفتهانزا» الالمانية نقلت خلال النصف الاول من العام الجاري، 33.1 مليون راكب، بانخفاض قدره 7.7 في المائة عن نفس الفترة في العام الماضي وتم نقلهم في 385 ألف رحلة، فيما كان عدد الرحلات العام الماضي 414 الف رحلة نقل خلالها 35 مليون فرد، وتراها الشركة نسبة غير منخفضة مقارنة مع ما حدث مع الشركات الاخرى العالمية. كما انخفضت عمليات الشحن الجوي بنسبة 2 في المائة.

=