توقعات بارتفاع حجم الإنفاق الإعلاني العربي على الإنترنت إلى70 مليون دولار مطلع 2006

TT

توقعت دراسة أجراها موقع (عجيب) التابع لشركة صخر لتقنيات الكومبيوتر ان يجتذب الانفاق الاعلاني على شبكة المعلومات العالمية في العالم العربي 18 مليون دولار من ميزانية المعلنين مع نهاية هذا العام، وان يرتفع الرقم ليصل الى 70 مليون دولار مطلع 2006، ورصدت الدراسة تحولا تدريجيا في اختيار المعلنين للشبكة العالمية كوسيط اعلاني الى جانب وسائل الاعلام التقليدية، مشيرة الى انه على الرغم من ان سوق الاعلانات على الانترنت في الشرق الأوسط ناشئ وفي طور التكوين، الا أنه سيشهد معدلات نمو تتراوح بين 60 % و 100 % في السنوات الخمس المقبلة.

وأشار خبراء الاعلان في مصر الى أن الوعي الاعلاني على الشبكة الدولية خلال السنوات الماضية كان شبه منعدم، حيث تطلب ذلك من الشركات العاملة في مجال اعلانات الانترنت أن توصل للمعلن ما هو اعلان الانترنت، وكيف يراه المستخدم، وطريقة احتساب قيمة هذا الاعلان وغيرها، وأوضح الخبراء أن نسبة اعلانات الانترنت تبلغ 0.1% فقط من سوق الاعلانات العربية.

ويؤكد ايهاب هيكل خبير تكنولوجيا الانترنت ومدير موقع «مصرواي» السابق أن بعض المواقع الصغيرة ساعدت على تشويه صورة اعلان الانترنت وذلك بترديد مفاهيم خاطئة حول بيع المساحات الاعلانية بنظام الصفحة أو باليوم، مبينا أن الاعلان على الانترنت يتم حساب ثمنه لعدد مرتادي الموقع الذين شاهدوا الاعلان، ويتم حساب ذلك عن طريق جهاز خادم يقوم بتدوين عدد مشاهدي الاعلان، وأوضح «أن هناك عدة عقبات تعترض الاعلان على الانترنت سواء على المستوى المصري أو العربي، أهمها أن متخذ قرار الاعلان يكون غالبا ليس من مستخدمي الانترنت وليس لديه الوقت لتعلمه وبالتالي فهو لا يدرك أهمية هذه الوسيلة»، واستدرك «أن الوضع في دول الخليج يختلف الى حد ما عنه في مصر وذلك لانتشار العمالة الأجنبية التي تملك اتخاذ القرار بالاعلان عبر الانترنت نظرا لخوضها التقنيات الحديثة منذ فترة.

وعن أسعار الاعلان على الانترنت يقول هيكل إن صورة الشعار التي توجد في مواقع الأدلة يتم حجزها بمبلغ 100 دولار في السنة، أما الاعلان الموجود بصفحات منفصلة فيتم حسابه بمبلغ 50 جنيها لكل ألف مشاهد في المواقع المصرية وقد يصل في المواقع الأجنبية الى 30 دولاراً، معتبرا ان اعلان البريد الاليكتروني هو الأفضل في الفترة الحالية حيث تباع الرسالة في حدود 10 قروش وأقل عدد يمكن الاعلان به هو 20 ألف رسالة، ويعتبر هذا النوع من الاعلانات ذات ميزة عالية للسلعة المتخصصة، ويطالب هيكل بضرورة تكوين رابطة للمواقع الاعلانية على شبكة الانترنت على المستوى المحلي والعربي أيضا، مشددا كذلك على أهمية العمل على نشر استخدام نظام «دي إس إل»، وخفض سعره في محاولة لتطوير سرعة الدخول على الانترنت وبالتالي سهولة استخدام التقنيات الحديثة للاعلان على المواقع العربية.

ومن جانبه يرى عمرو القاضي مدير التسويق الاعلاني بوكالة لوك للاعلان أن الاعلان على الانترنت هو أساس تقدم محتوى الموقع وتطوره، وعلينا أن ندرك أن اهتمام الشركات الكبرى بوضع اعلاناتها على مواقع الانترنت العربية يساعدها على تطوير مستواها والعكس صحيح، منبها الى أن معظم المواقع العربية لا تعمل بصورة جيدة، ويضطر مستخدم الانترنت الى زيارة المواقع الأجنبية مثل «ياهو» و«جوجل» التي توفر محتوى جيدا نظرا لتوافر عملية الدفع الاعلاني المستقر عليها، وأكد القاضي على أن الركود الاقتصادي أثر بصورة فعالة على سوق الاعلان عامة وبصفة خاصة على اعلانات الانترنت فانخفض مستوى الانفاق الاعلاني على شبكة الانترنت بنسبة 30%، مشيرا الى أن الأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة العربية قد تساهم في زيادة نسبة الاعلان على الانترنت، حيث من المتوقع أن تتحول نسبة كبيرة من الاعلان على المواقع الأجنبية الكبرى الى الاعلان عبر المواقع العربية.

ويتوقع علي عمارة مسؤول الاعلانات التجارية بوكالة أمريكانا أن يتضاعف حجم الوجود الاعلاني على المواقع المصرية والعربية خلال هذا العام نحو ثلاثة أضعاف النسبة الموجودة حاليا، مرجعا ذلك الى اندماج العديد من المواقع الاعلانية مما أوجد كيانات ضخمة تستطيع الاستحواذ على ثقة المعلن بسهولة، موضحا أن عدم انتشار استخدام كروت الائتمان في تحصيل رسوم الاعلان على الانترنت محليا وعربيا ساهم بصورة كبيرة في فقدان صغار العملاء، وأكد عمارة على أن اعلان الانترنت يتمتع بالعديد من المزايا حيث يكون الحساب وفقا للرؤية الفعلية للاعلان على الانترنت، في حين لا تستطيع بقية وسائل الاعلان تحديد من شاهد الاعلان ومن لم يشاهده، اضافة الى ميزة التفاعل مع المشاهد حيث يستطيع الانترنت عرض لغة للحوار مع المشاهد لتوضيح هدف الاعلان بالصوت والصورة.