هل نجحت مغامرة بورشه باقتحام قطاع المركبات الوعرية؟ نعم... وبجدارة!

«الشرق الأوسط» جرّبت نموذجي الـ«كايين» الجديدة في جنوب إسبانيا وأعجبت بهما على الطرق وفوق الوعور

TT

خيريث دي لا فرونتيرا، او «شَريش» كما عرفها العرب عندما كانت إحدى مدنهم الاندلسية الجميلة قبل 1264م اختارتها شركة بورشه الالمانية مسرحاً لتجربة اول مركبة رياضية وعرية متعددة الاستخدامات تخرج من مصانعها. وقبل أقل من اسبوعين شاركت «الشرق الأوسط» في الاختبار الميداني لهذه المركبة - العلامة في تاريخ احدى اعرق ماركات السيارات العالمية، واطولها باعاً وارفعها سمعة في مجال التفوق الهندسي والاداء الرياضي. اختيار خيريث لكي تكون مضمار اختبار مركبة الـ«كايين» الجديدة، التي بات اول منتج لبورشه له اربعة أبواب ـ باستثناء الباب الخلفي ـ كان أكثر من طبيعي. فالمدينة السهلية الصغيرة الرابضة في سهل خصب بين اشبيلية وقادس، تتمتع بمكانة رياضية مجيدة. ففيها كانت تقام لفترة سباقات جائزة اسبانيا الكبرى لسيارات الفورمولا واحد، ومن اشهر ما تعرف به خيولها الممتازة المولدة من الحصان العربي والحصان الاسباني، وبفضل خيولها هذه اسس فيها المعهد الاندلسي الملكي للفروسية.

* «كايين»... حسب مفاهيم بورشه

* في المقابل بورشه عرف عنها تفوقها في انتاج السيارات الرياضية المتميزة، منذ شمر مؤسسها الدكتور فرديناند بورشه عن ساعديه، واحترف تصميم السيارات. ومع ان بورشه تعد اصغر صانع سيارات مستقل في العالم، وقد حافظت على الهوية الرياضية الخالصة لمنتجاتها، ادركت إدارتها انها تعيش في سوق متغيرة المتطلبات. والحقيقة ان مفهوم السيارة الرياضية نفسه تغيّر، وهذا ما دفع بورشه للتفكير جدياً ليس فقط بتحصين نفسها من تقلبات السوق عبر التوسع في عدد الطرازات التي تنتجها، بل في اقتحام مجالات أخرى لم يسبق لها اقتحامها. ثم بما ان قطاع المركبات الرياضية الوعرية أضحى أحد اسرع قطاعات السيارات نمواً، وإن فلسفة بورشه «الرياضية» المبدئية لا تتناقض مع ما يرمز اليه هذا القطاع وما يتوخاه زبائنه، اتخذت الشركة قرار انتاج اول مركبة رياضية وعرية متعددة الاستخدام.

بورشه، طبعاً لم تكن الصانع الأول في هذا المضمار، إذ سبقتها كل من مرسيدس بنز وبي إم دبليو، لكنها عندما خطت خطوتها الحاسمة نحو تصنيع طرازها الوعري عرفت تماماً المواصفات المطلوبة فيه.

فهو يجب ان يكون جديداً بالكامل، وتتجسد فيه اولويات بورشه وهويتها، بدءاً بالتفوق الهندسي والجودة العالية وانتهاء الاداء الرياضي المتفوق. وبالفعل خصص مصنع جديد تماماً في مدينة لايبزيغ (شرق المانيا) لتصنيع هذه المركبة. ثم اختير لها اسم «كايين» (وهو الفلفل الأحمر الحرّاق المشتق اسمه من مدينة كايين عاصمة غيانا الفرنسية) ليكمل شخصيتها المثيرة الحارة. وترك الأمر لمهندسيها لإبداع مواصفاتها وسماتها من التصميم الفني والتأثيث والكماليات، الى أدق المعايير المطلوبة لمحركات وانظمة نقل سرعات وتعليق تليق بمركبة رياضية وعرية ...مخصصة للصفوة.

* هكذا كانت الحصيلة

* وحقاً نجح تحدي بورشه مع نفسها وخرجت «كايين» بحلة اجمل بكثير مما تبدو في الصور، كما انها تقدم لزبائنها خيارين جذابين جداً، من حيث المحركات، والتفاصيل التجهيزية عبر نموذجي «كايين توربو» بمحرك ثماني الاسطوانات ذي شحن توربو سعته 4.5 ليتر، ويستطيع توليد قوة 450 حصاناً كبحياً، والثاني بمحرك ايضاً ثماني الاسطوانات بنفس السعة ولكن بشحن عادي غير توربيني قوته 340 حصاناً.

