مصر: اليورو يزيد نفوذه على حساب الدولار في سوق الصرف ومصرفيون يتحفظون على التوقعات بتحولات حادة

TT

رصد مصرفيون مصريون زيادة بلغت 15 في المائة في الطلب على اليورو والجنيه الاسترليني وارتفاعا ملحوظا في معدلات الادخار باليورو على مدار الشهر الاخير واوضحوا ان حصيلة الأوعية الادخارية باليورو تتراوح حاليا بين 1.1 مليار و1.25 مليار يورو مقابل 700 مليون يورو قبل خمسة اشهر، وانها مرشحة للزيادة بمعدلات كبيرة خلال الايام القليلة المقبلة في ضوء تزايد احتمالات تصاعد اليورو امام الدولار الأميركي الذي حقق أدنى مستوى له امام العملة الاوروبية منذ 3 اشهر حيث انخفض بنحو 5 في المائة، الى ذلك تعمل البنوك المصرية ـ حسبما صرح رئيس مجلس ادارة بنك الدلتا الدولي علي نجم على تعزيز التوجه نحو طرح المزيد من الاوعية الادخارية باليورو في اطار سياسة مصرفية جديدة تستهدف تشجيع حائزي الدولار على تحويل ودائعهم الدولارية الى اليورو من اجل زيادة المعروض من الدولار في السوق وتقليص سيطرة العملة الأميركية على تعاملات سوق الصرف وكذلك تخفيف الضغط على الجنيه المصري امام اليورو، ويضيف علي نجم: لكن يجب ألا يفهم من ذلك اطلاقا ان دور الدولار سيكون هامشيا.

الى ذلك شهدت سوق الصرف المصرية غير الرسمية تحولا نوعيا في مجال المضاربة على العملات الاجنبية حيث نشطت المضاربة على اليورو والجنيه الاسترليني بعد ان بلغ سعر الأول الرسمي 471 قرشا للشراء و481 قرشا للبيع بينما تجاوز سعره حاجز سعر الدولار البالغ 520 قرشا بحسب معاملات السوق السوداء التي تمثل 20 في المائة من حجم التعامل، وقد دفع هذا الاتجاه العديد من المضاربين الى اكتناز العملة الأوروبية في حدود على ضوء احتمالات استمرار صعود اسعارها في حين بدأ بعض المدخرين في التحول من الدولار الى اليورو وطمعا في الحصول على فائدة أعلى تقدر بنحو 3 في المائة بزيادة 1.85 في المائة عن نظيرتها على الدولار.

وتوقع مصرفيون حدوث انخفاض بنسب تتراوح بين 10 و15 في المائة في الارصدة والودائع الدولارية حال الاقبال المتزايد على حيازة الدولار سائلا او تحويله الى اليورو مع احتمالات نشوب حرب في منطقة الشرق الأوسط واستمرار الاداء السلبي للاقتصاد الأميركي. وقال مدير عام بنك التمويل المصري ـ السعودي صلاح عطية ان معظم هذه النسبة المتوقعة ستذهب كتحويلات وودائع الى العملة الأوروبية الموحدة «اليورو» وكذلك الجنيه الاسترليني وربما الفرنك السويسري نتيجة لحرص بعض العملاء المتنامي حاليا على أوعية اليورو الادخارية التي تسابقت البنوك المصرية منذ يوليو (تموز) الماضي في الاعلان عنها وتنافست في طرحها بفائدة عالية خصما من ودائعها الدولارية. ونبه طارق فايد مساعد مدير بنك الأهلي سوسيته جنرال «البنوك مطالبة باعادة النظر في مراكزها المالية بالعملات الاجنبية وأن تأخذ التدابير والاحتياطيات التي تجنبها تحقيق خسائر من تصاعد عمليات المضاربة المحتملة على اسعار اليورو والجنيه الاسترليني وايضا الدولار أمام الجنيه المصري موضحا انه من غير المنتظر هبوط اليورو مجددا أمام الدولار خلال الاشهر القليلة المقبلة خاصة في ضوء تحسن مؤشرات الاداء الاقتصادي في منطقة اليورو.