أسعار الذهب تواصل الارتفاع وأجواء الحرب تخيم على سوق المعادن الثمينة في مصر

توقعات باستمرار موجة الارتفاع في حالة توجيه ضربة أميركية إلى العراق باعتبار الذهب ملاذا آمنا

TT

شهدت اسعار الذهب في الأسواق المصرية ارتفاعا متناميا خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ بلغ سعر الجنيه الذهب 384 جنيها حتى يوم الخميس الماضي بزيادة قدرها 7 جنيهات عن سعره منذ 6 أشهر وأرجع تجار وصناع الذهب هذه الموجة الصعودية الى ارتفاع اسعار الذهب في البورصات العالمية الى 350 دولارا للأونصة بزيادة 100 دولار عن سعرها في يونيو (حزيران) الماضي، وقالوا ان أجواء الحرب التي تخيم على الساحة العالمية واحتمالات توجيه ضربة اميركية للعراق وارتفاع اسعار البترول نتيجة الاضطرابات في فنزويلا أدت الى ارتفاع اسعار الذهب في الأسواق العالمية ومن بينها مصر مؤكدة ارتباط السوق المصري ارتباطا وثيقا بالأسعار الدولية، خصوصا في اسعار المعادن النفيسة.

وتوقعوا استمرار موجة الارتفاع هذه في حالة توجيه ضربة اميركية الى العراق نظرا لاتجاه المستثمرين ـ خصوصا صغارهم ـ الى شراء الذهب على اعتبار انه الملاذ الآمن للادخار في مثل هذه الظروف. وقال رفيق عباس رئيس شعبة صناع الذهب باتحاد الصناعات ان السوق المصري مرتبط كلي وجزئي بالاسواق العالمية خاصة في ما يتعلق بالمعادن الثمينة. واضاف ان سعر الذهب يظل ثابتا في جميع الأسواق ولذلك اذا انخفضت الاسعار في الداخل يلجأ التجار الى تسييله وتهريبه الى الخارج ليباع بأسعار السوق الدولي واذا حدث العكس يتم تهريب الذهب الى الداخل، مؤكدا ان الذهب كخامة سهلة الخروج من مصر أو الدخول اليها سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، وأرجع السبب في ارتفاع الاسعار دوليا الى حالة الحرب التي يعيشها العالم وتزايد احتمالات توجيه ضربة اميركية الى العراق واتجاه المستثمرين الى الادخار في الذهب باعتباره الملاذ الآمن في مثل هذه الظروف المتغيرة.

* توقع استمرار موجة الارتفاع

* وأكد شريف السرجاني رئيس شعبة تجار الذهب باتحاد الغرف التجارية ان سوق الذهب العالمي ينطبق عليه نظرية الآواني المستطرقة، فالأسعار في جميع الدول ثابتة، مؤكدا ان تجار الذهب لا يتكسبون من بيع الذهب كمعدن، ولكن من المتاجرة في القيمة المضافة المتمثلة في المصنعية والتصميمات، وذكر سببا آخر لارتفاع اسعار الذهب عالميا ألا وهو ارتفاع اسعار البترول نتيجة توقف الصادرات الفنزويلية بسبب الاضرابات العمالية في كاركاس، وتوقع استمرار موجة الارتفاع حتى زيادة المعروض من الذهب في الأسواق العالمية عن طريق امدادها بخامات المناجم الجديدة.

وقال عبد العزيز الموردي «تاجر ذهب» ان ارتفاع اسعار البترول وهبوط سعر الدولار أدى الى اتجاه الناس الى شراء الذهب، مما أدى الى قلة المعروض منه، وهو الأمر الذي انتقل الى السوق المصري رغم حالة الركود التي يشهدها منذ فترة طويلة، وأكد ان الذهب لا يباع في أي مكان في العالم بأقل من ثمنه العالمي، وأضاف ان هناك اعتقادا خاطئا لدى البعض أن سوق الذهب المصري لا يتأثر بما يحدث في البورصات العالمية، وتوقع ان تشهد الاسعار صعودا كبيرا خلال الفترة المقبلة، خصوصا في حالة توجيه ضربة عسكرية الى العراق، مشيرا الى أن أجواء الحرب تدفع الناس الى اقتناء الذهب باعتباره وسيلة الادخار الأكثر أمانا من الاستثمار في البورصة أو في الادخار بالعملات الصعبة، وأكد ان الركود في سوق الذهب يتمثل في بيع المشغولات الذهبية وليس في بيع الذهب كمادة خام.

