محللون: النفط مرشح للهبوط وتأثير الأزمة العراقية محدود

TT

لندن ـ رويترز: أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز انه من المتوقع ان تتراجع اسعار النفط باكثر من عشرة في المائة في العام المقبل فيما ينال ضعف الاقتصاد العالمي من الطلب على الطاقة وانه من المرجح ان يكون تأثير اي حرب في العراق محدودا. وأظهر الاستطلاع الذي شمل 18 استشاريا ومحللا واجرى في الفترة من 14 الى 17 اكتوبر (تشرين الاول) ان هؤلاء المشاركين يتوقعون ان تكون اية محاولة اميركية للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين سريعة وناجحة.

وتوقع المشاركون في الاستطلاع ان تتحرك أسعار مزيج برنت القياسي في نطاق سعري يبلغ متوسطه 21.75 دولار للبرميل في عام 2003 مقارنة مع حوالي 25 دولارا للبرميل منذ بداية العام الحالي حتى الان. وقال مهدي فرضي من مؤسسة «دريسدنر كلاينفورت فاسرشتاين» «بصراحة المؤشرات لا تدل على ان عام 2003 سيكون عاما طيبا بالنسبة للطلب على النفط». وتوقع ان يبلغ متوسط اسعار النفط في عام 2003 نحو 17 دولارا للبرميل وهو ما يشكل الحد الادنى من هذا النطاق السعري. وقال ريتشارد سافاج من مصرف «بنك اوف اميركا» انه يتوقع ارتفاع انتاج النفط من جانب اوبك ودول اخرى في العام المقبل و«غموضا في ما يتعلق بالطلب المتوقع». وقال «حتى في حالة نشوب حرب فاننا لا نتوقع استمرار تعطل الامدادات».

وتوقع معظم المشاركين في الاستطلاع ان يقع اي هجوم اميركي على بغداد في ديسمبر (كانون الاول) من العام الحالي او في يناير (كانون الثاني) المقبل. وبلغ متوسط توقعات المحللين التسعة لاسعار مزيج برنت 28 دولارا للبرميل في الربع الاخير من العام الحالي. وبلغ متوسط توقعات ستة من المشاركين في الاستطلاع لاسعار النفط في الربع الاول من العام المقبل 27.15 دولار للبرميل بما في ذلك زيادة تستمر لفترة وجيزة بفضل اي حرب محتملة. وبعد ذلك ستكون القوى الاقتصادية عاملا محوريا.

وتقول وكالة الطاقة الدولية التي تتولى مراقبة قطاع الطاقة في الدول الغربية ان ارتفاع الاسعار هذا العام سيساهم في هبوط الطلب في العام المقبل اذ انه سيعمل على ابطاء الانتعاش الاقتصادي العالمي. وخفضت الوكالة توقعاتها لمعدل نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2003 الى 1.4 في المائة فقط اي ما يعادل مليون برميل يوميا.

وقام المحللون الذين توقعوا في بداية عام 2002 ان يبلغ سعر مزيج برنت 19.46 دولار للبرميل بتعديل توقعاتهم منذ ذلك الحين بسبب التوترات المشتعلة في منطقة الشرق الاوسط. وقال جيف باين من مؤسسة «سيمبرا انرجي» «كل العوامل التي تدفع اسعار النفط للصعود الان عوامل مؤقتة وهي مخاوف الحرب وانخفاض الصادرات العراقية وهبوط مخزونات الطاقة بسبب الطقس».

وعلى الرغم من استمرار حصص اوبك الانتاجية الرسمية عند ادنى مستوياتها في عقد الا ان المنظمة تقوم من الناحية الفعلية بضخ ما يزيد عن السقف الانتاجي الرسمي بنحو 12 في المائة للاستفادة من صعود الاسعار. وتابع باين «في الحقيقة اننا نعاني من تعثر الانتعاش الاقتصادي واستمرار انخفاض الطلب وتجاوز الحصص الانتاجية لاوبك. كل الاعتبارات الجوهرية قطعا ضد اسعار النفط».