ومنذ اول وهلة، تتضح في تصميم النموذجين إصالة هوية بورشه، في كل الخطوط والالتفافات في مقدمة المركبة ومؤخرتها وغطاء صندوق المحرك والمصابيح الامامية وانابيب العادم.

نموذج «كايين توربو» وهو الأسرع والأقوى اداء واجهته الامامية أكثر جرأة وصرامة من نموذج الـ«إس»، الذي يبدو أكثر نعومة ولعله بالنسبة لكثيرين أكثر جاذبية وتناسقاً من أخيه. وهذا مع ان الاختلاف بسيط ولا يتعدى تنسيق واتساع فجوات منافذ تهوئة المحرك (المشبك او الشعرية) في الوسط وعلى الجانبين، وكذلك بالنسبة لأنبوبي العادم في المؤخرة حيث لنموذج الـ«إس» انبوبان مقابل اربعة للتوربو كلها فولاذية مقاومة للصدأ.

ايضاً نظام المصابيح المبتكر رائع، وهو يشتمل على مصابيح «الزينون» الأمامية المتكاملة مع نظام متطور للتحكم بزاوية الإضاءة عند المنعطفات توخياً لمستوى افضل من الانارة وبالتالي الأمان. ونظام التحكم هذا تجهيز أساسي قاعدي في التوربو واختياري في الـ«إس» توربو مجهزة بهذا النظام كتجهيز أساسي كما يمكن توفيره كخيار مثالي في سيارة كاين أس.

* قوة هائلة و أداء ممتاز

* «الشرق الأوسط» جرّبت النموذجين في السهول على الطرقات السريعة والدروب القروية، كما انها اختبرت اداء نموذج الـ«إس» في تسلق المسالك الوعرية وهبوط منحدراتها الصعبة، وكان الانطباع العام في كل الظروف أكثر من جيد جداً. فالمحركان ـ كل وقف قوته ـ يقدم للسائق أداء مميزاً وقوة ديناميكية هائلة ومستوى استجابة رفيع. ولكن لئن كان ثمة انتقاد، فقد يكون الارتفاع النسبي في معدل استهلاك الوقود في نموذج التوربو عند دفع المحرك لأقصى قدرات ادائه. وهذا بلا شك أمر بديهي مع محرك قوي وسريع وذي سعة كبيرة. أمر آخر جدير بالملاحظة هو ان رواج «كايين» سيعتمد الى حد بعيد على استراتيجية التسويق في اسواق الشرق الاوسط وضبط تسعيرها. ومع انه من الصحيح ان زبون بورشه هو احد الأكثر ولاء في عالم صناعة السيارات، صحيح ايضاً ان بورشه دخلت سوق الوعريات متأخرة عن غيرها، وحالياً توجد في السوق مركبات وعرية من مختلف المستويات وتناسب جميع الاذواق والميزانيات.

* موجز الخصائص والمواصفات المميزة ـ المحرك: في نموذج التوربو المحرك ثماني الأسطوانات بشكل V سعته 4.5 ليتر مع شحن توربيني وجهاز تبريد داخلي، وهو يولد قوة 450 حصاناً كبحياً عند 6000 لفة في الدقيقة. ويحقق تسارعاً من الصفر إلى سرعة 100كيلومتر في الساعة في غضون 5.6 ثانية، وسرعة قصوى تصل الى 266 كيلومتراً في الساعة. أما اقصى عزم للدوران فيبلغ 620 نيوتن متر عند 22504750 لفة في الدقيقة. ولكن في نموذج الـ«إس» فإن المحرك ذاته ولكن بشحن/شفط عادي مما يمنح المركبة قوة 340 حصاناً وتسارعاً من الصفر الى 100 كلم في الساعة في غضون 7.2 ثانية، مع بلوغ سرعة قصوى في حدود 242 كلم في الساعة.

