90% من مشتريات سكان الإمارات تتم نقدا بالرغم من أن ثلثهم يحملون بطاقات ائتمانية

TT

لا يتجاوز عدد سكان دولة الامارات ثلاثة ملايين نسمة الا ان نسبة انتشار البطاقات الائتمانية فيها تعد واحدة من اعلى المعدلات العالمية، حيث بلغ عدد هذه البطاقات التي تحمل علامة «فيزا» اكثر من 2.1 مليون بطاقة ناهيك عن الانواع الاخرى مثل «ماستركارد» و«داينرز كلوب» وغيرهما ما يعني ان اكثر من ثلث سكان البلاد يحملون مثل هذه البطاقات بأنواعها المختلفة ان كانت ائتمانية او بطاقة خصم وما شابه. الا ان المفارقة مع ذلك ان 90% من المشتريات في البلاد تجري بالطريقة «القديمة»، أي نقدا وذلك وفقا لما قاله امس ديفيد سكريفين مدير عام فيزا في منطقة الشرق الاوسط. وتتصدر الامارات دول المنطقة من حيث استخدام بطاقات فيزا حيث شهد العام المنتهي في يونيو (حزيران) الماضي، ارتفاع متوسط عدد التعاملات للبطاقة الواحدة بنسبة 27 في المائة إلى 29 معاملة سنوياً، وهو رقم قريب من معدل استخدام البطاقات في أوروبا الغربية وأميركا، والذي يتراوح حالياً ما بين 30 و40 مرة سنوياً. كما تجاوز مجموع ما تم انفاقه في الامارات 1.5 مليار دولار اميركي بزيادة قدرها 27 في المائة. ولفت سكريفين في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول هذه المفارقة الى ان تلك المشتريات تتعلق غالبا بالاشياء الزهيدة الثمن كشراء صحيفة او وقود السيارة، حيث قال انه ينتظر ذلك اليوم الذي يقوم فيه المشتري بسداد قيمة مشترياته مهما كانت باستخدام البطاقة الائتمانية. ويرى مصرفيون ان العامل النفسي بصورة اساسية وافتقار كثير من المحلات الصغيرة لآلات قراءة البطاقات الائتمانية يقفان حجر عثرة امام انتشار عصر النقود البلاستيكية في الامارات بصورة حقيقية. ويدلل هؤلاء على عامل الخوف من اساءة استخدام هذه البطاقات والحاق خسائر غير متوقعة بحاملها مما يدفعهم الى الاعتماد على «الكاش» في سداد مدفوعاتهم الصغيرة في المحلات والمتاجر غير الشهيرة. كما ان خوف الكثيرين من التكنولوجيا يدفعهم دائما للجوء الى الوسائل التقليدية سواء في سداد المدفوعات او حتى التعامل مع البنوك. فرغم انتشار ماكينات الصراف الآلي في البلاد لا يزال عدد كبير من الناس يفضل الوقوف في طابور طويل لايداع مبلغ او حتى شيك رغم انه يستطيع ذلك عن طريق الماكينة خلال ثوان. وللتغلب على عامل عدم الثقة تتجه بعض البنوك الاماراتية الى اعتماد ما يسمى بالبطاقات الذكية التي اكثر أمانا وحماية من البطاقات العادية المستخدمة حاليا. وقدر سكريفين حجم الاستثمارات اللازمة للتحول الى بطاقات ذكية في مختلف انحاء العالم بمليارات الدولارات وذلك لتغيير 650 الف جهاز صرف آلي واجهزة نقاط بيع لنحو 18 مليون متجر حول العالم. وقامت الى الآن ثلاثة مصارف في الامارات بطرح هذا النوع من بطاقات ذكية وهي بنك الامارات الدولي و«ايه.بي.ان امرو» وبنك ابوظبي الوطني، فيما اعلن بنك دبي أول من امس خلال مؤتمر صحافي للاعلان عن طرحه لبطاقات ائتمانية عن عزمه تبني البطاقات الذكية خلال 18 شهرا. وينتشر استخدام البطاقات الذكية على نحو واسع وذلك في اوروبا والولايات المتحدة، ويقدر عددها في انحاء العالم بثلاثة مليارات بطاقة.