«الفيصلية» السعودية تنظر بجدية للاستثمار في أسهم الاتصالات وتدرس الدخول في قطاع العقار

الأمير محمد بن خالد الفيصل: استثمارت المجموعة تتجاوز 400 مليون دولار واستراتيجيتها الاقتصادية تقوم على التوازن

TT

أكد الامير محمد بن خالد بن عبد الله الفيصل رئيس مجموعة الفيصلية القابضة ان لدى المجموعة التي تفوق استثماراتها 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) استراتيجية استثمارية تركز على القطاعات الخمسة فيما بدأت النظر لقطاع العقار كنشاط استثماري محتمل في حال اثبات جدواه وتماشيه مع رغبة ملاك المجموعة في تحقيق ربحية وتدفقات نقدية وعدم الاقتصار على ارتفاع قيمة الاستثمار، مضيفا ان المجموعة تنظر بعين الاعتبار للاستثمار في اسهم شركة الاتصالات السعودية.

واعتبر الأمير محمد ان الاستثمار في قطاع الانترنت السعودي يواجه مصاعب حقيقية قد تدفع مزودي الانترنت لعدم ضخ اموال جديدة في هذا القطاع، مشيرا الى ان الاندماج الذي تم بين «اول نت» التابعة لها وكلا من نسيج والعالمية نتج عنه رفع عدد المشتركين لحوالي 100 الف مشترك.

* ما هو اثر احداث 11 سبتمبر (ايلول) في العام 2001 على استثمارات مجموعة الفيصلية؟

ـ أستطيع القول ان السوق ككل تغير خلال الفترة الماضية بغض النظر عن احداث 11 سبتمبر، فالاحداث أصبحت متسارعة، والتكنولوجيا غيرت اشياء كثيرة، ورغبات المستهلك وطلباته اصبحت اكثر دقة، والخدمات اصبحت كثيرة ومتشابكة، ولكي تبرز اي شركة لا بد من تقديم منتجات وخدمات مُمَيزَة، وهذا خلَقَ ضغوطاً على طرق الاداء في الشركات، فكثير من أسس النجاح السابقة قد لا تستمر كذلك خلال الفترة المقبلة، فالنظرة الاستراتيجية المستقبلية تحتاج لتوازن بحيث يبني المستقبل ولا يضر باسباب نجاحه الحالية.

* ما هي الاستراتيجية الاستثمارية لمجموعة الفيصلية وسط هذا التغير العالمي؟ ـ مجموعة الفيصلية القابضة تملك شركات تعمل في 5 قطاعات، بينها تكنولوجيا المعلومات، والتكنولوجيا الاستهلاكية، والصناعات الغذائية، والمنتجات الصوتية والمرئية الاستهلاكية، والاجهزة الطبية، ويهمنا ان نركز جهودنا ومواردنا في القطاعات التي تحقق ربحية اكبر ونقصد بالموارد تلك الخاصة برأسمال الشركاء او القروض المقدمة من البنوك.

وكما تعلم فان هذه القطاعات بنيت خلال 30 عاما، ولدينا خبرة كبيرة، وتوجهنا الحالي يكمن في تطوير الاعمال لتنمية القطاعات تلك ونبحث عن الربحية والاستمرارية من خلال اكتشاف جوانب في هذه القطاعات لم نطرقها في الفترة الماضية، وفي الدرجة الثانية نهتم بقطاعات جديدة.

* هل نستطيع التعرف على الحجم الاجمالي لاستثمارات الفيصلية؟ وكذلك حصص القطاعات؟ ـ يبلغ حجم الاستثمار الاجمالي لمجموعة الفيصلية اكثر من 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) أما بالنسبة لتوزعها حسب القطاعات فهذه القطاعات تختلف في ما بينها، فهناك قطاعات تتطلب ضخ رأسمال كبير، مثل قطاع الاغذية والصناعات، ولكن نظراً لكون أغلب استثماراتنا هي خدماتية ومعلوماتية استشارية اي غير صناعية بالاضافة الى استثمارات تجارية، وهي قطاعات لا تتطلب رأسمال كبير، كما ان لدينا محافظ استثمارية تستأثر بنسبة كبيرة من رأس المال.

وبالاجمال فنحن في الفيصلية نبحث عن الربحية المعقولة والتدفق النقدي، ونسعى لتعزيز العائد على الموجودات، فنحن نعتبر الموجودات استثمار، ونحاول التعرف على العائد على الاستثمار في كافة الموارد التي نوفرها لشركاتنا، وهي موارد بشرية ومالية وفنية مختلفة وليست فقط رأس المال المتوفر من الملاك.

