منطقة التجارة الحرة للأميركتين تواجه عقبة رئيسية في كيتو

TT

كيتو (الاكوادور) ـ رويترز: يواجه المسؤولون التجاريون من الولايات المتحدة وكندا واميركا اللاتينية عقبة رئيسية في اجتماعهم في كيتو هذا الاسبوع حيث ينبغي ان يبرموا اتفاقات فنية لانقاذ منطقة التجارة الحرة للاميركتين المقترح اقامتها في عام .2005 وتقول واشنطن ان الاجتماع الوزاري الذي يعقد يوم الجمعة سيفتتح «المرحلة الاخيرة» من المفاوضات وترأس خلالها الولايات المتحدة البرازيل وهما اكبر اقتصادين في القارتين المحادثات في سنواتها الثلاث الاخيرة. الا ان الطريق لن يكون سهلا، فالبرازيل لا تتفق مع الولايات المتحدة على المبادئ التي يستند اليها تأسيس ما يعرف بمنطقة التجارة الحرة للاميركتين وتحث دول اميركا الجنوبية على توحيد صفوفها لتجنب ما وصفه الرئيس البرازيلي المنتخب «بضم» هذه الدول في منطقة تجارة حرة تهيمن عليها الولايات المتحدة.

واستشاطت البرازيل غضبا بسبب رفع الولايات المتحدة التعريفة الجمركية على واردات الصلب في الاونة الاخيرة الى جانب منح دعم جديد للمنتجات الزراعية الاميركية مما يضر بصادراتها.

وأبدى زعماء دول اميركا اللاتينية الاخرى شكوكهم بشأن المهلة المحددة لالغاء التعريفات التجارية من الاسكا الى الارجنتين فيما تعاني المنطقة من مشاكل اقتصادية وشكوك سياسية.

واصاب الشلل الارجنتين بعد ان عجزت عن سداد ديونها فيما تغلب رئيس فنزويلا الذي يعارض فكرة منطقة التجارة الحرة في الاميركتين بشدة على انقلاب لم يستمر طويلا في ابريل (نيسان).

وقال مسؤول تجاري اميركي رفض نشر اسمه ان المحادثات ستركز على قضايا اجرائية هامة «ليس لها اي عواقب سياسية بالغة الحساسية».

ووضعت الولايات المتحدة جدول اعمال للاجتماع يضم سبع نقاط من بينها وضع جدول زمني ثابت للتفاوض بشأن خفض التعريفة الجمركية.

الا ان المحللين يشككون في ذلك. ويقول مايكل شيفر من مؤسسة الحوار بين الاميركتين في واشنطن «من الواضح ان الادارة تحاول ان تضع هذه المحادثات في اطار ايجابي. الا ان الكثير من المشاكل الاساسية لم تحسم بعد».

وتابع «لم يتضح تماما ما اذا كان يمكن التوصل لاتفاق بشأن القضايا التجارية الاساسية... هناك علامة استفهام كبيرة حول البرازيل والولايات المتحدة».

ويوم الاحد انتخبت البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وهو عامل سابق في قطاع التعدين رئيسا لتاسع اكبر اقتصاد في العالم. وأعلن الزعيم اليساري انه لا ينوي ارسال وفد لكيتو وسيترك امر المحادثات للادارة الحالية.

ومن غير المتوقع ان يغير لولا الرئيس المنتخب موقف الحكومة البرازيلية الحالي تجاه المحادثات، اذ تصر البرازيل على ان تفتح الولايات المتحدة اسواق السكر والصلب والموالح التي تخضع لحماية كبيرة وتسمح بقدر اكبر من المنافسة.

ويتفق المحللون على انه لن تكون هناك منطقة تجارة حرة في الاميركتين بدون البرازيل وليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن ان تخفص بها واشنطن التعريفات الجمركية الرئيسية.

والمنطقة المقترحة ستكون امتدادا لمنطقة التجارة الحرة في اميركا الشمالية لتشمل 34 دولة من كندا الى شيلي وتشكل اكبر كتلة تجارية في العالم.