الـ«760» الجديدة من بي. أم. دبليو ترفع لواء التحدي في معركة أفضل سيارة بالعالم

«الشرق الأوسط» جربتها وتمتعت بأدائها المتميز في دولة الإمارات داخل المدن وخارجها

TT

اذا كانت هناك حقيقة لا تقبل الجدل في عالم السيارات هذه الأيام فهي ان الشركات العالمية الصانعة متيقظة أكثر من اي وقت مضى لما يعده منافسوها ويخططون له من منتجات وتقنيات متطورة. وفي شريحتي السيارات الفاخرة والسيارات الفائقة الفخامة تكتسب المنافسة طابعا استثنائيا، ولا سيما في ظل الفرز الواضح للماركات الأشهر في الولايات المتحدة واوروبا واليابان.

في اليابان، ما عاد جديدا الكلام عن النجاح الضخم الذي تحققه ماركة ليكزس التابعة لتويوتا، وخلفها ماركة اينفينيتي التابعة لنيسان وماركة آكورا الأميركية التابعة لهوندا. وفي الولايات المتحدة تحاول شركة جنرال موتورز بشجاعة تستحق الاشادة تحويل كاديلاك مجددا من ماركة اميركية وقورة تسلل الشيب الى مفرقها وخسرت جزءا كبيرا من حصتها السوقية حتى داخل السوق الأميركية الى ماركة عالمية شابة متجددة ومتوثبة. والشيء نفسه فعلته وتفعله منافستها اللدودة فورد مع ماركة لنكولن، التي كانت الماركة الرائدة اميركيا في اقتحام ميدان المركبات الرياضية الوعرية عندما أطلقت طراز «نافيغايتور» قبل بضع سنوات، وقد عززته اخيرا بطراز أصغر حجما هو «آفيايتور». وعلى صعيد آخر تراهن فورد بكثير من الاصرار على تثبيت أقدام ماركتيها الاوروبيتين الفاخرتين جاكوار وفولفو في مواجهة تحديات الثلاثي الالماني مرسيدس بنز وبي ام دبليو وآودي. الا ان حلبة الصراع الأهم على «القمة النوعية» لصناعة السيارات هي .....اوروبا.

ففي اوروبا تدور اليوم، مع الاحترام لجميع المنافسين، رحى المعركة الحقيقية على لقب افضل سيارة في العالم. وفي اوروبا ترتفع المعايير وتتحطم الارقام القياسية وتتهاوى المحاذير والخطوط الحمراء. وتخوض هذه المعركة اليوم بلا تردد ثلاث مجموعات المانية صانعة هي: دايملر كرايسلر صانعة سيارات مرسيدس بنز ومايباخ، وبي. ام. دبليو صانعة سيارات بي. ام. دبليو ورولز رويس، وفولكسفاغن صانعة سيارات آودي وبنتلي بجانب لامبورغيني وبوغاتي.

المجموعات الثلاث لا تستكين ولا تنام ولا تتوانى لحظة عن مواكبة احدث التطورات عند المنافسين. ولذا طرحت في السوق خلال العامين الأخيرين أفضل ما عرفه عالم السيارات من جودة وتقدم وفخامة ومبتكرات.

ولئن كانت مرسيدس تواصل تطوير رائعتها «الفئة اس» التي استحق موديلها الحالي لقب افضل سيارة في العالم منذ طرحه في الأسواق قبل بضع سنوات، فقد ردّت بي. ام. دبليو عليها بالجيل الثوري الجديد من «الفئة السابعة» المميز بتقنية الـ «آي درايف»، ولحقت بهما فولكسفاغن مطورة سيارتين اثنتين هما الجيل الجديد من آودي «آيه 8» وسيارة فولكسفاغن «فايتون» البديعة الفخمة بمحرك قوي ثماني الأسطوانات ...حوّل فولكسفاغن بجرة قلم من «سيارة الشعب» ـ كما يعني هذا الاسم باللغة الألمانية ـ الى «سيارة النخبة». وفي مجال التحدي في مجال امتلاك ماركة نخبوية صرف، صبرت دايملر كرايسلر بصمت على منافستيها بي ام دبليو وفولكسفاغن عندما تنازعتا التنافس على الحصول على ماركتي رولز رويس وبنتلي البريطانيتين العريقتين، ولكن عندما انتهى التنازع بـ«التعادل» والتقاسم... ومباشرة تصنيع جيل جديد يشهد استقلالية الماركتين التوأمين لأول مرة منذ نحو نصف قرن، انهضت دايملر كرايسلر ماركة مايباخ من كهف الماضي وصنعت سيارة جديرة تماما بالتربع على القمة.

وهنا نصل الى بيت القصيد، الذي هو أحدث «اسلحة» بي. ام. دبليو في معركة التفوق. فالمجموعة الألمانية الطموحة التي تعد العدة لأزاحة الستار خلال الأسبوع الأول من يناير (كانون الأول) المقبل عن اول سيارة رولز رويس تنتج بعد استحواذ المجموعة الألمانية على الماركة البريطانية الشهيرة، هاجسها التفوق التقني. وهي، على الأقل بما يخص ماركة بي ام دبليو، غير معنية بالضجة التي رافقت قبل بضعة أشهر التعريف بمايباخ، ولا يهمها كثيرا ما تحمله مايباخ من مزايا. فمنافسة مايباخ في شريحتها السوقية ستتكفل بها سيارة الرولز رويس الجديدة التي ستحمل كل جوانب فلسفة بي. ام. دبليو.

