ندوة في الرياض تبحث تأثير تراجع موارد المياه على التنمية الاقتصادية

الأمير سلمان يؤكد أهمية المحافظة على المياه كخيار استراتيجي يدعم مسيرة التنمية

TT

رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، صباح أمس ندوة «المياه تحد استراتيجي علمي يواجه الإنسانية جمعاء» التي تنظمها وزارتا التعليم والمياه السعوديتان في مركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين في مجالات علوم المياه للبحث في التعقيدات التي تواجه ترشيد استعمال المياه من النواحي الاقتصادية والبيئية والقانونية والاجتماعية.

وألقى أمير الرياض كلمة خلال الحفل عبر فيها عن حرص الحكومة السعودية على توفير مياه الشرب للجميع في كافة المدن والقرى والهجر عندما أنشأت المشاريع الجبارة من أجل راحة المواطن والمقيم بالرغم من شح الموارد المائية في المملكة لعدم وجود أنهار جارية أو بحيرات عذبة ولقلة الامطار، وأشار إلى المعاناة العالمية من قلة الموارد المائية ومشاركة المملكة في المجهود العالمي لمعالجة هذه المشكلة.

وبين الأمير سلمان بأن السعودية انتهجت مبدأ ترشيد استخدام المياه كخيار استراتيجي عندما قامت وزارة الزراعة والمياه آنذاك بحملة وطنية شاملة لترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها وذلك على عدة مراحل استخدمت فيها جميع وسائل الإعلام المختلفة وهي حملة حققت العديد من الإنجازات التى لا يتسع المجال لحصرها، ومنها أن الدولة أقامت أكثر من 1200 مشروع للمياه اضافة الى 28 محطة لتحلية المياه المالحة على الساحلين الشرقي والغربي بالاضافة الى مشاريع الصرف الصحي. وأضاف الأمير سلمان: أن إنشاء وزارة مستقلة للمياه جاء لتضم كافة الجهات المعنية بموضوع المياه ولتوحيد الجهود وتقديم الخدمة للمواطنين والمقيمين بيسر وسهولة وكذلك لتحديث كافة الخطط والدراسات المائية في المملكة مما سيمكن الدولة من رسم سياسة مائية ملائمة للمرحلة القادمة متمنيا لهذه الوزارة الجديدة كل تقدم ونجاح.

من جانبه وجه الدكتور غازي القصيبي وزير المياه السعودي في كلمته التي ألقاها خلال الحفل تقديره لأمير الرياض على رعايته الشخصية لقضية المياه في منطقة الرياض ومعايشته لهمومها منذ عشرات السنين، مؤكداً بأن الماء أثمن شيء على وجه الأرض، ومن ذلك أن القرآن الكريم جاء على ذكر المياه في نحو 63 من آيات تدور حول امتنان الخالق سبحانه على خلقه بإنزال الغيث الذي يدير عجلة المياه. وبين أن الماء نعمة ربانية عظمى ينبغي ان يقابلها الكثير من الشكر المتمثل بالحفاظ عليها، فلا تهدر وتستنزف، ولا تراق على ما لا ينفع، ومشيراً إلى أن الماء تتهدده مخاطر الفقدان، ومخاطر التلوث ويتنبأ الباحثون بأن حروب المستقبل ستدور بسبب المياه وحولها، اضافة إلى الكوارث الصحية والبيئية الأخرى التي تهدد المياه، ومشدداً على ضرورة العمل على مواجهة التحديات التي تسببها مشاكل المياه.

وبين الدكتور القصيبي في تصريح صحافي أنه حتى الآن لم يتم وضع الهيكل التنظيمي لوزارة المياه وذلك في انتظار إقرار الميزانية العامة للدولة التي أقرت مطلع هذا الشهر، مشيراً إلى أن تشكيل إدارات وفروع الوزارة سيتم بمجرد اعتماد ميزانية الوزارة، وأن لجان الوزارة تعمل حالياً على وضع اللوائح الخاصة بأسعار خدمات المياه والحملات التنظيمية لترشيد المياه، كما تتعاون مع كل من وزارة التجارة والجهات المعنية الأخرى في سبيل إزالة جميع المعوقات أمام دخول المنتجات المحظورة استعمالها في الأدوات الصحية للبلاد أو تصنيعها في المصانع الداخلية.

وبدوره ألقى الدكتور علي بن سعد الطخيس وكيل وزارة المياه كلمة خلال الحفل، بين فيها أن محاور الندوة ستتضمن المحافظة على المياه وطرق ترشيد استخدامها ومخاطر استنزافها، وطرق إعادة استخدام المياه ودورها في قيام الحضارات والتواصل بين دول العالم، وأسباب أزمة المياه العالمية والحلول المناسبة لها، والمعلومات الهيدرولوجية وأهميتها لتقويم الوضع المائي، وأهمية المياه المتجددة في التنمية الزراعية.

وأشار إلى أن جلسات الندوة ستبحث أسباب التناقص المستمر لموارد المياه في المنطقة وأهمية وضع القيود الضرورية لمنع تأثير تراجع موارد المياه على التنمية الاقتصادية من خلال استبعاد مسببات فقدان وإهدار الماء والوصول إلى عملية التوازن في استعماله.

=