تراجع مؤقت في الطلب على الريال السعودي في سوق الصرف المصرية وتوقعات بصعود اليورو والإسترليني

مصرفيون يتحفظون على تحريك قيمة الجنيه ويطالبون بنظام صرف أكثر مرونة ويحذرون من مضاربات متوقعة

TT

وصف مسؤولون مصرفيون وأصحاب شركات صرافة مصرية تراجع الطلب على الريال السعودي والدولار الأميركي في سوق صرف العملات الأجنبية المصرية خلال الأيام الماضية، بأنه مؤقت لاسيما بالنسبة للريال الذي سيعاود الصعود مجددا مع بداية موسم الحج. كما أشاروا إلى أن تراجع الطلب لم يؤثر بشدة على سعر الريال أو الدولار حيث مازال الأول يتأرجح بين 137 قرشاً و140 قرشاً في السوق غير الرسمية مقابل 125 قرشاً في البنوك وشركات الصرافة بينما يتراوح سعر الدولار في السوق غير الرسمية بين 515 قرشا و517 قرشاً مقارنة بنحو 465 قرشاً للسعر الرسمي في البنوك وشركات الصرافة.. وتوقع المسؤولون المصرفيون أن تشهد سوق صرف العملات الأجنبية المصرية خلال الأسابيع المقبلة سباقا جديدا بين اليورو والدولار وكذلك الجنيه الاسترليني على ضوء انخفاض سعر الفائدة على الدولار الأميركي لتصل الى 1.25% واتجاه بعض العملاء نحو الايداع باليورو على حساب الدولار خاصة بعد اعلان الحكومة المصرية عن اجراءات جادة لتفعيل اتفاق المشاركة مع الجانب الأوروبي والتركيز على زيادة التبادل التجاري مع دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة. وكذا تعاظم المبادلات التجارية المصرية مع المملكة المتحدة، الأمر الذي من المنتظر أن ينعكس على قيمة الجنيه الاسترليني في سوق الصرف المصرية. وأكد المصرفيون أن السوق المصرية مازالت في مرحلة ترقب وعدم استقرار وتحفظوا على تلميحات بعض المسؤولين المتعلقة بتحريك جديد لقيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنيبة الرئيسية وطالبوا بنظام صرف أكثر مرونة واعترفوا بأن الحرص على تثبيت قيمة العملة الوطنية أمام الدولار في عقد التسعينات كانت خاطئة وأدت الى تداعيات خطيرة الأمر الذي يتطلب السماح بهامش أكبر لتفاعل قوى العرض والطلب والتدخل فقط في حالة الانحراف وتعمد المضاربة علاوة على الاستمرار في الرقابة على نشاط شركات الصرافة.. وحسبما يرى نائب محافظ البنك المركزي السابق محمد البربري فإن معدلات الطلب على الريال السعودي سوف تزداد خلال الأسابيع القليلة المقبلة، الأمر الذي يرجح ارتفاع سعر الريال السعودي مجدداً خاصة في ذروة موسم الحج إلا أنه أوضح أن معدلات الطلب لن تكون كنظيرتها خلال موسم عمرة رمضان نظرا لأن حصة مصر من الحج لا تتجاوز نحو 75 ألف حاج في حين أن أعداد المعتمرين تجاوزت حوالي 500 ألف معتمر، وأضاف أن سعي شركات السياحة لتدبير احتياجاتها من الريال السعودي لتغطية تكاليف ورسوم رحلات الحج ومطالبتها برفع أسعار تلك الرحلات بدعوى الارتفاع المستمر في سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه المصري سيحرك أسعار الريال لاسيما في السوق غير الرسمية. وذكر البربري أن تراجع موارد البنوك من الريال السعودي قلص حجم المعروض منه الأمر الذي دفع العملاء الى التعامل مع السوق غير الرسمية.

وأكد سكرتير شعبة شركات الصرافة المصرية علي الحريري أن الطلب على الريال يفوق المعروض منه بنحو 20% ومن المنتظر أن تصل هذه الفجوة الى نحو 40% خلال ذروة موسم الحج.. وتابع أن حجم الطلب أقل من نظيره في المواسم السابقة غير أن نقص المعروض ضاعف من الشعور بأزمة الريال، وأشارالحريري إلى انخفاض معدلات تداول الريال بشركات الصرافة الى أقل من 200 ألف ريال مقابل ملياري ريال قبل عدة سنوات.. كما رفض اتهام شركات الصرافة بالمضاربة على أسعار العملات الأجنبية، وأوضح أن شركات الصرافة في مقدمة المتضررين من هذه المضاربات.. وتابع أن الطلب حالياً مازال مركزاً على الريال السعودي والدولار وأن الطلب على العملات الأخرى خاصة اليورو والجنيه الاسترليني ربما ينتعش خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع ذروة الموسم السياحي الشتوي وتحرك عمليات التبادل التجاري بين مصر وبريطانيا وكذا تفعيل اتفاقية المشاركة مع أوروبا فضلاً عن أن تراجع الفائدة على الدولار قد يدفع صغار المدخرين الى حيازة اليورو والاسترليني، الأمر الذي يؤدي الى زيادة الطلب عليهما.

ويرى طارق متولي بادارة المعاملات الدولية في بنك مصر ـ رومانيا أن المناخ في سوق صرف العملات الأجنبية المصري مؤهل لحدوث سباق جديد بين الدولار واليورو على خلفية تراجع الفائدة على العملة الأميركية الى 1.25% واتجاه الحكومة المصرية لتنفيذ اتفاقية المشاركة مع أوروبا.. وتوقع متولي حدوث انخفاض في الأرصدة والودائع الدولارية حال استمرار الاقبال المنتظر على حيازة اليورو والجنيه الاسترليني على حساب الدولار.