تجارة التحف واللوحات الفنية تتحدى الكساد العالمي

TT

بارما (ايطاليا) ـ رويترز: بينما ينظر المستثمرون بقلق لعام بائس مضى فقد يكون من الافضل لهم ان يحذوا حذو قلة من السيدات الانيقات زرن عرضا للتحف الايطالية اقيم في الاونة الاخيرة.

تجمعت السيدات حول عقد من الماس والزفير يرجع الى القرن التاسع عشر كان مملوكا من قبل للاسرة المالكة في فرنسا وتفحصنه باعجاب وكن على اتم الاستعداد لشرائه بعد ان قدر سعره بنحو ثلاثة ملايين دولار.

ورغم ان العقد لم يكن معروضا للبيع فان النقطة الاساسية بدت واضحة.. رغم المصاعب المالية فان المجوهرات القديمة مثل الاعمال الفنية الرفيعة من الاستثمارات طويلة المدى الاكثر رواجا في الوقت الحالي.

وقال كارلو فيريرو زندريني صاحب العقد الذي قرر الاحتفاظ به في الوقت الحالي «هناك دائما مشترون للاشياء الرائعة. لعل الازمة أضرت بالسوق في المدى المتوسط ولكن هناك طلبا دائما على الاشياء النادرة والجميلة بشكل استثنائي». وتعزز زيارة لمعرض جوتا الدولي السادس للتحف رأيه.

فقد توجه عشرات من التجار ومحبي الفن للمعرض المقام من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الى الثامن من ديسمبر (كانون الاول) في مدينة بارما بشمال ايطاليا وسجل عدد الزائرين منهم ارتفاعا حادا عن العام الماضي رغم الركود الاقتصادي العالمي.

ورغم التراجع الاقتصادي المستمر اكد زندريني عن ثقته بوجود مشترين لمجموعته من المجوهرات من تصميم بولجاري وكارتييه وفان كليف واربل والتي يصل سعر بعضها الى مئات الالاف من الدولارات.

وقد تكون اسواق الاسهم الرئيسية في العالم فقدت ما بين 20 و30 في المائة من قيمتها هذا العام الا ان سوق الفنون الرفيعة مزدهرة اذ ينفق المستثمرون ملايين الدولارات على استثمارات قيمة طويلة الاجل.

وفي يوليو (تموز) بيعت لوحة الرسام العظيم بول روبنز «مذبحة الابرياء» التي ظلت مفقودة لزمن طويل بمبلغ 76.6 مليون دولار لتصبح ثالث اغلى لوحة في العالم. وفي نفس الوقت تراجعت بورصة الاسهم في لندن لادنى مستوى في خمسة اعوام.

وفي معرض جوتا تجري الصفقات في سرية ولا يكشف ابدا عن السعر النهائي الا ان خبراء يقولون ان المبيعات في اخر معرض اقيم قبل عامين سجلت «عدة ملايين من الدولارات». وقال منظمو معرض جوتا انهم يتوقعون ان ترتفع المبيعات هذا العام مع ارتفاع عدد هواة وتجار التحف المختارين المشاركين في المعرض الى 95 من 80 في المائة.

وقال خبراء ان المبيعات في معرض للتحف اوسع نطاقا اقيم في وقت سابق من هذا العام ارتفعت لمئات الملايين من اليورو.

وقال دومينكو باريلي رئيس مركز فيرا دي بارما للمعارض الذي يستضيف معرض جوتا «لم تطل الازمة الناس الذين يأتون للشراء هنا». وادراكا للطلب المتزايد على القطع الفنية رفيعة المستوى وسعت بعض البنوك الخاصة خدماتها المصرفية الخاصة لتغطي استثمارات العملاء في الاعمال الفنية مقتفية أثر خطوة مماثلة لبعض البنوك الاميركية الالمانية والسويسرية الخاصة.

وقال موريتسيو زانكانارو مدير عام بانكا اليتي «الفن لا يتأثر بدورات السوق».

وفي الاونة الاخيرة بدأ بنكه في تقديم خدمات لعملائه لمساعدتهم في تقييم وشراء وترميم وحفظ وبيع الاعمال الفنية.

ورغم هذا التحمس للاعمال الفنية الا ان الخبراء يقولون ان سوق التحف والمجوهرات القيمة في ايطاليا يمكن ان تزدهر اكثر لولا عقبات تشريعية.

ويحد قانون يمنع بيع اي لوحات فنية ترجع لاكثر من خمسين عاما في الخارج من احتمال نمو السوق في المستقبل وامكانية جذب استثمارات تصل لملايين الدولارات.

وينص القانون الذي صدر في الثلاثينات من القرن الماضي على عرض مثل هذه الاعمال الفنية على لجنة حكومية خاصة لتحديد قيمتها التاريخية والثقافية. ومن حق اللجنة ان تمنع البيع لمشتر اجنبي.

وقال توماسو توماسي رئيس اتحاد تجار الاعمال الفنية الايطالية في بارما «نواجه مشاكل كثيرة عند بيع التحف في الخارج بسبب هذا القانون. اي قطعة فنية عمرها اكثر من خمسين عاما سواء كانت لوحة رسمها جدي او مايكل انجلو يجب فحصها. نأمل ان يهتم بعض البرلمانيين بالقضية ويبدأوا في تعديل القانون». وقال ان السوق المحلية ستستفيد من تدفق مزيد من الاموال بسهولة من اوروبا والولايات المتحدة اذا تغير القانون.

ويقول روبرتو كاسامونتي التي يعرض اعمالا لماتيس وشاجال وبراك وغيرهم من فناني القرن العشرين في جوتا ان رفع مدة الحظر الى مائة عام سيحقق فائدة فورية دون ان يؤثر على الاعمال الفنية القديمة في ايطاليا.

وقال «نحن نعيش في اوروبا الموحدة ويجب ان تكون خالية من اية قيود».