الدولار يسجل مكاسب مدعوما بتحسن أداء بورصة وول ستريت وتوقعات نمو الصناعة التحويلية

TT

ارتفع الدولار لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع امام اليورو والين والفرنك السويسري أمس بفضل المكاسب القوية الاخيرة لوول ستريت وتوقعات بأن البيانات التي ستصدر هذا الاسبوع ستعزز الآراء المتفائلة بشأن الاقتصاد الاميركي.

وساعدت دلائل على تجدد النمو في قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة وانخفاض نسبة البطالة في الاسبوع الماضي على صعود اسهم الشركات الاميركية الكبرى لتغلق على ارتفاع للاسبوع السابع على التوالي. ويتوقع المحللون ان تؤكد بيانات ثقة المستهلكين الاميركيين وبيانات النمو التي تصدر اليوم هذه النظرة المتفائلة.

وفي اوروبا تصدر بيانات هامة هذا الاسبوع مع التركيز على مسح معهد ايفو الالماني للثقة في قطاع الاعمال والذي يصدر اليوم. ومن المتوقع ان يشير لمزيد من التراجع.

وقال ميتول كوتيتشا من كريدي اجريكول ايندوسويز «يواصل الدولار تحقيق مكاسب ويعود جانب كبير من الصعود للاعتقاد بأن الاحوال في الولايات المتحدة بدأت تتحسن بينما تشهد اوروبا ركودا». واضاف ان تسوية النزاع العمالي في موانئ الساحل الغربي للولايات المتحدة في مطلع الاسبوع دعمت العملة الاميركية.

واتفق ارباب العمل ومسؤولو النقابات على عقد لمدة ستة اعوام يوم السبت لينهوا نزاعا مريرا اصاب معاملات تجارية اميركية تقدر بمليارات الدولارات بالشلل.

وتفيد بيانات البنك المركزي الاوروبي ان تدفق الاستثمارات الرأسمالية في منطقة اليورو تضاعف الى مثليه مسجلا 4.12 مليار يورو في سبتمبر (ايلول) مقارنة بأغسطس (آب).

وعزا البعض تراجع الدولار امام الين في التعاملات المبكرة في اوروبا الى تصريحات ماسارو هايامي محافظ البنك المركزي الياباني في وقت سابق، اذ اعرب عن قلقه من تعمد إضعاف الين للتغلب على الانكماش الاقتصادي.

وقال ان ضعف الين امر ايجابي للاقتصاد بصفة عامة الا ان وجود عملة محلية قوية مفيد على المدى المتوسط والمدى الطويل.

وفي اسواق البورصات العالمية واصل مؤشر فاينانشال خسائره امس فيما هوى سهم شركة رويال اند صن الايانس اثر خفض السعر المستهدف للسهم وتراجع سهم شركة جي.كيه.ان الهندسية نتيجة ضعف التوقعات المستقبلية.

ورجح تجار ان تنخفض اسعار اسهم الشركات الكبرى اكثر وسط تعاملات ضعيفة هذا الاسبوع اذ تغلق البورصات الاميركية ابوابها بمناسبة عيد الشكر في أواخر الاسبوع الجاري.

وانخفض سهم شركة التأمين رويال اند صن الايانس 8.4 في المائة الى 25.134 بنس بعد ان خفضت شرودر سولومون سميث بارني السعر المستهدف للسهم الى 100 بنس. وقالت ان الشركة تواجه اخطارا هائلة في خططها لدعم ميزانيتها.

وانخفض سهم شركة جي.كيه.ان لهندسة السيارات والطيران 1.4 في المائة الى 25.214 سنت بعد ان اعلنت انها تتوقع ان تواجه بتحديات في عام 2003 فيما تستمر مخاوف بشأن المستقبل في اسواقها الرئيسية.

وفي فرنسا ارتفعت اسهم كريدي ليونيه بشدة في المعاملات الصباحية امس فصعدت بنسبة 26 في المائة بعد ان اشترى بنك «بي.ان.بي» حصة الحكومة البالغة 9.10 في المائة في البنك بمبلغ 2.2 مليار يورو.

وأحدثت الصفقة التي تمت في نهاية الاسبوع هزة في القطاع المصرفي في فرنسا امس وأثارت شكوكا في اتمام عملية اندماج كريدي ليونيه مع بنك كريدي اجريكول العملاق.

ويمثل السعر الذي دفعه بنك «بي.ان.بي» علاوة بنسبة 49 في المائة على سعر اغلاق سهم كريدي ليونيه يوم الجمعة، كما انه يقدر قيمة البنك بما يزيد 3.2 مرة على القيمة الدفترية.

وارتفعت ايضا أسهم مؤسسات أخرى في القطاع المصرفي فزاد سهم سوسيتيه جنرال ودكسيا.

ومن المتوقع ان يقود بنك «بي.ان.بي» حملة لتدعيم القطاع المصرفي في السوق المحلية، الامر الذي قد يؤدي الى نشوب معركة على بنك كريدي ليونيه. ويعد بنك «بي.ان.بي» أكبر البنوك في منطقة اليورو التي تضم 12 دولة أوروبية من حيث القيمة السوقية لاسهمه المتداولة.

وفي مقابلة مع صحيفتين فرنسيتين نفى ميشيل ببيرو رئيس مجلس ادارة «بي.ان.بي» ان لدى البنك اي نوايا عدوانية وقال انه يريد اقامة حوار عن قرب مع ادارة بنك ليونيه واستكشاف سبل التعاون بين الجانبين.

لكن محللين قالوا ان بنك «بي.ان.بي» لم يكن ليدفع هذه العلاوة السعرية الكبيرة على اسهم كريدي ليونيه لو لم تكن خططه تتضمن التقدم بعرض لشراء البنك بالكامل في مرحلة لاحقة.

وفي طوكيو قفز مؤشر نيكاي القياسي لاسهم بورصة طوكيو نحو اثنين في المائة امس ليسجل خامس جلسة على التوالي من المكاسب بعد ان اشترى المستثمرون مرة اخرى اسهم بنوك هبطت مؤخرا مثل يو.اف.جيه هولدنجز وساعد هبوط الين في تحسن معنويات السوق.

واغلق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما مرتفعا 96.1 في المائة ليصل الى اعلى مستوى في اسبوعين عند 44.8944 نقطة ليحقق اول موجة مكاسب لمدة خمس جلسات على التوالي منذ اكثر من شهر.

وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 79.1 في المائة الى 39.874 نقطة.

وقفز سهم شركة سوفتبانك لخدمات الانترنت المثقلة بالمشاكل 200 ين توازي 73.17 في المائة تمثل الحد الاقصى اليومي للصعود ليصل الى 1328 ينا.

وكانت اسهم البنوك متفاوتة اليوم قبيل اعلان نتائجها نصف السنوية بعد اغلاق البورصة أمس.

وارتفع سهم يو.اف.جيه وهو الاصغر بين اربعة بنوك يابانية عملاقة 48.7 في المائة الى 115 الف ين بعد ان قال البنك اليوم انه ينوي نقل قروض متعثرة تبلغ قيمتها اكثر من تريليون ين (13.8 مليار دولار) لمجموعة من الشركات ستتم اقامتها في مارس (اذار) المقبل للمساعدة في تصفية مشاكل الديون.

كما اعطى هبوط الين الضوء الاخضر للمستثمرين لشراء اسهم كبار المصدرين مثل هوندا موتور التي ارتفع سهمها 59.3 في المائة الى 4620 ينا.