الدولار ينتعش مع إعلان الرئيس بوش خطة التحفيز الاقتصادي

TT

ارتفع الدولار امام العملات الرئيسية امس معوضا الخسائر الضخمة التي مني بها في الجلسة السابقة. فيما عززت التوقعات الخاصة بخطة تحفيز اقتصادي ضخمة اعلنها الرئيس بوش تضمنت احتمالات النمو، بهدف تنشيط اكبر اقتصاد في العالم، وهو الاحتمال الذي رفع مؤشرات الاسهم الاميركية الرئيسية اكثر من اثنين في المائة اول من امس.

وارتفع الدولار اكثر من نصف في المائة مقابل اليورو والين والفرنك السويسري في اوروبا. فيما استغل المستثمرون، الذين هبطوا بالدولار لاقل مستوى في عدة سنوات في الاونة الاخيرة، الفرصة لجني الارباح.

وقال ستيف بارو محلل العملات في بير شتيرنز «يستجيب الدولار للاداء القوي للاسهم الاميركية والتوقعات بشأن بيان بوش. المناخ السياسي لا يساعد الدولار الا ان خطة بوش قدمت دعما معنويا قصير الاجل للعملة». وقبل ظهر امس بلغ سعر اليورو 1.0409 دولار بارتفاع نحو سنت عن ادنى مستوياته في ثلاثة اعوام، الذي سجله قبل اسبوع مقارنة مع 1.0467 دولار عند الاغلاق في نيويورك اول من امس. حيث بلغ سعر الدولار 119.79 ين مقارنة مع 119.15 ين في نيويورك امس.

وساعدت على انتعاش الدولار مقابل اليورو انباء عن انخفاض حاد غير متوقع في مبيعات التجزئة الالمانية، مما اكد الوضع الحرج لثقة المستهلكين في اكبر اقتصاد في اوروبا.

وزاد معهد دي.اي. دبليو من الوضع المتشائم حين خفض توقعات النمو في المانيا وحذر من ان الظروف مواتية لحدوث انكماش اقتصادي.

وتوقع المعهد وهو ضمن اكبر ستة معاهد اقتصادية في المانيا ان يبلغ معدل النمو 0.6 في المائة في عام 2003 وواحد في المائة على أقصى تقدير في العام المقبل.

وساعد على انتعاش الدولار تصريح وزير المالية الياباني ماساجورو شيوكاوا بان التحركات الاخيرة للعملة غير طبيعية وان سعر 125 ينا للدولار يعد مستوى مستقرا.

وقال متعاملون، ان تصريحات شيوكاوا تلت تعليقات من عدد من نوابه بان ارتفاع الين مقابل الدولار غير مفيد لاقتصاد البلاد ودفع البعض لبيع الفائض لديه من الين.

وبعد اسابيع من الضغط نتيجة مخاوف بشأن هجوم اميركي محتمل على العراق قال تجار، ان الدولار انخفض اكثر من اللازم وان الوقت حان لحركة تصحيحية وان المشترين يغطون مراكز مكشوفة ولا يشترون الدولار توقعا لانتعاش مستديم للعملة.

وانخفض الجنيه الاسترليني مبتعدا عن اعلى مستوياته مقابل الدولار في ثلاثة اعوام أمس فيما يترقب السوق تأثير برنامج التحفيز الاقتصادي الضخم، الذي أعلنه الرئيس الاميركي جورج بوش في وقت لاحق امس في العملة الاميركية.

الا ان الاسترليني صعد امام اليورو الاوروبي الضعيف الذي نزل اكثر من نصف في المائة مقابل الدولار. فيما يقول التجار ان السوق ركزت في الصباح الى حد كبير على تحركات اليورو مقابل الدولار.

وفي الساعة 32:11 بتوقيت جرينتش نزل الاسترليني 0.25 في المائة الى 1.6041 دولار، الا انه ارتفع نحو 0.3 في المائة مقابل اليورو الى عند 64.86 بنس.

وفي اسواق البورصات العالمية انخفضت الاسهم البريطانية في أوائل المعاملات في بورصة لندن للاوراق المالية امس لتمحو مكاسب بسيطة حققتها عند الفتح تحت وطأة انباء سلبية عن شركتي استرا زينيكا وجلاكسو سيمثكلاين العملاقتين من قطاع الادوية.

وفي الساعة 54:08 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي المكون من أسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 30.1 نقطة أي بنسبة 0.75 في المائة الى 3971.3 نقطة بعد ان ارتفع في وقت سابق الى 4015.4 نقطة.

وبذلك يواصل المؤشر هبوطه ليوم ثالث، مما يثير شكوكا في قدرة السوق على الانطلاق بعيدا عن المستويات الحالية.

وتركزت الضغوط على السوق في قطاع صناعة الدواء، اذ انخفض سهم استرا زينيكا اثنين في المائة الى 2131 بنسا بعد ان قالت هيئة استشارية أميركية انها تؤيد توسيع نطاق استخدام دواء كوزار لعلاج ضغط الدم الذي تنتجه شركة ميرك المنافسة.

وهبط سهم جلاكسو سميثكلاين 1.5 في المائة بعد ان قال مسؤولو ادارة الاغذية والادوية الاميركية ان من الصعب اكتشاف اي فائدة في تناول عقارها كوريج الخاص بعلاج امراض القلب عند المرضى الذي اصيبوا مؤخرا بازمة قلبية.

وتراجعت الاسهم اليابانية في نهاية المعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية بعد ارتفاعها في وقت سابق تحت وطأة انخفاض اسهم شركة العقارات الكبرى ميتسوي فودوسان وأسهم شركات أخرى يرتبط نشاطها بالطلب المحلي.

وادى هذا الانخفاض الى اختفاء اثر صعود حفنة من الاسهم في قطاع التكنولوجيا بفضل انتعاش قوي في وول ستريت وسط امال بان تساعد خطة حفز اقتصادي على انتعاش الاقتصاد الاميركي.

وبنهاية جلسة التعامل نزل مؤشر نيكاي القياسي المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى 0.65 في المائة اي 56.83 نقطة الى 8656.50 نقطة بعد صعوده اكثر من واحد في المائة في الصباح الى 8829 نقطة.

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.71 في المائة الى 853.93 نقطة.

ووضع الرئيس الاميركي جورج بوش اول من أمس اللمسات الاخيرة على خطة حجمها600 مليار دولار بهدف حفز الاقتصاد والبورصات منحيا جانبا انتقادات الديمقراطيين وبعض الاقتصاديين الذين يحذرون من ان الخطة لن يكون لها اثر كبير ولن تزيد الا عجز الميزانية.

وانخفض سهم ميتسوي فودوسان 4.21 في المائة الى 750 ينا في حين انخفض سهم ميزوهو هولدنجز أكبر مجموعة مصرفية في العالم من حيث الاصول 6.25 في المائة الى 105 الاف ين وسط حذر بين المستثمرين قبل بدء عمليات تفتيش حكومية خاصة على البنوك من المقرر ان تتم في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وارتفع سهم شركة مينولتا 1.52 في المائة الى 536 ينا بعد انباء افادت انه يجري بحث اندماجها مع شركة كونيكا. وانخفض سهم كونيكا 0.8 في المائة الى 864 ينا.

وارتفع ايضا عدد من اسهم شركات التكنولوجيا بفضل ارتفاع مؤشر ناسداك الاميركي المجمع 2.5 في المائة امس.