نيويورك ـ رويترز: قال اقتصاديون استطلعت رويترز اراءهم ان شن حرب خاطفة حاسمة على العراق لن يكون له اثر يذكر على الاقتصاد الاميركي، لكن صراعا طويلا مع ارتفاع مستمر في اسعار النفط يمكن ان يخفض النمو في عام 2003 بنقطة مئوية كاملة.
واظهر متوسط اراء المشاركين في الاستطلاع الذي شمل 20 اقتصاديا ان شن حرب حاسمة تنتهي في اقل من شهر ولا تثير ارتفاعا طويل الامد في اسعار النفط ستزيد معدل النمو الاميركي في العام المقبل بنسبة ضئيلة تبلغ نحو 0.01 في المائة. وتراوحت الاراء بين ارتفاع بنسبة واحد في المائة في معدل نمو اجمالي الناتج المحلي يرجع اساسا الى زيادة الانفاق الحكومي وانخفاض اسعار النفط وبين انخفاض بنسبة واحد في المائة يرجع لانخفاض انفاق المستهلكين وتراجع ارباح الشركات.
وقال كريس روبكي الاقتصادي البارز في بنك طوكيو متسوبيشي «انه أمر محير... اذا زادت الحكومة الانفاق العسكري سيعوض ذلك تراجع الاعمال والانفاق الاستثماري».
وأضاف مرددا ما قاله عدد من المشاركين «لكن كما هو الحال بالنسبة لاغلب الصدمات الخارجية فانه يتعين توخي الحذر في التوقعات ببساطة لانه ليس هناك سبيل لمعرفة ما قد يحدث». وقدر من قبل ان شن حرب على العراق قد يكلف الولايات المتحدة ما بين 50 مليار دولار و200 مليار دولار. ووصف مسؤولون من البيت الابيض هذه التقديرات بانها سابقة لاوانها.
واظهر الاستطلاع انه اذا لم يكن الصراع قد حل بعد ستة اشهر وتراوح سعر خام برنت القياسي الاوروبي حول مستوى 40 دولارا للبرميل لمدة شهر او اكثر فان التكلفة على الاقتصاد الاميركي ستكون اكبر من نقطة مئوية.
وزاد نطاق التوقعات فيما يتعلق بهذا الاحتمال ليتراوح بين 0.3 وثلاث نقاط مئوية.
وارتفع سعر برنت مقتربا من مستوى 30 دولارا للبرميل في سبتمبر (ايلول) لكنه تراجع الى ما بين 26 و27 دولارا مع تراجع احتمالات شن حرب وشيكة على العراق.
وفي استطلاع اخر اجرته رويترز شمل 22 من الخبراء في شؤون الدفاع والشرق الاوسط، قال 13 ان غزوا اميركيا للعراق بمساندة الامم المتحدة يتراوح بين محتمل ومحتمل جدا خلال الاشهر الستة المقبلة. وتوقع اغلبهم ان تبدأ الحرب في يناير (كانون الثاني) او فبراير (شباط) والا تستمر اكثر من ثلاثة اشهر.
وقال اغلب الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز اراءهم انهم ادرجوا بالفعل احتمالات الصراع مع العراق في توقعاتهم للنمو الاميركي في عام 2003، وافترض اغلبهم حربا تستمر ما بين شهر وثلاثة اشهر وتؤثر بنسبة محدودة على النمو.
وفي المتوسط توقع الاقتصاديون نمو الاقتصاد الاميركي العام المقبل بمعدل 3.2 في المائة ولم تظهر فروق كبيرة بين توقعات الاقتصاديين الذين ادرجوا احتمال الحرب وتوقعات الاقتصاديين الذين لم يدرجوه.
ومن المتوقع ان ينمو الاقتصاد الاميركي بنسبة ثلاثة في المائة هذا العام.
وقال بيل كوان الاقتصادي في ميزوهو سكيوريتيز «اذا انتهت الحرب بسرعة ..اتوقع ان يتراوح سعر النفط بين 18 و20 دولارا للبرميل وهو ما سيدعم النمو». وقال الاقتصاديون ان الاثار الاقتصادية لحرب اطول امدا اصعب في التقدير، فكلما طال امد الصراع زادت احتمالات ارتفاع اسعار النفط وتراجعت ثقة المستهلكين وقطاعات الاعمال.
كما ان هناك احتمالا ان يتصاعد العمل العسكري على العراق ويثير اعمال عنف في مناطق اخرى.
وقال ايد ماكليفي الاقتصادي في جولدمان ساكس اند كومباني «بشكل عام فانه من المرجح ان يكون الاثر الاقتصادي على الولايات المتحدة محدودا... لكن اذا وقعت المزيد من الهجمات الارهابية سيكون الوضع اسوأ بكثير».