الدولار يستأنف تراجعه في الأسواق الأوروبية بعد انقضاء عيد الميلاد

TT

انخفض الدولار الى ادنى مستوياته منذ ثلاث سنوات مقابل اليورو ومنذ اربع سنوات مقابل الفرنك السويسري امس بعد ان دفعت المخاوف من الحرب ومن البرنامج النووي لكوريا الشمالية المستثمرين الى بيع العملة الاميركية.

وفي تعاملات محدودة بعد عطلة عيد الميلاد في اوروبا يومي الاربعاء والخميس الماضيين تراجع الدولار بعد ان قالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الولايات المتحدة تسعى لصراع معها بطلبها الغاء البرنامج النووي قبل بدء اي حوار.

وتستمر التوترات المتعلقة بالعراق بعد ان قالت بغداد اول من امس انها زادت حصص الغذاء لتمكين المدنيين من تخزينه قبل حرب محتملة واتهمت الطائرات الاميركية والبريطانية بقصف اهداف مدنية منها مسجد.

وقال جوليان جيسوب كبير الاقتصاديين في «ستاندرد تشارترد» ان «التركيز يتحول مرة اخرى الى عجز ميزان المعاملات الجارية الاميركي. في مناخ تسوده المخاوف من الحرب والنمو العالمي يرغب الناس في الاحتفاظ باموالهم وسيضر ذلك العملات بعجز كبير في ميزان المعاملات الجارية».

واضاف «اتجاه الدولار سلبي للغاية وهذا هو اوضح شيء بالنسبة لاتجاهات الربع الاول من العام المقبل».

ويقول المحللون ان الدولار كان عادة ما يعتبر ملاذا آمنا للقيمة في اوقات الحروب لكن الهجمات التي تعرضت لها الاراضي الاميركية في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 والعجز الكبير في ميزان المعاملات الجارية بدد ذلك.

وتجاهل الين تحذيرات مسؤولين ماليين يابانيين ليرتفع عن حاجز 120 ينا النفسي مقابل العملة الاميركية لكنه ظل داخل نطاق تأرجحه في الفترة الاخيرة.

لكن التحذيرات من التدخل في سوق الصرف تتنامى نظرا لانخفاض الدولار باكثر من عشرة ينات عن مستواه في مثل هذا الوقت من العام الماضي عندما كان يبلغ نحو 131 ينا.

وقال وزير المالية ماساجورو شيوكاوا امس ان اليابان يجب ان تتخذ اجراءات اذا اتجه الين للارتفاع أو اذا شهدت أسعار الصرف تحركات عنيفة.

وحذر هاروهيكو كورودا المسؤول البارز بوزارة المالية كذلك من ان الوزارة سترقب عن كثب تحركات الاسعار خلال فترة نهاية العام ورأس السنة وستتخذ الاجراءات اللازمة اذا تطلب الامر.

وفي مقابل هذه التصريحات، أكد ماسارو هايامي محافظ بنك اليابان المركزي المعروف بتأييده لسياسة الين القوي معارضته لخفض الين بشكل مصطنع لمواجهة الانكماش.

وارتفع اليورو في التعاملات الاوروبية قبل ظهر امس الى 1.0384 دولار بالمقارنة مع 1.0378 دولار عند اقفاله السابق في نيويورك اول من امس.

وزاد اليورو كذلك الى 124.65 ين من 124.43 ين في نيويورك اول من امس.

وارتفع الدولار الى 119.95 ين من 119.93 ين في نيويورك اول من امس.

كما انخفض سعر الجنيه الاسترليني الى ادنى مستوى له منذ ستة اشهر امام اليورو الاوروبي امس لكن من المتوقع ان يرتفع الى أعلى مستوى له منذ عامين ونصف العام أمام الدولار الضعيف بشكل عام وسط مخاوف الحرب وضعف التعاملات في موسم العطلات.

وجرى تداول الجنيه صباح امس حول مستوى 60.78 بنس لليورو قرب ادنى مستوياته منذ الاول من يوليو (تموز).

وسجلت العملة البريطانية 1.6020 دولار ومن المتوقع ان يسعى المتعاملون لرفعها عن 1.6060 دولار وهو اعلى مستوياتها منذ عامين ونصف العام.

وقال محلل من «سيتي بنك» ان «الاسترليني يتأثر بسعر اليورو مقابل الدولار».

اما في اسواق الاسهم العالمية، فقد انخفض مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة أكثر من واحد في المئة في بورصة لندن للاوراق المالية امس لتراجع أسهم البنوك وشركات التأمين ومتاجر التجزئة بعد انخفاض الاسهم الاميركية اول امس.

وانخفض منتصف يوم امس مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي المكون من أسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 47.2 نقطة اي بنسبة 1.20 في المائة الى 3894.9 نقطة. وهبط الموءشر في وقت سابق الى 3891.4 نقطة.

وكان حجم التداول محدودا، اذ بلغ 126 مليون سهم لغياب عدد كبير من المتعاملين مع اقتراب بداية السنة الجديدة.

وكانت مؤشرات الاسهم الرئيسية في الاسواق الاميركية انخفضت بنحو 0.3 في المائة اول من أمس بينما كانت الاسواق الاوروبية مغلقة بمناسبة عيد الميلاد.

وتراجعت معظم اسهم متاجر التجزئة وسط مؤشرات على ان المبيعات في الفترة التي سبقت عيد الميلاد كانت ضعيفة. وهبط سهم «ديكسونز» 3.7 في المائة وسط مخاوف من انخفاض هوامش الربح في متاجر بيع الاجهزة الكهربائية.

وانخفض سهم «افيفا» بنسبة ثلاثة في المائة وكذلك شركات أخرى في قطاع التأمين.

وفي طوكيو، سجلت الاسهم اليابانية ارتفاعا طفيفا في نهاية المعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس، اذ فاق الاقبال على شراء الاسهم المأمونة مثل شركات الكهرباء عمليات البيع لجني الارباح عن أسهم قطاع التكنولوجيا.

لكن حركة التداول ظلت محدودة قبل عطلات رأس السنة.

وارتفع موءشر توبكس لكل اسهم الفئة الاولى في بورصة طوكيو في نهاية المعاملات 0.75 في المائة الى 849.25 نقطة.

وارتفع مؤشر نيكاي المكون من اسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى بمقدار 0.16 في المائة الى 8714.05 نقطة بعد صعوده 2.3 في المائة اول أمس لترتفع مكاسبه خلال الاسبوع الى 3.7 في المائة.

وقال ماسايوشي يانو مدير معلومات الاستثمار لدى توكاي طوكيو لتداول الاوراق المالية «المتعاملون يجنون الارباح عن اسهم التكنولوجيا قبل العطلة كما ان انخفاض الدولار دون 120 ينا زاد من الضغوط على شركات التصدير».

وكان امس اخر يوم كامل لتداول الاسهم اليابانية عام 2002، اذ ان السوق ستعمل نصف يوم الاثنين المقبل ثم تظل مغلقة حتى السادس من يناير (كانون) الثاني).

ومن المرجح ان ينهي مؤشر نيكاي العام منخفضا اكثر من 15 في المائة ليستمر في اتجاهه النزولي عاما ثالثا.