* الأوضاع الاقتصادية سببت ركود

* وتقول سماح نبيل استشاري مجلس الذهب العالمي في مصر ان ارتفاع اسعار الدولار مقابل الجنيه المصري أدى الى ارتفاع اسعار الذهب نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد التي تتم عادة بالدولار، مؤكدة ان تحديد اسعار الذهب العالمية يتم بالدولار وليس بالجنيه أو أية عملة أخرى. وأضافت أن الأوضاع الاقتصادية الحالية في مصر أدت الى حدوث ركود كبير في سوق الذهب الا انه لم يؤثر سلبا على الاسعار لارتباط السوق المصري بالأسواق العالمية.

وتوقعت حدوث انتعاش في سوق الذهب المصري خلال الفترة المقبلة مع بداية الموسم الجديد نتيجة اتجاه الناس الى ادخار أموالهم في شراء المعادن الثمينة ومن بينها الذهب خاصة في ظل أجواء الحرب التي تخيم على منطقة الشرق الأوسط.

وأشارت الى تراجع اسعار الذهب عالميا بمقدار 3 دولارات للأونصة يوم الخميس الماضي لمجرد عدم تصريح الرئيس الاميركي بوش بموقف واشنطن من تقرير الاسلحة العراقي.

وأكد حسن عليش تاجر ذهب ان الارتفاع في اسعار الذهب جاء نتيجة ارتفاعها في البورصات العالمية بسبب انخفاض الاسعار في بورصات الأوراق المالية الاميركية وتراجع الطلب على الدولار بسبب الانخفاضات المتوالية على الفائدة عليه، مما دفع المواطن الاميركي الى الاقبال على اقتناء الذهب، وقال ان الركود في السوق المصري يشمل المجوهرات والمعادن الثمينة الأخرى نظرا لحالة الركود والأزمة الاقتصادية التي تواجه مصر في الفترة الحالية.

* ارتفاع البورصة العالمية عزز الارتفاع

* من جانبه أكد رئيس مصلحة الدمغة والموازين في مصر سيد عبد المؤمن حدوث ارتفاع في اسعار الذهب في الاسواق المصرية وارجع ذلك الى ارتفاع أسعاره في البورصة العالمية، وقال رئيس مصلحة الدمغة والموازين ان سعر كيلو الذهب الخام في بورصة نيويورك بلغ يوم السابع عشر من شهر ديسمبر (كانون الاول) الجاري عشرة آلاف و902 دولارا في حين كان في اليوم السابق لهذا التاريخ عشرة آلاف و706 دولارات بزيادة 196 دولارا. وأشار الى انه رغم الزيادة في اسعار الذهب الا انه من المتوقع حدوث حالة من الرواج في السوق المصري بسبب احتفالات اعياد الميلاد ورأس السنة.

وقال رئيس مصلحة الدمغة والموازين ان حجم ما تم ادخاله المصلحة ودمغه خلال الأيام الماضية بلغ أربعة أطنان ونصف الطن من المشغولات الذهبية منها ربع الطن من الذهب الأجنبي المستورد. وأضاف أن هذه الكمية تدلل على زيادة ما تم دمغه مقارنة بالفترة السابقة، مما يؤكد زيادة الاقبال على الشراء خلال هذه الفترة والمرتبطة بالعادات الاجتماعية المصرية مثل الخطوبة والزواج، بجانب عودة بعض العاملين المصريين من الخارج وكذلك السائحين العرب لقضاء اجازة عيد رمضان واحتفالات أعياد رأس السنة في مصر، وقال ان هناك مواسم يزداد فيها الطلب على شراء الذهب وتشمل شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من كل عام بمناسبة الاجازات وعودة المصريين وازدياد السياحة العربية، وكذلك خلال شهري رمضان وعيدي الفطر والأضحى واحتفالات أعياد الميلاد. وأشار الى أنه تم أيضا خلال الفترة الماضية دمغ أكثر من ستمائة كيلو جرام من المشغولات الفضية مقارنة بخمسمائة كيلو جرام في الفترة التي سبقتها.