«رولز رويس» الجوهرة البريطانية تتنقل إلى «بي إم دبليو» الألمانية

TT

فرانكفورت (المانيا) ـ أ.ف.ب: تصبح شركة «بي إم دبليو» الالمانية لصناعة السيارات في الاول من يناير (كانون الثاني) المقبل مالكة «رولز رويس» الاسطورية وهي تستعد لصناعة طراز جديد منها لكن عليها للمحافظة على شهرة هذه السيارة ان تبقي على الطابع «البريطاني» لهذه الليموزين التي تعتبر اغلى السيارات ثمنا في العالم.

وهذا الاجراء الذي يكرس الفصل بين سيارتي «بنتلي» و«رولز رويس» البريطانتين، مقرر منذ فترة طويلة.

فبعد منافسة استمرت عدة اشهر العام 1998 لشراء «بنتلي» و«رولز رويس»، تمكنت شركة «فولكسفاغن» من التفوق على «بي ام دبليو» في هذه الصفقة لكنها تعهدت بالتخلي عن «رولز رويس» الى المجموعة البافارية المنافسة لها، اعتبارا من مطلع .2003 وبحصولها على السيارة المفضلة لدى العائلات المالكة، تكون «بي ام دبليو» قد انضمت الى نادي «السيارات الفخمة» الحصري جدا.

وهو امر يحسن صورة «بي ام دبليو» فضلا عن مردوده العالي رغم صغر سوق السيارات الفخمة: فقط عشرة الاف سيارة من هذا النوع تباع في العالم سنويا بسعر يفوق 130 الف يورو لكل واحدة منها حسبما ذكر خبراء.

ولم تنتظر «بي ام دبليو» العام 2003 المنتظر للاستعداد لانضمام «رولز رويس» الى «عائلاتها». فقد اشترت مصنعا في غودوود جنوب انكلترا مكرسا فقط لصناعة سيارات «رولز رويس» جديدة. وتقول المجموعة الالمانية في موقع على شبكة انترنت خصصته لهذا المشروع ان المصنع يقع «على أقل من عشرة أميال من المنزل السابق للسير رويس».

ويشكل ذلك فصلا جديدا في تاريخ السيارة الفخمة التي غادرت في اغسطس (آب) الماضي موقعها التاريخي في كرو (شمال انكلترا) حيث كان يتم تجميعها يدويا منذ .1946 وتراهن «بي إم دبليو» الآن على احداث «نهضة» في سيارات «رولز رويس» التي اهملتها فولكسفاغن لحساب طراز جديد من سيارة «بنتلي» رياضي اكثر واقل كلفة.

وتفيد مصادر في «بي ام دبليو» ان «رولز رويس» لم تعد «تشكل منذ سنوات قليلة سوى 20% من انتاج شركة بنتلي ـ رولز رويس».

وتريد المجموعة الالمانية ومقرها في ميونيخ تجديد «رولز رويس» مع طراز جديد سيكشف عنه في الثالث من يناير في بريطانيا امام مجموعة صغيرة من الخبراء قبل ان يطلق عالميا خلال معرض ديترويت للسيارات.

وقد رشحت معلومات قليلة عن المشروع حتى الآن تفيد ان ليموزين رولز رويس الجديدة باربعة ابواب التي سيصنعها يدويا 250 شخصا تقريبا، ستكون مجهزة بمحرك «في12».

ويعتبر هذا الطراز «جوهرة» تنوي «بي ام دبليو» بيع الف سيارة منه سنويا بسعر اساسي يقدر بـ250 الف يورو.

ويرى خبراء انه على المجموعة الالمانية لتحقيق هذا الهدف، التغلب على تردد الخبراء في هذه السيارة عبر اقناعهم ان «رولز رويس» لن تفقد شيئا من طابعها البريطاني.

ويوضح أحد أعضاء الفريق المكلف تصميم الطراز الجديد طالبا عدم الكشف عن هويته «فكرة تصميم رولز المانية هي فخ يجب تجنب الوقوع فيه بأي ثمن، وهذا ما فهمته بي ام دبليو».

ويضيف ان «المشروع برمته له توجه انكليزي: فالتصميم انيط بفريق انكليزي وغالبية المهندسين في المصنع من الانكليز والانتاج سيبقى في انكلترا. وحده الجانب التقني يطور في ألمانيا».

ويتساءل الناطق باسم رولز رويس فريد فراث «لماذا علينا ان نقلق؟ فرولز رويس ستبقى سيارة انكليزية لا جدل في ذلك».

ونجحت «بي ام دبليو» باعادة المدير التنفيذي السابق لرولز رويس الى منصبه بعدما غادره في 2001 في ظل ادارة فولكسفاغن للشركة.

لكن بعض الاطراف تبقى متشائمة، فقد ورد على موقع «رولز رويس» على شبكة انترنت في ديسمبر (كانون الاول) ان «مستقبل رولز رويس على المدى الطويل، بعد انفصالها عن بنتلي موتور كارز العام2003، لا يزال غير أكيد. فلمحبي وجامعي هذه السيارة، قد تكون السيارات المعروضة على هذا الموقع الاخيرة لرولز رويس المشهورة عالميا».