* هل تقومون بابحاث لاكتشاف فرص الاستثمار الجديدة؟ ـ نحن نجري البحوث لاكتشاف الفرص، ونحن نواجه شحاً في المعلومة عن السوق وعن القطاعات، فنحن نعلم ان المعلومة غير متوافرة بشكل كاف ولكن نعرف كذلك ان المعلومات السهلة يستفيد منها الجميع، لذا نبحث عن المعلومات النادرة التي تخدم استثمارنا، كما اننا نتابع عمل الجهات الاستشارية ونتأكد من المدخلات التي يوفرونها لنا، وكفاءة فريق العمل وموثوقية مصادر البيانات.

* علمنا أنكم مهتمين بقطاع العقار؟

ـ بدأنا النظر في قطاع العقار، ولكن العقار في الغالب اذا لم تقم ببناء مبان تحقق لك ايجارات فان العائد يتمثل في ارتفاع القيمة، ونحن في الواقع نوازن بين الدخل وزيادة القيمة، فشركاؤنا يطالبون بدخل وارباح معينة.

ونحن نرى ان العقار من القطاعات التي تحقق ارباحا، وندرس مدى قدرة هذا القطاع على الاستمرار في تحقيق هذه الارباح.

* هل لديكم اهتماما بقطاع التأمين؟ ـ ليس لدينا خبرة في التأمين ولا أعتقد أننا سنستثمر فيه.

* ماذا عن قطاع الاتصالات؟ ـ نحن نعتبر أن طرح حصة من أسهم شركة الاتصالات فرصة استثمارية مهمة، وسننظر لها بعين الجد، ولكن لدينا أعمالاً كثيرة مع قطاع الاتصالات بحكم استثمارنا في التكنولوجيا، وننتظر الى ما سيتبلور بالنسبة لنظام الاتصالات، وفتح مجالات الاستثمار فيه.

* ما هي القطاعات الاقل والاكثر ربحية ضمن استثماراتكم الحالية؟ ـ أكثر القطاعات التي تواجه صعوبات لدينا هو قطاع الانترنت، ولكن تبقى الاجابة عن هذا السؤال ليست سهلة، فقطاع تجارة أجهزة الكومبيوتر يحقق ربحية متدنية، بينما ترتفع الربحية في قطاع التكنولوجيا ككل وبالذات في ادارة المشاريع، وخدمات ما بعد البيع، والاستشارات لتوظيف تقنيات المعلومات، وهذه هي حاجة الشركات.

* ما هي السبل لرفع ربحية قطاع الانترنت؟

ـ لقد أقدمنا على دمج شركة «اول نت» التابعة لنا مع شركتي «نسيج» و«العالمية» لقناعتنا بأن مستقبل هذا القطاع لن يوفر النجاح الا للكيانات الكبيرة، ونحن نستهدف توفير الخدمات المناسبة من خلال البنية التحتية المتوافرة مما يسهم في رفع عدد العملاء وتخفيض التكلفة الاجمالية، ولكن نحن نرى ان 70% من عوائد الخدمة تذهب مباشرة لكل من شركة الاتصالات ومدينة الملك عبدالعزيز وهذه التكاليف خارجة عن سيطرة مزودي الخدمة وليس من المنطق أن يكون هناك ثلاثة وسطاء بين مستخدم الشبكة والانترنت نفسه، ويضيف كل منهم زيادته على التكلفة لكي يحقق الربحية فهذا كثير وليس له داع.

وواقع ارتفاع كلفة الانترنت أثر على نسبة استخدامها التي لا تتعدى 3% من اجمالي السكان وهي نسبة متدنية مقارنة بالعالم الغربي. وستبقى كذلك ما لم يتم تخفيض كبير في تكاليف الاتصال وبالذات في نسبة الـ70% المذكورة أعلاه.

* ولكن ما هي مكاسبكم من الاندماج؟

ـ حققنا تحسناً لمستوى ربحية الاستثمار بعد الاندماج، فقد ارتفع عدد المستثمرين لاكثر من 100 الف مشترك، ولكن التحسن في الربحية ليس كافيا بعد ليضخ الشركاء استثمارات اضافية في القطاع، خصوصا ان الاستثمارات السابقة كانت كبيرة اصلا، لدينا مشكلتين هما رفع عدد المشتركين وحفز المستثمرين من خلال المغريات، وهذه ليست متحققة.

وهناك تكلفة تأتي للمستهلك ككل لا تغريه لتوسيع استخداماته، وهناك دليل ان اغلب الاشتراكات هي مسبقة الدفع. وطالما أن استخدام الانترنت سيبقى على نسبة 3% من مجموع السكان فلن يكون قطاعاً مجدياً. ولك أن تتخيل أن أكبر مزود للانترنت يملك فقط 100 الف عميل، فهناك شركات مزودة للخدمة في دول أوروبية تستقطب 100 الف عميل في الاسبوع، ونحن استقطبنا 100 الف عميل خلال 3 سنوات،

* كيف تنظرون لتهديدات استخدامات الانترنت عبر الاطباق الفضائية على استثماركم؟

ـ لا نعتقد ان استخدام الانترنت عبر الاطباق الفضائية من قبل المستهلكين تتوسع بشكل شعبي، لذا لن يكون له تأثير اقتصادي على مقدمي الخدمة الاخرين.

