الليرة اللبنانية تحتفظ بمكاسبها بعد تنامي الثقة بالاقتصاد

TT

بيروت ـ رويترز: احتفظت الليرة اللبنانية بمستواها بعد صعودها لأعلى مستوياتها في عامين على الاقل خلال اسبوع التعاملات المنتهي أمس، اذ ما زال المتعاملون يشعرون بتأثير الدفعة التي حظيت بها بفضل اجتماع الدول المانحة الذي عقد بباريس في نوفمبر (تشرين الثاني) وحصلت فيه البلاد على تعهدات بقروض قيمتها أكثر من أربعة مليارات دولار.

وقال متعاملون انه جرى تداول الليرة عند حوالي 1501 ليرة للدولار الواحد أمس، وهو الحد الاعلى في نطاق التدخل السعري الذي يتبناه مصرف لبنان المركزي والذي يتراوح بين 1501 ليرة و1514 ليرة قبيل عطلة عيد الفطر التي يتوقع ان تبدأ اليوم. وقال متعامل «ما زلنا نشهد موجة بيع مكثفة للعملة الاميركية بفضل التفاؤل الذي ساد اثر مؤتمر باريس ـ 2».

وتابع قائلا «البنك المركزي هو المشتري الوحيد للدولارات. واداء العملة اللبنانية تحول تحولا كبيرا». واقتربت الليرة خلال الجانب الاكبر من العامين الماضيين من الحد الادنى من نطاق التدخل السعري للبنك المركزي اللبناني في ضوء الضغوط التي تعرضت لها من جراء المخاوف ازاء قدرة البلاد على الوفاء بأعباء خدمة الدين العام الذي تبلغ قيمته نحو 30 مليار دولار، وهو الامر الذي كان يضطر البنك المركزي دوما للتدخل في السوق للدفاع عنها.

وحصل لبنان على تعهدات بمنحه ضمانات قروض طويلة الاجل تتراوح قيمتها بين ثلاثة مليارات و3.14 مليار يورو بفائدة تقل كثيرا عن نظيرتها المستحقة على الدين القائم خلال مؤتمر المانحين في باريس في الشهر الماضي. ويعتزم لبنان استغلال تلك الاموال لسداد مدفوعات ديون بفائدة اكبر من ذلك بكثير ويحين موعد استحقاقها قريبا. كما حصل لبنان على تعهدات بمنحه قرضا قيمته 1.24 مليار يورو سيجري استغلاله في مشروعات تنموية في شتى ارجاء البلاد. ورفعت تلك التعهدات الثقة في الاقتصاد اللبناني مما عزز اداء الليرة وهبط باسعار الفائدة خلال اسبوعين متتاليين. وقال متعاملون انهم يتوقعون استمرار تراجع اسعار الفائدة فيما ستظل الليرة قرب مستوياتها الراهنة خلال الاشهر الثلاثة او الستة المقبلة ليجري تداولها في نطاق سعري يتراوح بين نحو 1501 ليرة و1504 ليرة.

وأوضحوا ان البنك المركزي اشترى عدة ملايين من الدولارات من السوق لتعزيز احتياطياته من النقد الاجنبي منذ قمة باريس في ضوء تقلص الطلب على الدولارات بفضل تنامي الثقة.