اما ما يعني بي ام دبليو حقا فهو انتاج منافس يهزم المرسيدس «الفئة اس» بالدرجة الأولى، ومن بعده المنافسة الموعودة من آودي وفولكسفاغن. وبالفعل كانت الخطوة الأحدث على الطريق اطلاق نموذج الـ«760» من طراز «الفئة السابعة» بمحرك جبار من 12 اسطوانة سعته 6 ليترات، بحلتين حجميتين هما «أي» (الصالون) و«أل آي» (صالون طويلة) ليموزين تقريبا.

«الشرق الأوسط» جرّبت الليموزين أي الـ«760 ال آي» داخل امارة دبي وخارجها على الطرق السريعة وكانت التجربة غاية في المتعة في سيارة بلغت القمة حقا في معايير الفخامة والنعومة... وطبعا القوة المنتظرة من محرك جبار بـ12 اسطوانة سعته 6 ليترات، كذلك كانت هناك الاستجابية العالية التي كانت «الشرق الأوسط» قد خبرتها سابقا مع شقيقتها ذات المحرك الثماني الاسطوانات عند تجربتها في تايلاند. انها سيارة متميزة اولا على الصعيد التقني، وقد تأقلم معها بمرور الوقت حتى اولئك الذين تحفظوا عنها عند مشاهدتها لأول مرة. فالواقع ان التصميم المثير للجدل خصوصا للمؤخرة، ونظام الـ«آي درايف» المفرط الذكاء ـ حيث يتكفل المدوار القرصي بتحديد معظم المهام المطلوبة من السيارة بمجرد تحريكه ومن ثم كبسه عند تحديد الغرض المنشود على شاشة امام السائق بات مألوفا تماما عند سائقي هذا الطراز من غير المدمنين على حب بي ام دبليو وابتكاراتها واولوياتها ازاء الاداء والشخصية الرياضية النقية. وعلى امتداد مشوار المتعة مع الـ«760 ال آي» الذي طال لبضع ساعات نجحت هذه السيارة في شرح فضائلها وحسناتها وبصورة قاطعة.

هل ستنجح الـ«760» في الاسواق العربية؟ هذا سؤال لم يتردد في طرحه بعض مسؤولي بي ام دبليو الذين اتيحت لنا فرصة التحاور معهم. والاجابة على هذا التساؤل ذات شقين الأول هو الجو العام المخيم على المنطقة وتبعاته بالنسبة للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ـ المعيشية وهنا ثمة علامة استفهام كبيرة لا تمس بي ام دبليو بل تمس جميع الصانعين. اما الشق الثاني ـ اذا لم يطرأ تغير جوهري على القدرات الشرائية في المنطقة ـ فيتصل باستراتيجية التسويق التي ستعتمدها بي ام دبليو وشبكة موزعيها امام المنافسين الرئيسيين. ومع ان السعر ليس عاملا مؤثرا جدا في المفاضلة بين السيارات العالية الفخامة فان امام الممثلين الاقليميين وشبكات الوكلاء والموزعين تحديا لا يستهان به في سوق تباع فيه كل ماركات السيارات الفاخرة والفائقة الفخامة ويشتد فيها التنافس يوما بعد يوم.

كلمة اخيرة. تستحق الـ «760» ان تنجح لأنها في شريحتها سيارة تخاطب العقل والقلب معا وهذه ميزة لا تتوفر تلقائيا لكل من هم في حلبة المنافسة.

* موجز المواصفات (للصالون والليموزين الا اذا اشير للاختلاف) ـ جسم السيارة: سيارة ركوب سياحية بأربعة ابواب.

ـ الأبعاد: طول الصالون (الـ«آي») 5029 مم، وطول الليموزين (الـ«ال آي») 5129 مم، مع عرض 1902 مم وارتفاع 1492 وقاعدة عجلية 2990 مم وفرجة عجلية امامية خلفية 1578/1582 مم لكليهما، ودورة انعطاف كاملة مقدارها 12،1م (الصالون) و12،6م (الليموزين).

ـ الوزن: 2090 كلغ فارغة و2165 كلغ مع السائق وامتعته (الصالون) و2150 كلغ فارغة و2225 كلغ مع السائق وامتعته (الليموزين).

ـ المحرك: 12 اسطوانة بشكل «في» سعته 5972 سم مكعبا (حوالي 6 ليترات) مع اربعة صمامات لكل اسطوانة.

ـ القوة القصوى التي يولدها المحرك: 327 كيلو واط عند 6000 دورة في الدقيقة.

ـ عزم الدوران الأقصى: 600 نيوتون متر عند 3950 دورة في الدقيقة.

ـ الهيكل القاعدي (الشاسية): التعليق الأمامي مفصل دعمي ثنائي الوصلات برفاص من الألومنيوم مع تعويض للضغط العرضي ومانع انكفاء امامي، والتعليق الخلفي مفصل متكامل متعدد الأذرع من الألومنيوم ونظام تعليق عجلي بمؤثر خاص مانع للانكفاء مع تعليق هوائي ذاتي الاستواء.

ـ المكابح: مكابح أمامية قرصية مهواة ثنائية المكابس قطرها 374 مم ومكابح خلفية قرصية مهواة ثنائية المكابس قطرها 370 مم.

ـ الأداء: نسبة الوزن للقوة في الصالون 6،39 كلغ/كيلو واط وفي الليموزين 6،57 كلغ/كيلو واط.

ـ التسارع: من الصفر الى الـ100 كلم في الساعة 5،5 ثواني (الصالون) و5،6 ثواني (الليموزين).

ـ معدلات استهلاك الوقود داخل المدينة 20،2 ليتر للمائة كلم (الصالون) و20،5 ليتر للمائة كلم (الليموزين) وفي القيادة خارج المدن 9،5 ليتر للمائة كلم (الصالون) و9،7 ليتر للمائة كلم (الليموزين).