* بالنسبة لقطاع الالبان وتدني اسعار منتجاته، ما هي اثار تدني اسعار المنتجات؟

ـ الاستثمار تأثر سلبا فانخفاض السعر بنسبة 25% لا بد ان يؤثر، ولكن نحن كشركة افضل بمراحل من المنتجين الصغار ولنا مستقبل قوي، وانا أرى ان حرب الاسعار لها سببين اولهما تشابه المنتجات، وعدم تحقيق الاستهلاك لمنتجات الالبان النمو المطلوب، حيث لا تتعدى نسبة النمو خلال السنوات الاخيرة نسبة 3 ـ 4% فقط، مما خلق توجها لدى المنتجين لمنافسة الاخرين في حصصهم وليس تنمية استهلاك الالبان بشكل عام، وهذا دليل على قصور في مجال البحث والتطوير وانتاج منتجات جديدة تنافس المشروبات الاخرى مثل المشروبات الغازية والعصائر ونحن نرى ان هناك شركة او شركتين ساهمت في تقديم منتجات مختلفة. أما القطاع ككل فهو منشغل بنظرة داخلية لنفسه، ولم أر أي جهود أكثر من جهود فردية لمحاولات منافسة قطاعات أغذية ومشروبات أخرى لأخذ حصة من استهلاك المواطن.

* كم تبلغ نسبة انفاق الصافي دانون على مجال التسويق؟ ـ تصل نسبة انفاقنا الى 10% من الارباح.

* هل تعتقدون انكم بحاجة لشراء منتجين آخرين خارج مناطق نفوذكم؟

ـ الشركات الصغيرة بحاجة للاندماج اكثر من حاجتنا لشراء منتجين آخرين.

* ما هي توجهاتكم التصديرية؟

ـ دخلنا السوق الكويتي، ولدينا خطة للتصدير الى بقية دول الخليج خلال الفترة المقبلة.

* هل هناك خطة لتوسيع قاعدة الملاك في مجموعة الفيصلية؟

ـ نحن نبحث عن الخطوة التي تضع المجموعة في وضع افضل، فتجدنا ندخل في اندماجات، وندخل مع شركاء جدد، في شركات تملكها المجموعة، وليس هناك مانع لدينا سواء في السابق او في المستقبل.

أما بالنسبة لقاعدة الملاك في مجموعة الفيصلية فليس لدي اي تعليمات من الملاك بشأن اي تغيير بهذا الشأن، وهناك من يتحدث عن طرح اسهم الشركة للاكتتاب العام.

ولكن نحن في الادارة التنفيذية نهتم بوضع كافة الخيارات أمام الملاك، ونحن نعمل بطريقة احترافية بحيث اذا رغب الملاك في اتخاذ اي خطوة نكون قادرين على اتخاذها دون الاضطرار لاجراء تغيير كبير.

* هل هناك فكرة للتخلص من بعض الاستثمارت غير المربحة؟

ـ لم ننه دراسة مثل هذه الخطوة، ولكن أي مجموعة بحجم الفيصلية لا بد ان تعيد النظر في قطاعات استثماراتها، واذا وجدت ان هناك قطاعاً لا يتناسب مع توجهها المستقبلي، او قطاع لا نستطيع ان نخدمه أكثر مما خدمنا، او القطاعات التي فقدنا الامل في تحقيق ارباح من خلالها فسيتم النظر في كيفية علاجه أولاً، ولكن جميع القطاعات التي نعمل فيها جيدة.

نعم هناك قطاعات لن نرفع استثماراتنا فيها وفي حال الحاجة لرفع حجم الاستثمار فيها فنقوم بدعوة آخرين للدخول معنا. ولكن نحن يهمنا أن يكون لدينا دفعة قوية مستقبلاً في تطوير أعمال جديدة داخل قطاعات عملنا الخمسة بالدرجة الأولى وغيرها بالدرجة الثانية. وهذه الأعمال يجب أن تكون متماثلة مع شروطنا من حيث الربحية والتدفق النقدي والعائد على الموجودات. لأنه في نظرنا أننا كمجموعة الفيصلية نستطيع أن نكون قوه أفضل في مجتمعنا كلما كانت ربحيتنا جيدة.

* كم يبلغ عدد موظفي مجموعة الفيصلية؟ وكم تبلغ نسبة السعوديين فيها؟

ـ يبلغ عدد الموظفين حوالي 4 الاف، وفي مجال السعودة فان العام الجاري سيشهد الاعلان عن تعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية، وسنكون من اكبر الداعمين.

=