تداولات هادئة في الأسواق والمستثمرون ينتظرون صدور بيانات مهمة عن الاقتصاد

TT

استمرت حالة الحذر والتردد لدى المستثمرين في اسواق المال العالمية انتظارا لبيانات اقتصادية تعكس اتجاهات حركة الاقتصاد والمتوقع صدورها هذا الاسبوع وأثر هذا سلبا على اسهم الرقائق الالكترونية التي هبطت بشدة، ويتوقع المستثمرون ان تصدر بيانات الناتج المحلي الاجمالي للربع الثالث قريبا في وقت تزداد التكهنات باحتمال وجود خفض آخر لمعدل الفائدة قد يقرره الاحتياطي الفدرالي.

وسجلت المؤشرات تحسنا طفيفا لكن بعض الاسهم هبطت بشكل حاد، فقد هبط سهم وول مارت بمقدار 2.06 دولار اي بنسبة 4 في المائة ليصل الى 54.41 دولار، وقد خفض بنك غولدمان ساتشي تصنيفه لداو جونز مؤكدا ان ليس هناك من هامش كبير لاعادة اتجاه حركة الاسهم في المؤشر.

وبالرغم من تعرض مجموعة سيتي غروب الى ضغوط فك الارتباط بين فرعين مهمين فيها هما فرع العمليات الاستراتيجية وفرع الاستثمارات البنكية فقد حافظ السهم الى سعر ه البالغ 36.50 دولار.

وفي بورصة لندن ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز منذ بدء التعامل بفضل ارتفاع وول ستريت أول من امس وصعود سهم يونيليفر نتيجة توقعات متفائلة.

ورفعت مجموعة يونيليفر البريطانية الهولندية توقعاتها لنصيب السهم من العائدات مما عوض الاثار السلبية لمجموعة من الانباء المخيبة للامال من شركات بريطانية كبرى وبيانات اميركية ضعيفة اول من امس.

وفي الساعة 0824 بتوقيت جرينتش ارتفع المؤشر المؤلف من اسهم مائة شركة كبرى 33 نقطة الى 3968.9 نقطة ليعوض بعضا من خسائره امس التي بلغت 155 نقطة. ولكنه عاود الهبوط الى 3955.90 نقطة في فترة ما بعد الظهيرة.

وقال تجار ان اعلان يونيليفر قلص من اثار التوقعات المتشائمة لمجموعة دياجيو للمشروبات وشركة بي.بي العملاقة للنفط.

وقال تاجر «رفع شركة كبيرة مثل يونيليفر لتوقعاتها امر ايجابي بكل تأكيد». وتابع ان انتعاش مؤشر داو جونز أول من امس محققا مكاسب طفيفة عند الاغلاق بعد ان كان قد نزل 127 نقطة حين اغلقت بورصة لندن خفف ايضا من تأثير توقعات بي.بي ودياجيو.

وكان سهم دياجيو من اكبر الرابحين اليوم وزاد 4.1 في المائة مثل يونيليفر. وارتفع سهم بي.بي 0.8 في المائة بعد ان تراجع 7.2 في المائة امس اثر احدث خفض لتوقعات الانتاج وهو الخفض الثالث منذ سبتمبر (ايلول).

وارتفع سهم فودافون 2.7 في المائة بعد ان رفضت مجموعة فيفندي يونيفرسال الفرنسية الاميركية العملاقة عرضا من فودافون حجمه 6.8 مليار يورو لشراء حصتها في سيجيتيل الفرنسية للاتصالات وتبلغ 44 في المائة.

وفي طوكيو اغلقت الاسهم اليابانية على ارتفاع أمس بفضل مكاسب قوية لاسهم البنوك قبل ساعات من اعلان خطة حكومية اصبح في حكم المؤكد ان تخفف من حدة المقترحات القاسية لاصلاح النظام المصرفي.

وقبل الاغلاق بدقائق قال بنك اليابان انه سيخفف القيود على السياسة النقدية بتوفير سيولة اكبر للنظام المصرفي مما عزز السوق الذي انتابه القلق من ان تؤدي الاصلاحات التي اعلنت في وقت لاحق امس الى عجز ائتماني.

وافادت مسودة تقرير عن سياسة الحكومة اليابانية تجاه اصلاح النظام المصرفي بان الحكومة ستعمل على ضح مبالغ كبيرة في النظام المصرفي اذا ظهر شبح ازمة مالية وستدرس وضع اطار عمل جديد لتسهيل ضخ مثل هذه الاموال.

وعند الاغلاق صعد مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من اسهم 225 شركة يابانية كبرى بنسبة 0.55 في المائة او 47.83 نقطة الى 8756.59 نقطة. وكان المؤشر قد انخفض واحدا في المائة في التعاملات المبكرة بعد ان أظهرت بيانات اميركية تباطؤ الانفاق الاستهلاكي مما اثار مخاوف من توقف حركة الانتعاش التي تقودها الصادرات اليابانية.

وصعد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.87 في المائة الى 870.23 نقطة.

وارتفع سهم يو.اف.جي هولدنجز أصغر البنوك اليابانية الاربعة الكبرى 13 في المائة الى 175 الف ين بينما زاد سهم بنك ميزوهو هولدنجز اكبر مجموعة مصرفية في العالم من حيث الاصول 7.3 في المائة الى 175 الف ين ايضا.

وفي اسعار العملات استقر الين قرب اعلى مستوياته في اكثر من ثلاثة اسابيع مقابل الدولار واليورو أمس فيما رأى التجار ان الاجراءات الرامية لتخليص البنوك اليابانية من الديون المتعسرة ستكون اقل ايلاما للاقتصاد مما كان متوقعا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر دفعت المخاوف من ان تؤدي خطة اصلاح حكومية صارمة الى حالات افلاس وفقد وظائف العملة اليابانية للهبوط لادنى مستوى امام الدولار في اربعة اشهر واقل مستوى امام اليورو في ثلاثة اعوام.

الا ان العملة اليابانية ارتفعت امام الدولار الى 122.75 ين وامام اليورو الى 120.68 ين في التعاملات الصباحية في اوروبا فيما عاود المستثمرون الذين راهنوا على حدوث ازمة مالية قصيرة الاجل في اليابان شراء الين من جديد.

وقال ديريك هالبيني خبير العملة في بنك طوكيو ميتسوبيشي «خلص السوق الى انه لن يكون هناك سيناريو الاثار الصعبة الذي توقعه البعض. يشجع ذلك المضاربين على تصفية مراكز البيع الناتجة عن شائعات سابقة باتخاذ اجراءات اصلاح قاسية». وأفادت مسودة تقرير عن سياسة اصلاح النظام المصرفي في اليابان بان الحكومة ستعمل على ضح مبالغ كبيرة في النظام المصرفي اذا ظهر شبح ازمة مالية.

وللمساعدة على تخفيف عواقب التخلص من القروض المتعسرة خفف بنك اليابان سياسته النقدية المتساهلة بالفعل اذ قرر اجتماع للجنة السياسات زيادة مشتريات السندات واتخاذ خطوات لتوفير مزيد من السيولة في السوق.

واستفاد الين من ارتفاع اسعار اسهم البنوك بعد ان رأى التجار ان الاصلاحات المصرفية ستكون اقل حدة مما كان متوقعا قبل عدة اسابيع.

واستقر اليورو عند 0.9840 دولار قرب الحد الاعلى لنطاق تداوله في الاونة الاخيرة فيما يترقب التجار بيانات الوظائف الاميركية المهمة في وقت لاحق من هذا الاسبوع.