ـ نظام نقل السرعات (علبة التروس): نظام «تيبترونيك» اوتوماتيكي/يدوي سداسي السرعات متوفر في النموذجين، ولكن سيتوفر لنموذج الـ«إس» لاحقاً ناقل يدوي سداسي السرعات. ـ نظام الدفع الرباعي: بين التجهيزات المتطورة في نموذجي «كايين» ما يعرف بـ«نظام بورشه لإدارة الجر» PTM المثبت كتجهيز أساسي قاعدي. ويساهم هذا النظام المبتكر في تعزيز الأداء الديناميكي للمركبة فوق مختلف الطرق والمسالك العادية والوعرة. ويعمل هذا النظام المبتكر على نقل 62% من قوة المحرك إلى العجلات الخلفية و 38% إلى العجلات الأمامية في الوضعية الأساسية، ووفقا لظروف القيادة، يمكن نقل 100% من عزم دوران المحرك اما إلى العجلات الأمامية أو العجلات الخلفية عندما يتطلب الأمر ذلك. وتتولى أجهزة استشعار قياس سرعة المحرك ومدى الانطلاق الطولي للسيارة وزاوية التوجيه ومدى استخدام السائق للمعجّل (دواسة السرعة) من أجل تحديد مدى توزيع قوة المحرك وعزم الدوران وتحديد تأثير الأقفال الأمثل في مختلف الظروف. فعند القيادة على الطرق الوعرة بإمكان السائق استخدام «نظام بورشه لإدارة الجر» من أجل تشغيل ترس خفض السرعة والنظام التفاضلي لنقل 100% من قوة المحرك من العجلات الأمامية إلى العجلات الخلفية.

ـ نظام بورشه لإدارة التوازن: يكفل «نظام بورشه لإدارة التوازن» PSM المثبت كتجهيز أساسي قاعدي في نموذجي «كايين إس» و«كايين توربو» الاتصال الفعال والمستمر مع «نظام بورشه لإدارة الجر» PTM، إلا أنه يتدخل فقط عند وصول المركبة إلى الحدود الفيزيائية النهائية من أجل الحفاظ على استقرارها، وذلك من خلال تشغيل المكابح على العجلات المحددة. نظام التعليق: في نموذجي «التوربو» والـ«إس» نظام تعليق مبتكر يضمن القيادة الآمنة والمميزة والراحة المثالية في مختلف ظروف القيادة الرياضية، وكذلك عند اجتياز الوعور. والمحور الامامي المطور حديثاً عبارة عن اذرع تحكم متباعدة وثنائية السكة ترتكز على هيكل قاعدي. وبفضل الانفراج الواسع بين اذرع التحكم يتيسر خفض القوى الضاغطة على التعليق الى الحد الادنى. وتضم كراسي الهيكل السفلي حواضن تثبيت مطاطية، وتعمل كراسي التحميل هذه على كتم ضوضاء الطرق بكفاءة عالية. اما المحور الخلفي المتعدد الاذرع فمثبت على هيكل سفلي تحمله كراسي تحميل مطاطية كبيرة تعمل هيدروليكياً.

ـ المكابح: نموذجا «كايين» مزودان بمكابح قرصية مهواة من الداخل يبلغ قطرها 350 مليمتراً على العجلات الامامية، ومكابح العجلات الخلفية قرصية مهواة أيضا من الداخل ولكن قطرها 330 مليمتراً. وهي كالمكابح الامامية مجهزة بالفكوك المكبحية الموحدة الكتلة والمعززة بأربعة مكابس.

ـ الوسائد الهوائية: من ابرز تجهيزات السلامة غير المباشرة في «كايين» الوسائد الهوائية المخصصة لكل من السائق والراكب الأمامي التي تشغل بواسطة مولد غازي على مرحلتين ضمن تقنية متطورة مصممة لتلبية المتطلبات الفردية الخاصة. كما توفر بورشه «نظام الحماية الجانبية» عند الحوادث ويتألف هذا النظام المتطور من وسادة هوائية لمنطقة الصدر موجودة في جانب مسند الظهر الخاص بالمقعد الأمامي، الى جانب «ستارة» في إطار السقف وتعمل على حماية الركاب في الخلف.

ـ تجهيزات أخرى: تقنية مبتكرة لتبادل البيانات بالوسائط المتعددة MOST، و«نظام بورشه لإدارة الاتصالات» (نظام موالفة مزدوج، مشغل اقراص CD، نظام ملاحة لكشف المسار، كومبيوتر متطور، وهاتف GSM مزدوج وجميعها متصلة ببعضها البعض عن طريق تقنية MOST لتبادل البيانات)، ونظام صوتيات من انتاج بوز Bose.